نهاية “سفاح المعمورة”.. اعترافات صادمة لمحامٍ دفن ضحاياه تحت قدميه

قضت محكمة جنايات الإسكندرية، الأحد، بعد أشهر من المحاكمات والتحقيقات التي كشفت عن تفاصيل مروعة، بإنهاء واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها المدينة الساحلية في السنوات الأخيرة.
في حكمٍ طال انتظاره، قضت المحكمة بإعدام المحامي نصر الدين السيد، المعروف إعلاميًا بـ”جزار المعمورة”، شنقًا حتى الموت. واتُّهم بقتل ثلاثة أشخاص عمدًا، بينهم زوجته، ودفنهم في شقق استأجرها لهذا الغرض الشنيع.
محامي لا يرحم… والعدالة تسود.
كان المشهد في قاعة المحكمة متوترًا. شهق الحضور لالتقاط أنفاسهم بينما وقف المتهم هناك بوجه خالٍ من أي تعبير، يرتدي نظارته، ويحمل القرآن الكريم في يده، محاولًا إضفاء شعور زائف بالهدوء في جوٍّ يملؤه الحزن والغضب.
أصدرت المحكمة، برئاسة المحامي محمود عيسى سراج الدين، الحكم بعد استكمال جميع الإجراءات اللازمة، والتي شملت عرض أوراق القضية على مفتي الجمهورية، الذي أذن بتنفيذها.
ويضع هذا نهاية لفصل مأساوي من “جرائم القتل المنهجية” التي ارتكبها المتهمون على مدى سنوات، بدافع الجشع والانتقام والروح عديمة الضمير.
ثلاث جرائم… وسيناريوهات شيطانية
بدأت القصة في عام 2022، عندما استدرج المتهم ضحيته الأولى، المهندس “م.م” الذي كانت تربطه به علاقة عمل، إلى وحدة سكنية في منطقة العصافير.
كان الدافع واضحًا: المال. كان الضحية يملك ممتلكات وأصولًا، وكان القاتل مصممًا على الاستيلاء عليها.
بعد تعذيب نفسي وجسدي ومحاولات إجباره على تسليم ممتلكاته، انتهت القضية بجريمة قتل بشعة. ثم تم التمثيل بجثته ودفنها في حفرة حفرها المتهم بنفسه. كان قد صنع صندوقًا خشبيًا وضع فيه الضحية وغطاه بالبلاستيك والإسمنت. وكأن الجريمة لم تكن كافية، أكمل المتهم فصول المأساة.
الضحية الثانية: أصبح شريكها ضحية.
ضحيته الثانية كانت “إم إف ث”، زوجة القاتل. بعد أن ساءت حياتها بسبب سلوكه المشبوه، طردته من المنزل، لكنه عاد لينتقم بطريقته الخاصة.
خطط مسبقاً، وصنع صندوقاً خشبياً خاصاً بكفنها، واشترى قماشاً أبيض وأكياساً سوداء، وفي لحظة هدوء في منزلي، انقض عليها وخنقها ودفنها بالطريقة نفسها في عمارة سكنية أخرى في حي المعمورة البلد.
الضحية الثالثة: موكله الذي خدعه المحامي.
أما “تار” فكانت إحدى زبائنه، وهي ربة منزل جاءت إليه بسبب نزاع على الملكية.
عندما طالبت باسترداد أموالها بعد فشلها في تحقيق النتائج، قرر التخلص منها انتقامًا. صادر أموالها وهاتفها وبطاقة معاشها التقاعدي. ثم خنقها ودفنها بجانب زوجته في الشقة نفسها. أغلق الباب بقفل معدني، وكأنها لم تكن.
– كذب متقن… وتغطية كاملة على الجريمة.
من المثير للدهشة أن المتهم لم يكتفِ بالقتل، بل اتجه لاحقًا إلى خداع أهالي الضحايا، فأرسل لهم رسائل نصية ومكالمات من أرقامهم، محاولًا إيهامهم بأنهم سافروا إلى الخارج، أو قرروا الزواج من أجنبي، أو انتقلوا إلى شرم الشيخ.
الطب الشرعي يوضح الخلاف حول قدراته العقلية
خلال المحاكمة، حاول الدفاع اتهام المتهم بالاضطرابات العقلية.
لكن التقرير الصادر من مستشفى العباسية، حيث تم إدخال المتهم لمدة 15 يوماً تحت المراقبة، كان واضحاً: أن المتهم كان يتمتع بكامل قواه العقلية، وكان على علم بأفعاله، وكان مسؤولاً مسؤولية كاملة عن جرائمه.
وكان هذا كافيا لإجبار محاميه على التخلي عن دفاعه، وترك المتهم للدفاع عن نفسه – وهو مشهد سخيف آخر في هذه القضية.
العدالة تعيد التوازن.
بعد جلسات استماع مطولة، واستماع لخمسة وعشرين شاهدًا، وأشهر من التحقيقات، تحققت العدالة أخيرًا. حُكم على المتهم بالإعدام شنقًا، وأُلزم بدفع المصاريف الجنائية، وأُحيلت القضية المدنية إلى المحكمة المختصة.
“جزار العالم” الاسم الذي أرعب الإسكندرية، دُفن اليوم بعد أن دفع ثمن جرائمه التي هزت الضمير الإنساني وأثبتت أن العدالة لا تنام.