مخاوف في الصحف الإسرائيلية من تقارب مصر والصين: يقلب الأوراق ضدنا

منذ 2 أيام
مخاوف في الصحف الإسرائيلية من تقارب مصر والصين: يقلب الأوراق ضدنا

على إسرائيل أن تلتزم بهذا. في هذا السياق، علّقت الصحف الإسرائيلية على التعاون العسكري المصري الصيني، الذي تُوّج مؤخرًا بمناورات جوية مشتركة بين البلدين. اعتبرت تل أبيب هذا التعاون أكثر من مجرد تعاون، بل رسالة من القاهرة إلى عدد من الأطراف الفاعلة في المنطقة، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل.

أبدت الصين مؤخرًا التزامها بتعزيز علاقاتها مع مصر، وهو ما تجلّى في زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى القاهرة في يوليو من هذا العام. وعلّق السفير الصيني لدى القاهرة، لياو لي تشيانغ، على هذه الخطوة، قائلاً إن الصين مهتمة بشدة بتعزيز علاقاتها مع مصر، وتسعى جاهدةً للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى أعلى بكثير.

لكن هذا التقارب حظي بتعليقات مختلفة من قبل الصحف الإسرائيلية، خاصة أنه تم في البداية تحت اسم “نسر الحضارة 2025” بعد المناورات العسكرية المصرية الصينية في سيناء.

1

ماذا قالت الصحف الإسرائيلية؟

ترى صحيفة “يهود نيوز” الإسرائيلية أن المناورات الجوية المصرية الصينية المشتركة التي جرت مؤخرا في مصر ـ وهي الأولى من نوعها ـ ربما تحتوي على رسائل للولايات المتحدة، وأن على إسرائيل مراقبتها عن كثب.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن تل أبيب تنظر إلى هذا التقارب العسكري المصري الصيني باعتباره علامة على نية مصر توسيع شراكاتها الأمنية، وربما النظر إلى ما هو أبعد من تحالفها العسكري التقليدي المستمر منذ عقود مع الولايات المتحدة.

2

في ظل الحرب متعددة الجبهات التي تواجهها إسرائيل حاليًا، لا ترغب الدولة العبرية في ضمّ الجبهة المصرية إلى ساحات معاركها الحالية، وفقًا للعميد (احتياط) البروفيسور يعقوب ناجل، الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والمستشار السابق للأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي. وأشار ناجل إلى أن مصر قوة لا يستهان بها، وعلى إسرائيل أن تُبقي أعينها مفتوحة على التهديدات المحتملة منها، وخاصةً بعد 7 أكتوبر.

تحدث ناجل عن الحشد العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء وما يرتبط به من مخاوف لإسرائيل، مؤكدًا على ضرورة التعامل مع الوضع بحذر وحزم. وحذّر من المبالغة في تقدير الأثر المباشر للتدريبات، ومن الاستهانة بها وضرورة معالجتها. وقال إنه ينبغي للولايات المتحدة أن تتحدث علانيةً عن هذا الأمر وأن تتواصل مع المصريين، الذين تقدم لهم دعمًا كبيرًا.

3

بدورها، ترى صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية أن القيادة السياسية والعسكرية في البلاد بدأت تدرك أهمية إنهاء التبعية الأحادية الجانب للولايات المتحدة، خاصة في ظل القيود التكنولوجية والسياسية التي تفرضها واشنطن على صادرات الأسلحة.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن مصر تسعى إلى بناء شبكة واسعة من الشراكات الأمنية مع دول أخرى مثل روسيا وفرنسا وألمانيا والهند، بهدف إنشاء قوة ردع في “منطقة غير مستقرة” وسط الحروب والفوضى المستمرة في الدول المجاورة مثل قطاع غزة والسودان وليبيا والبحر الأحمر.

تُجادل صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأن الصين، من خلال “استراتيجيتها الصبورة والموجهة نحو الاستثمار في بكين”، تسعى إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية في المنطقة. تُرحّب مصر بهذا، وتعمل على توطيد علاقاتها مع الصين من خلال البنية التحتية والتجارة والتعاون الدفاعي الجديد، مع الحفاظ على تحالفها مع الولايات المتحدة.

4

في ظل التنافس العالمي بين واشنطن وبكين، تسعى القاهرة بشكل متزايد إلى تنويع علاقاتها الاستراتيجية، وفقًا للصحيفة الإسرائيلية. وتشير الصحيفة إلى أنه بينما تواصل مصر توسيع شراكتها العسكرية الراسخة مع الولايات المتحدة، فإنها تسعى أيضًا إلى تحقيق عدد من التطورات في الجانب الآخر، بدءًا من التعاون الدفاعي مع بكين، وانتهاءً باستثمارات البنية التحتية، وتنامي التعاون مع جمهورية الصين الشعبية.

وفي هذا السياق، قال وليد قزيحة، الأستاذ السابق في الجامعة الأميركية بالقاهرة، للصحيفة العبرية، إن القاهرة شعرت أن حليفها المخلص الأميركي أصبح مصدر إحراج كبير، ولذلك بدأت تتجه نحو لاعبين آخرين، وخاصة الصين.

رغم أن التوتر في العلاقات الأمريكية المصرية ليس بالأمر الجديد، إلا أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة ساهمت، وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، في تفاقم التوترات بين الجانبين، وأدت إلى تباين استراتيجي. في الوقت نفسه، تواصل بكين توسيع نفوذها بثبات من خلال الاستثمار الاقتصادي ودبلوماسية القوة الناعمة.

5

لفتت التدريبات العسكرية المصرية الصينية في شبه جزيرة سيناء انتباه إسرائيل، لا سيما مشاهد الطيارين المصريين الذين تزعم تل أبيب أنهم تدربوا على طائرات صينية مزودة بتقنيات دفاعية خاصة. وقد دفعت هذه المشاهد الحكومة الإسرائيلية إلى مراقبة التقارب بين القاهرة وبكين عن كثب، وفقًا للصحيفة العبرية.

وفقًا للصحيفة العبرية، تكمن جاذبية الصين المتزايدة في نهجها غير المشروط نسبيًا تجاه مبيعات الأسلحة، على عكس القيود المفروضة عادةً على توريد الأسلحة الغربية. وتتوقع الصحيفة، نقلاً عن محللين، أن تغتنم الصين هذه الفرصة وتُغرق السوق بشروط أكثر مرونة، على عكس الدول الغربية التي كانت حتى الآن “بخيلة” في المعدات العسكرية.

أفاد موقع “والا” الإخباري العبري بوجود قلق في الأوساط العسكرية في تل أبيب إزاء التقارب العسكري المصري الصيني وتسليم بكين مقاتلات شبح جديدة مزودة بأنظمة رادار متطورة للقاهرة. ستعزز هذه الطائرات الجديدة قدرة مصر على حماية مجالها الجوي، ومواجهة التهديدات المحتملة، ومواكبة القدرات العسكرية الإسرائيلية.

6

وبحسب الموقع العبري، يُعدّ التقارب المصري الصيني خطوةً استراتيجيةً من القاهرة لموازنة ميزان القوى العسكرية في المنطقة في مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا. كما يُمثّل تحولًا جوهريًا في تطوير الأسلحة المصرية شرقًا، بعيدًا عن الهيمنة الغربية.

ولكن هذا ليس كل شيء. إذ تتهم وسائل الإعلام الإسرائيلية مصر باستخدام طائرات مراقبة صينية متطورة خلال التدريبات العسكرية الأخيرة لمراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي سراً.

وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن مناورات “نسر الحضارة 2025” التي جرت قرب الحدود الجنوبية لإسرائيل، أثارت مستويات القلق في الأوساط السياسية والعسكرية في تل أبيب، خوفا من خرق استخباراتي محتمل وانهيار الاتفاقات الاستراتيجية القائمة منذ فترة طويلة بين الجانبين.

أفادت صحيفة معاريف أن القاهرة وبكين نشرتا طائرة الإنذار المبكر والتحكم الصينية KJ-500 لمراقبة جاهزية سلاح الجو الإسرائيلي خلال مناورات أبريل. ووفقًا للصحيفة، حلقت الطائرة وتمكنت من قياس زمن إقلاع الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية، وهو مؤشر تكتيكي حساس يكشف عن سرعة استجابة سلاح الجو الإسرائيلي.


شارك