علامة تظهر أثناء النوم تدل على الإصابة بالزهايمر.. لا تتجاهلها

منذ 1 يوم
علامة تظهر أثناء النوم تدل على الإصابة بالزهايمر.. لا تتجاهلها

كشفت دراسة صينية حديثة عن وجود رابط مثير للقلق بين مرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم ومرض الزهايمر.

وتشير النتائج إلى وجود ارتباط محتمل بين اضطرابات النوم في هذه المرحلة وخطر الإصابة بالمرض أو تسريع تقدمه.

قام الباحثون بتحليل أنماط النوم لدى 128 بالغ في مراحل معرفية مختلفة ووجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من تأخير كبير في الوصول إلى مرحلة حركة العين السريعة (REM) – وهي المرحلة التي تحدث فيها معظم الأحلام والتي تلعب دورًا حاسمًا في توطيد الذاكرة – كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.

تكمن أهمية هذه النتائج في أن قياسات نوم حركة العين السريعة قد تُشكل مؤشرًا مبكرًا للخرف. ووفقًا لصحيفة نيويورك بوست، وجد الباحثون أن الوقت اللازم لدخول هذه المرحلة قد يُمثل مؤشرًا حيويًا جديدًا لزيادة خطر الإصابة بالخرف.

تبدو العلاقة بين النوم ومرض الزهايمر معقدة ومتشابكة. فمن جهة، تؤدي اضطرابات النوم إلى تراكم بروتينات سامة مثل الأميلويد والتاو في الدماغ، وهي سمة مميزة لمرض الزهايمر. ومن جهة أخرى، يمكن للتغيرات المرتبطة بالمرض في الدماغ أن تُعطل دورة النوم الطبيعية، مما يُؤدي إلى حلقة مفرغة تُسرّع التدهور المعرفي.

يستخدم الدماغ مراحل النوم، وخاصةً نوم حركة العين السريعة (REM)، كآلية طبيعية لتطهير نفسه من السموم والبروتينات الضارة. إذا تعطلت هذه العملية بسبب إطالة مرحلة نوم حركة العين السريعة، تنخفض كفاءة التنظيف. قد يفسر هذا العلاقة بين هذه الظاهرة وزيادة خطر الإصابة بالخرف.

على الرغم من الأمل الذي تُقدمه هذه النتائج للتشخيص المبكر، يُشير الباحثون إلى بعض القيود المهمة. فالدراسة الحالية كانت مقطعية ولم تتمكن من إثبات علاقة سببية دقيقة. علاوة على ذلك، كان حجم العينة محدودًا، وركز التحليل على نوع واحد فقط من بروتين تاو.

بالإضافة إلى ذلك، قد لا تعكس قياسات النوم المعملية أنماط النوم الطبيعية في بيئة منزلية نموذجية بدقة.

في ضوء هذه النتائج، التي يجدها البعض مقلقة، يقدم الخبراء نصائح عملية لنوم صحي. فبدلاً من التركيز المفرط على أرقام ومقاييس محددة، مثل النسبة غير الدقيقة المحتملة لنوم الأحلام التي تلتقطها أجهزة المستهلكين، يوصون بالتركيز على أساسيات النوم الجيد المعروفة. وتشمل هذه الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة، والحفاظ على جدول نوم منتظم، وتجنب المنبهات مثل الكافيين والكحول قبل النوم، والحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية مساءً.

ويؤكد الخبراء أن هذه العادات البسيطة يمكن أن تكون أكثر فعالية في حماية صحة الدماغ على المدى الطويل من أي محاولة للتحكم بشكل مباشر في مراحل النوم المختلفة.

وفي نهاية المطاف، يظل النوم الجيد أحد أهم ركائز الصحة العقلية والإدراكية، حتى مع تقدمنا في السن، والاهتمام به اليوم يمكن أن يحمينا من الأمراض غداً.


شارك