حلمي النمنم: سؤال ماذا فعلنا لفلسطين ظالم وقاس.. ما الذي لم تفعله مصر؟

قال الصحفي ووزير الثقافة الأسبق حلمي النمنم إن السؤال الذي يجب طرحه اليوم ليس: “ماذا فعلت مصر للقضية الفلسطينية؟” بل: “ما الذي لم تفعله مصر؟” ووصف سؤال “ماذا فعلت مصر؟” بأنه “ظالم وقاسٍ”. في لقاء تلفزيوني مع الصحفي نشأت الديهي في برنامج “بالورقة والقلم” على قناة TEN TV، أضاف أن المصريين كانوا أول من أدرك الخطر قبل غيرهم. وأشار إلى أن “المصريين كانوا أول من تناول القضية الفلسطينية، بدءًا من أواخر القرن التاسع عشر، عندما لاحظ صحفيونا تزايد الهجرة اليهودية بهدف إنشاء المستعمرات. وكانت الصحافة المصرية أول من حذر من هذا الخطر”. وأشار إلى أن أول اعتراض رسمي على وعد بلفور جاء من الحكومة المصرية عام 1917، ما أدى إلى مظاهرات شعبية حاشدة في القاهرة وغيرها من المدن الكبرى. وكشف عن مواقف تاريخية رفضت فيها مصر مقايضة سيادتها بالقضية الفلسطينية، وقال: “في عام 1947 رفض رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي عرضاً سوفييتياً بدعم استقلال مصر مقابل عدم معارضة خطة تقسيم فلسطين التي كان من المقرر أن تنشرها الأمم المتحدة في نهاية ذلك العام”. وتابع: “في العام نفسه، عرض السفير الأمريكي على مصر المساعدة في طرد البريطانيين، وقدّم لها جميع أنواع الدعم العسكري والاقتصادي. في المقابل، لم يقدّم سوى مطلب واحد: عدم معارضة خطة تقسيم فلسطين، وقبول توطين 80 ألف فلسطيني في مصر. رفض النقراشي باشا ذلك، مُحاججًا بأن ذلك لا يصب في مصلحة فلسطين، وأن بلادنا لا تُحبّذ الاستيطان”. وأضاف أن 80% من المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة تأتي من مصر، متسائلاً: “هل سأل أحدٌ يومًا كم تُكلّف هذه المساعدات في بلدٍ يُعاني أزمةً اقتصادية، وكم خسرت مصر في قناة السويس؟”، مُشيرًا إلى أن “الهجمة على مصر يُنفّذها نازحون عرب في أوروبا غادروا بلدانهم إما بسبب ملاحقاتٍ قانونية أو فضائح أو غيرها”، على حدّ تعبيره.