نقيب البيطريين: هناك أطباء بيطريون يعملون ولا يتقاضون رواتب منذ 4 سنوات

منذ 1 يوم
نقيب البيطريين: هناك أطباء بيطريون يعملون ولا يتقاضون رواتب منذ 4 سنوات

قال الدكتور مجدي حسن، رئيس نقابة الأطباء البيطريين، إن بعض الأطباء المتضررين في محافظة الشرقية كانوا يؤدون واجباتهم ويخضعون للمحاسبة، لكنهم لم يحصلوا على رواتب أو ترقيات.

وأضاف في بيان اليوم أن آخرين حصلوا على أحكام قضائية من عام 2021 ولم يتم تنفيذها بعد.

أوضح نقيب الأطباء البيطريين أن الأطباء المتعاقدين في محافظتي الغربية والمنوفية يتقاضون رواتبهم من أموال خاصة، ولا يتمتعون بالأمان الوظيفي. وأشار إلى أن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ووزارة المالية يدرسان تنفيذ أحكام قضائية لصالحهم صدرت منذ أكثر من ثلاث سنوات.

أكد الدكتور مجدي حسن أن المشكلة بدأت مع صدور أحكام قضائية عام ٢٠٢١ للأطباء البيطريين بالمنطقة الشرقية، والتي نصت على إدراجهم ضمن الموازنة العامة للعمل في المديرية العامة للطب البيطري. وبناءً على هذه الأحكام، صدر القرار رقم ٣٢٥ بتاريخ ٢٨ نوفمبر ٢٠٢١، مؤكدًا تعيين الأطباء الذين صدرت قرارات بتحويلهم إلى الموازنة العامة. ورغم التنفيذ الرسمي لقرار التثبيت، لم يتقاضَ هؤلاء الأطباء أي مستحقات مالية منذ تعيينهم عام ٢٠٢١. دفعهم هذا الوضع إلى اللجوء إلى القضاء، حيث صدرت أحكام منفصلة في شهري مارس وأبريل ٢٠٢٥، تُخولهم استلام كامل مستحقاتهم المالية منذ عام ٢٠٢١؛ إلا أن هذه الأحكام لم تُنفذ أيضًا.

أشار نقيب الأطباء البيطريين إلى أنه رغم الاستفسارات العديدة حول تنفيذ هذه القرارات، إلا أن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة كان يرد باستمرار بأن الاستفسارات والقرارات قيد المراجعة من قبل وزارة المالية ولجنة مُشكلة من وزارة العدل لمراجعة التنفيذ. ولذلك، لم تُصرف أي مستحقات مالية للأطباء رغم استمرارهم في العمل.

وبحسب بيان نقابي، لخّص الأطباء المتضررون الوضع على النحو التالي: كانوا يعملون بشكل طبيعي، لكنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ صدور الحكم عام ٢٠٢١، أي قبل أكثر من أربع سنوات. ولم تُطبّق أحكام القضاء التي تقضي بتخصيص رواتبهم للموازنة العامة على فئة منهم، ويواصلون العمل بأموال خاصة.

صرحت إحدى الطبيبات المتضررات بأنها منذ انضمامها إلى الشركة، كانت تتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع واجبات صاحب عملها، وتعمل بدون أجر. وأوضحت أنه فُرضت عليها عقوبات مالية رغم عدم تقاضيها راتبها، وأُمرت بدفع هذه العقوبات نقدًا وإلا ستُفصل من العمل.

وأضافت أنها تعمل بعقد محدد المدة منذ عام ٢٠١٢، وقد أُدرجت في موازنة ٢٠٢١ بناءً على حكم قضائي، ولكن دون راتب. وأشارت إلى أن مطالبها الوحيدة هي دفع مساهماتها المالية والإدارية، بالإضافة إلى الترقيات من تاريخ قرار التعيين في عام ٢٠٢١.

تتكرر هذه المشكلة في محافظتي الغربية والمنوفية مع فئة مختلفة من الأطباء البيطريين. كانت عقودهم تُموّل من صناديق خاصة تابعة للهيئة العامة للخدمات البيطرية، التي كانت تُحوّل رواتبهم إلى المديريات منذ البداية. بدأت هذه العقود عام ٢٠٠٦ كعقود تدريب بقيمة ٦٥ جنيهًا مصريًا، ثم عُدّلت في ١ يناير ٢٠١٢ إلى ٢٥٠ جنيهًا مصريًا شهريًا لمدة خمس سنوات. في ١ يوليو ٢٠١٥، أصدرت الهيئة العامة للخدمات البيطرية القرار الإداري رقم ٩٠٤ لسنة ٢٠١٦ بمنحهم صفة مالية دائمة.

طعن هؤلاء الأطباء أمام القضاء، وصدرت منذ عام ٢٠٢١ أحكام قضائية تُجيز تحويل أموالهم من الموازنة العامة للدولة. ورغم طعن هيئة شكاوى الدولة والوزراء المعنيين في هذه الأحكام، إلا أن جميع الطعون رُفضت، وأصبحت الأحكام نهائية. أُبلغت الأحكام إلى الهيئة العامة للخدمات البيطرية، التي أحالت بدورها المستندات إلى الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة في ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٢، مع موافقة الهيئة على تمويل المراحل المالية. ورغم جميع المراسلات والاستفسارات العاجلة، لا يزال الوضع مجمدًا حتى اليوم، مُعلَّمًا بـ “قيد المراجعة”.

انتقد الأطباء البيطريون هذا الوضع، مشيرين إلى أن الجهة التنظيمية والإدارة كانت مضطرة لمراجعة الوثائق واعتمادها، ثم الحصول على موافقة وزارة المالية. إلا أن تنظيم العملية وإدارتها استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، ولم تُنفذ أحكام القضاء، مما عرّض حقوق الأطباء للخطر. وأضافوا: “نحن دولة يحكمها القانون، والمفترض أن يحترم كل من صدر بحقه حكم قضائي القضاء وينفذه، بدلاً من الانتظار سنوات مع تكرار الرد بمراجعة الوثائق”.

وأشاروا إلى أن صياغة حكم المحكمة كانت واضحة ولا تحتاج إلى مزيد بحث، حيث جاء فيه: “قضت المحكمة بعدم جواز الاعتداد بالقرار الإداري، وأن تمويل مستوى الرواتب يجب أن يكون على أساس بند الرواتب الثابتة في الباب الأول من موازنة الهيئة، لا على أساس الباب المخصص للصناديق والحسابات الخاصة”. ومع ذلك، رفضت الهيئة الإدارية تنفيذ الأحكام، ولا يزال الأطباء يتقاضون رواتبهم من الصناديق وفي المستوى الثالث دون أي ترقيات أو حقوق وظيفية.

وبحسب البيان، يواجه الباحثون البيطريون في القاهرة أزمة مماثلة. ويواجه عدد من طلاب الدكتوراه في مركز البحوث الزراعية نفس المشكلة. فهم يعملون كعمال مؤقتين في إطار الصندوق الخاص منذ سنوات دون إدراجهم في الميزانية الرسمية. ومن بينهم الدكتورة ياسمين من معهد التطعيمات البيطرية بالعباسية، التي تعمل في إطار الصندوق الخاص بتجديدات سنوية منذ عام ٢٠١٤، والدكتورة نورا من المعهد نفسه، والتي تعمل في إطار الصندوق الخاص بشكل يومي منذ عام ٢٠١٩. ويواجه كلاهما نفس التحديات في إدراجهما في ميزانية الدولة والحفاظ على وظائفهما.

يكشف البيان أن باحثة بمعهد بحوث صحة الحيوان قد بلغت سن التقاعد دون راتب منذ توليها العمل، وهي تطالب بنفس المطالب. وتطالب الدكتورة إيمان، التي تعمل أيضًا بمعهد بحوث أمراض النبات بالعريش، شمال سيناء، بصندوق خاص منذ عام ٢٠٢١، بضمها إلى ميزانية الجهة الإدارية، ومنحها كامل حقوقها العمالية. ويطالب هؤلاء الباحثون، كزملائهم في المركز نفسه، بحقوقهم، ونقل أموالهم من الصندوق الخاص إلى ميزانية الجهة الإدارية، وتصنيفهم بما يتناسب مع مسارهم المهني، لا سيما أنهم حاصلون على أعلى الدرجات العلمية.


شارك