السودانيون يودعون بلدهم الثاني: شكرا مصر.. والرئيس السيسي لديه خطة تنمية ثابتة

منذ 3 شهور
السودانيون يودعون بلدهم الثاني: شكرا مصر.. والرئيس السيسي لديه خطة تنمية ثابتة

تزدحم الحقائب والدموع والضحكات على رصيف محطة رمسيس. لحظة تمتزج فيها مشاعر الفرح والحزن، والحنين والامتنان، مع اقتراب القطار في رحلة العودة.

غادر عشرات السودانيين القاهرة يوم الاثنين متجهين إلى السودان. عادوا طوعًا إلى وطنهم. لكن مصر لم تفارق قلوبهم. انطلق مؤخرًا من محطة رمسيس بالقاهرة قطار ثانٍ مخصص للعودة الطوعية للمواطنين السودانيين.

مدثر موسى جاد، سوداني في الثلاثينيات من عمره، يقيم في القاهرة منذ عامين، عبّر لـ”الشروق” عن مشاعر متضاربة وهو يودع أصدقاءه المسافرين: “نحن سعداء بعودة الناس إلى السودان. الحمد لله، الروح تعود، والبلد يتعافى ويتحسن يومًا بعد يوم. نسأل الله أن يوفقنا، وأن تستمر مبادرات العودة. ودعت أصدقائي اليوم، وقد أخذوا قلبي معهم. سنلحق بهم قريبًا إن شاء الله”.

نشكر المصريين، والله وقفوا معانا بصدق وإخلاص، وجزا الله مصر كل خير، أضاف مدثر شاكرًا.

ودّع حسن محمد، البالغ من العمر 29 عامًا، مصر بعفوية أكبر، مبتسمًا رغم شوقه. قال لصحيفة الشروق: “أشكر مصر، تحيا مصر، وينصر الله كل الدول العربية. سنفتقد المصريين، وسنفتقد الأكل المصري، وخاصة الكشري والحواوشي. أعود إلى بلدي لأني أفتقد عائلتي وأصدقائي في السودان. أعود إليهم، والحمد لله”.

نصر الدين عمر، معلم متقاعد يبلغ من العمر 75 عامًا، يقيم في حي السادس من أكتوبر منذ عام، قال لصحيفة الشروق: “جئت إلى مصر قبل عام، وسكنت في الحي الثالث. ثم عدت إلى السودان لإكمال دراستي الثانوية. مصر بالنسبة لي بمثابة بلد ثانٍ، وهذه ليست المرة الأولى التي أزورها. أتيت بعد تخرجي لإكمال دراستي، ودائمًا ما أجد فيها كل ما هو جميل”.

ولم ينسَ نصر الدين أن يُشيد بالتطور الذي شهده في مصر: “رأيتُ مدينة السادس من أكتوبر، التي كانت صحراء، ثم تحولت إلى مدينة ضخمة. إنها نهضة حقيقية، والرئيس عبد الفتاح السيسي يُسير بخطة تنمية مُحكمة. وفق الله مصر”.

واختتم حديثه ببيت من الشعر: “وطني، ولو شغلني الخلود، لظلت روحي مشتاقة إليه”. وتابع: “الحمد لله أننا عائدون طوعًا، وسأفتقد الكشري”.

ودّعت فتحية السبيل زوجها الذي غادر اليوم في رحلته. وقالت والدموع تملأ عينيها: “اليوم يوم تاريخي للسودان. لقد بدأنا رحلة العودة. جئتُ لأودع زوجي. سيغادر الآن، وسألحق به أنا وأولادي بعد بضعة أسابيع. شكرًا جزيلًا لكِ يا مصر. المصريون طيبون وكرماء.”


شارك