نواف سلام ينفي وجود طرح أمريكي لإقامة منطقة عازلة جنوبي لبنان

منذ 11 ساعات
نواف سلام ينفي وجود طرح أمريكي لإقامة منطقة عازلة جنوبي لبنان

رفض رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، السبت، أي مقترح أميركي لإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان، وسط تقارير عن توجه دولي ضد تمديد ولاية قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

وأدلى سلام بهذه التصريحات بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيروت رداً على سؤال صحافي حول مصداقية التقارير التي تحدثت عن “منطقة عازلة في جنوب لبنان تطالب بها فرنسا والولايات المتحدة”.

وقال سلام ردا على السؤال: “لم أسمع بهذا المقترح”.

في وقت سابق من يوم السبت، نقلت صحيفة “اللواء” اللبنانية الخاصة عن مصدر سياسي “مرموق” لم تكشف هويته قوله: “أُبلغ لبنان خلال اليومين الماضيين بنية الولايات المتحدة الأكيدة عدم تجديد تفويض اليونيفيل. في المقابل، سيتم اعتماد صيغة جديدة تقوم على نشر قوة ثلاثية أمريكية-فرنسية-بريطانية في الجنوب كبديل”.

وذكرت الصحيفة أن “المبعوث الأميركي توماس باراك، في اجتماعه مع شخصية لبنانية رفيعة المستوى (لم يكشف عن اسمها)، حاول اقتراح اتفاق شامل يقضي بإنشاء منطقة عازلة خالية من المدنيين تمتد على شريط واسع من الأراضي اللبنانية المتاخمة لفلسطين المحتلة، وتوضع تحت الوصاية الدولية الكاملة والإشراف الأميركي المباشر”.

وأضافت: “بحسب باراك، فإن هذا الاتفاق الأمني، في حال إبرامه، يضمن التزام إسرائيل بوقف كامل للعدوان على لبنان، وإعادة الإعمار، وإطلاق سراح الأسرى، واستثمارات ضخمة. إضافةً إلى ذلك، سيتم التوصل إلى اتفاقات سياسية جديدة، بما في ذلك بشأن السلاح، ودور حزب الله وموقعه في الدولة”.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات على الجبهة الجنوبية، والضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة على المناطق المدنية، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ نهاية عام 2024.

في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان، والذي تصاعد إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن مقتل أكثر من 4000 شخص وإصابة نحو 17 ألفاً.

في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ، لكن تل أبيب انتهكته أكثر من 3000 مرة، ما أسفر عن 260 قتيلاً و563 جريحاً، بحسب أرقام رسمية.

وفي انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار، انسحب الجيش الإسرائيلي جزئياً من جنوب لبنان، لكنه واصل احتلال خمسة تلال لبنانية استولى عليها في الحرب الأخيرة.

والتقى سلام، السبت، بري في مكتبه، وفق بيان لمكتب الإعلام في رئاسة مجلس النواب.

وجاء في البيان: “أطلع سلام بري على نتائج زيارته الرسمية إلى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث جددت فرنسا دعمها للبنان في مختلف المجالات، كما أكدت العمل على تجديد ولاية قوات اليونيفيل في إطار الحفاظ على الاستقرار في الجنوب”.

وكان سلام قد زار باريس الخميس لعدة ساعات واجتمع مع ماكرون في قصر الإليزيه.

وفي أعقاب الزيارة، أعلن سلام في منشور على منصة “إكس” أن ماكرون “عازم على مساعدة لبنان وتجديد ولاية اليونيفيل في جنوب لبنان”.

وفي نهاية يونيو/حزيران الماضي، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أنها طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تمديد ولاية قوات اليونيفيل لمدة عام واحد اعتباراً من 31 أغسطس/آب.

تأسست قوات اليونيفيل في مارس/آذار 1978 بموجب قرار مجلس الأمن في أعقاب الاحتلال الإسرائيلي للبنان.

تؤدي البعثة، المؤلفة من 11 ألف جندي، منهم 10 آلاف عسكري، دورًا محوريًا في منع التصعيد من خلال آلية اتصال. كما تُسيّر دوريات في جنوب لبنان لمراقبة التطورات الميدانية بحيادية، والإبلاغ عن الانتهاكات العسكرية، ودعم الجيش اللبناني.


شارك