صيف الجيوب الأنفية.. كيف تزيد الحرارة والرطوبة من معاناة المرضى؟

منذ 3 ساعات
صيف الجيوب الأنفية.. كيف تزيد الحرارة والرطوبة من معاناة المرضى؟

تُعد التغيرات المفاجئة في الطقس أمرًا شائعًا في هذا الوقت من العام، وقد تُشكل مشكلة كبيرة لمرضى التهاب الجيوب الأنفية. يُمثل الصيف تحديًا حقيقيًا، حيث يُعاني المصابون من مجموعة من الأعراض المزعجة، التي تتفاقم بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة وانتشار الغبار وملوثات الهواء. تؤثر العوامل البيئية على طبيعة الحالة، مما يُفاقم الأعراض ويُضعف جودة الحياة.

ما هي الجيوب الأنفية؟

وفقًا لموقع وزارة الصحة السعودية، الجيوب الأنفية هي تجاويف في عظام الوجه خلف الخدين والفك والحاجبين، متصلة بفتحات الأنف. هذه الجيوب الأنفية مبطنة بأغشية مخاطية مشابهة لتلك الموجودة في الأنف.

– لماذا تصاب الجيوب الأنفية بالالتهاب في الصيف؟

وفقًا لـ Socalsinus، يحدث التهاب الجيوب الأنفية غالبًا في المواسم الباردة كالشتاء والخريف، ولكنه قد يحدث أيضًا في الصيف نتيجةً لعوامل مُجتمعة، منها الحساسية. يمكن أن تُؤدي حساسية الصيف الناتجة عن حبوب اللقاح والأعشاب وجراثيم العفن وغيرها من مُسببات الحساسية المحمولة جوًا إلى التهاب الأنف التحسسي، والتهاب الممرات الأنفية، والتهاب الجيوب الأنفية.

كما أن ارتفاع نسبة الرطوبة في الصيف يزيد من رطوبة الهواء والجيوب الأنفية. هذه البيئة الرطبة تُعزز نمو البكتيريا والفطريات والكائنات الدقيقة الأخرى في الجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى الالتهاب.

يمكن أن يؤدي التعرض للملوثات البيئية، مثل الغبار وحبوب اللقاح وملوثات الهواء والمهيجات الكيميائية، إلى تهيج الممرات الأنفية وأنسجة الجيوب الأنفية، مما يسبب الالتهاب ويزيد من خطر الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية. يمكن أن تدخل الملوثات إلى الممرات الأنفية عن طريق الاستنشاق أو التلامس المباشر، مما يؤدي إلى تفاقم التهاب الجيوب الأنفية.

بالإضافة إلى جودة الهواء الداخلي، فإن البقاء داخل المنزل لفترات طويلة مع إغلاق النوافذ وتشغيل مكيف الهواء خلال فصل الصيف قد يزيد من تلوث الهواء والتعرض لمسببات الحساسية. ويمكن أن يؤدي سوء جودة الهواء الداخلي الناتج عن الغبار ووبر الحيوانات الأليفة والعفن ومسببات الحساسية الأخرى إلى تهيج الممرات الأنفية والتهاب الجيوب الأنفية.

نصائح وقائية من طبيب الأنف والأذن والحنجرة

أوضح الدكتور عبد الرحمن يونس، أستاذ طب الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى قصر العيني بجامعة القاهرة، أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى جفاف أغشية الجيوب الأنفية، مما يزيد بدوره من تهيجها وحساسيتها. كما أن الانتقال من بيئة حارة إلى بيئة مكيفة، أو اختلاف درجات الحرارة بين المرتفعات صباحًا والمنخفضات ليلًا، يزيد الضغط على الجيوب الأنفية، وقد يسبب الصداع. كما أن الغبار وحبوب اللقاح قد تُسبب تهيج الجيوب الأنفية لدى مرضى الحساسية.

ينصح بشرب ما لا يقل عن ثلاثة لترات من الماء يوميًا، واستنشاق الماء الدافئ فورًا بعد قضاء الوقت في الهواء الطلق، وترطيب الأنف ببخاخات طبيعية تحتوي على الماء المالح والزيوت العطرية. يجب ألا تزيد درجة حرارة مكيف الهواء عن ٢٤ درجة مئوية لتقليل فرق درجة الحرارة بين الهواء الداخلي والخارجي. ولإنعاش هواء المنزل، يجب إيقاف تشغيل مكيف الهواء مؤقتًا وتنظيف الفلاتر كل أسبوعين على الأقل. يجب على المرضى الذين يعانون من حساسية شديدة ارتداء كمامة في الأماكن المزدحمة لتقليل التعرض للغبار.

وأضاف الدكتور أحمد نشأت أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤثر على مرضى الجيوب الأنفية بعدة طرق، منها زيادة الاحتقان، وزيادة الإفرازات التي قد تسبب صعوبة في التنفس وزيادة الألم، وزيادة الحساسية، وتفاقم الأعراض مثل الصداع والاحتقان.

يُنصح باستخدام مكيف الهواء لخفض درجة الحرارة وتحسين جودة الهواء. اشرب الكثير من السوائل واستخدم بخاخات الأنف لترطيب الجيوب الأنفية وتخفيف الاحتقان. من المهم أيضًا تجنب المهيجات كالغبار والروائح النفاذة، واستشر الطبيب إذا ساءت الأعراض أو تطلب الأمر علاجًا إضافيًا.


شارك