فيلم فلسطين 36.. ملحمة سينمائية تروي جذور الثورة وتعيد كتابة التاريخ في مهرجان تورنتو

في ظل الأحداث الجارية في فلسطين، وخاصةً في قطاع غزة، من المهم لصنّاع الأفلام حول العالم أن يتحدثوا أكثر عن تاريخ بلادهم. وهذا ما يحدث بالفعل، إذ نادرًا ما يمرّ مهرجان كبير مؤخرًا دون عرض عمل فلسطيني جديد مثير للجدل، يروي قصة مختلفة عن الأرض والشعب والذاكرة والتاريخ.
وأحدث هذه الأعمال هو دراما تاريخية للمخرجة الفلسطينية الشهيرة آن ماري جاسر، تدور أحداثها على خلفية الثورة الفلسطينية ضد الحكم الاستعماري البريطاني في ثلاثينيات القرن العشرين، وسوف يتم عرضها لأول مرة عالميا في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في سبتمبر/أيلول المقبل.
ويضم فيلم “فلسطين 36” طاقم عمل مثير للإعجاب، بما في ذلك الحائز على جائزة الأوسكار جيريمي آيرونز، ونجم “صراع العروش” ويليام كانينغهام، والممثل التونسي ظافر العابدين، بالإضافة إلى الممثلين الفلسطينيين هيام عباس، وياسمين المصري، وكامل الباشا، وصالح بكري.
تدور أحداث الفيلم في فلسطين عام 1936، عندما كانت الأراضي الفلسطينية تحت الحكم البريطاني، ويحكي قصة يوسف الذي يجد نفسه ممزقاً بين منزله الريفي والاضطرابات المتصاعدة ضد الحكم الاستعماري في القدس.
ومع تزايد أعداد المهاجرين اليهود الفارين من أوروبا الفاشية، وارتفاع المطالبات بالاستقلال الفلسطيني، كان الوضع يتجه نحو صراع حتمي، مما أدى إلى الثورة الفلسطينية التي استمرت من عام 1936 إلى عام 1939.
آن ماري جاسر هي واحدة من أبرز المخرجات الفلسطينيات المعاصرات، اشتهرت بأفلامها الحائزة على جوائز مثل “عندما رأيتك” (2012) والفيلم الكوميدي “واجب” (2017).
شاركت أيضًا كعضو في لجان تحكيم مهرجاني كان وبرلين السينمائيين، واختيرت العديد من أفلامها لتمثيل فلسطين في جوائز الأوسكار. جاسر هي أيضًا مؤسسة شركة الإنتاج “أفلام فلسطين”.
استغرق تصوير فيلم “فلسطين 36” سنوات، واكتمل في أكتوبر 2024. كان عنوان الفيلم الأصلي “كل شيء أمامك” قبل أن تُغيّره ماري جاسر في فبراير ردًا على الدمار الذي حل بفلسطين لاحقًا، وفقًا لصحيفة “ذا ناشيونال”. يُدعم فيلم “فلسطين 36” من صندوق البحر الأحمر السينمائي في المملكة العربية السعودية.
كتبت على حسابها على إنستغرام: “سألني الكثير منكم عن مصير فيلم “كل شيء أمامك”. نعم، إنه نفس الفيلم، ولكن في هذا العام المليء بالظلمة والألم والموت، وُلد عنوان جديد يحمل كل قوة ومكانة هويتنا. الفيلم شهادة على شعبنا، وأنا ممتنة إلى الأبد لجميع الممثلين وطاقم العمل والمنتجين وكل من ساهم في إنجاح هذا الفيلم”.