من ليال إلى زياد.. فيروز تودع أبناءها بصمت

منذ 6 ساعات
من ليال إلى زياد.. فيروز تودع أبناءها بصمت

فقدت الفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز ابنها الموسيقي والفنان زياد الرحباني، الذي وافته المنية صباح السبت الماضي. وقد هزّ الخبر الساحة الفنية والثقافية في لبنان والعالم العربي. وبعد أكثر من ثلاثة عقود على رحيل ابنتها ليال، التي توفيت عام ١٩٨٨ عن عمر يناهز ٢٩ عامًا، تستعيد فيروز ذكرى الفقدان الأليم.

زياد، المولود عام ١٩٥٦، لم يكن ابن الفنان الكبير فحسب، بل كان أيضًا أحد أهم رموز الموسيقى العربية الحديثة، ومن أكثر الشخصيات تأثيرًا في الأغنية اللبنانية المعاصرة. كانت تربطه بوالدته علاقة مميزة، وإن اتسمت أحيانًا باختلاف في الرؤى الفنية. إلا أن الرابطة العاطفية والإنسانية بينهما ظلت قوية، تجلّت في تعاونهما الإبداعي، الذي أثمر أعمالًا فنية لا تُنسى، لا تزال حية في ذاكرة الجمهور حتى اليوم.

أما ليال، الابنة الوسطى لفيروز، فقد شكّلت وفاتها المبكرة أواخر ثمانينيات القرن الماضي صدمةً عميقةً للعائلة. توفيت بسكتة دماغية مفاجئة. التزمت فيروز الصمت حينها ولم تُدلِ بأي تصريحات علنية. لمس الجمهور الحزن في صوتها ومظهرها، الذي لا يزال يحمل في طياته حنينًا عميقًا وحزنًا عميقًا.

اليوم، بعد رحيل زياد، تواجه فيروز صدمة مزدوجة. فرغم أن غيابها عن الأضواء أصبح أمرًا طبيعيًا في السنوات الأخيرة، إلا أن فقدان ابنها الحبيب يُمثل أحد أعمق أحزان حياتها، لا سيما أنه كان رفيق مسيرتها الفنية الطويلة وعمل مع الأخوين رحباني.

في حين ينعى الجمهور فقدان ابنتهم الحبيبة، التزمت فيروز وعائلتها الصمت، فيما يطالب محبوها ومتابعوها باحترام كامل لخصوصية هذه اللحظة العائلية والإنسانية الصعبة.

تُمثّل وفاة زياد الرحباني، وقبلها ليال، محطتين فارقتين في حياة فيروز، التي أثبتت على مرّ العقود أنها ليس فقط أيقونة فنية، بل أمٌّ وصوتٌ إنسانيٌّ يُعبّر عن مشاعر الملايين. واليوم، كعادتها، تختار فيروز الصمت، وتُتيح التعبير عن حبّها من خلال أصوات الناس وذكرياتهم عنها.


شارك