وسائل إعلام عالمية: قلقون على صحفيينا بغزة العاجزين عن إطعام أنفسهم
أعربت أربع وسائل إعلام غربية في بيان مشترك اليوم الخميس عن قلقها العميق إزاء عدم قدرة صحفييها ومراسليها على إطعام أنفسهم وعائلاتهم في قطاع غزة.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ووكالة أسوشيتد برس ووكالة فرانس برس ورويترز إن صحفييها المستقلين كانوا بمثابة عيون وآذان العالم في غزة لعقود من الزمن.
في بيانها، دعت المؤسسات الإعلامية الأربع إسرائيل إلى “السماح للصحفيين بدخول قطاع غزة والخروج منه”. وجاء هذا في صدى تحذيرات المنظمات غير الحكومية من أن قطاع غزة على شفا المجاعة بعد 21 شهرًا من الحرب.
قبل يومين، أطلقت وكالة فرانس برس نداءً عاجلاً لإنقاذ فريقها الصحفي في قطاع غزة، محذرة من تدهور خطير في الوضع الإنساني للصحفيين، إذ يواجهون خطر المجاعة، في حين تنهار سبل عيشهم تماماً.
وقالت الوكالة في بيان رسمي إن فريقها الميداني الذي يضم كاتبا حرا وثلاثة مصورين وستة مصورين فيديو، يواصل تغطية الأحداث في قطاع غزة رغم الظروف القاسية.
وأكدت أن هؤلاء الصحفيين من بين القلائل الذين ما زالوا يعملون في غزة بعد منع وسائل الإعلام الدولية من دخول القطاع لأكثر من عامين عقب انسحاب طاقم الوكالة الدائم في أوائل عام 2024.
وذكر البيان أن الوضع الصحي والإنساني للفريق وصل إلى مستويات كارثية. وكان من بينهم المصور بشار، البالغ من العمر 30 عامًا، والذي يعمل في الوكالة منذ عام 2010. ويعاني حاليًا من ضعف شديد في الجسم بسبب الجوع والمرض. وكتب على صفحته على فيسبوك: “أصبح جسدي ضعيفًا، ولم أعد قادرًا على العمل كصحفي”.
يعيش بشار وعائلته تحت أنقاض منزلهم المدمر في غزة، بلا كهرباء ولا ماء، ولا حتى أثاث منزلي. يعتمدون كليًا على مساعدة أقاربهم للبقاء على قيد الحياة. وذكر البيان أن شقيقه الأكبر مات جوعًا، بينما يعاني باقي أفراد الفريق من انهيار جسدي ونفسي.
ورغم أن الوكالة تستمر في دفع رواتب الصحفيين الشهرية، إلا أن انهيار البنوك، ورسوم التحويل الباهظة التي تصل إلى 40 في المائة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، تجعل من المستحيل تقريبا بالنسبة لهم تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وبالإضافة إلى ذلك، لم تتمكن الوكالة من توفير المعدات أو الوقود، مما أجبر الفريق على السفر سيرًا على الأقدام أو في عربات تجرها الحمير لتجنب هجمات الطائرات الإسرائيلية.
وتحدثت أحلام، مراسلة الوكالة في جنوب قطاع غزة، عن المخاطر التي تواجهها بشكل يومي: “كلما خرجت من خيمتي لتغطية قصة أو إجراء مقابلة، لا أعرف إذا كنت سأعود حية”، وأضافت، مشيرة إلى أن نقص الغذاء والماء هو التهديد الأكبر الذي يواجه الفريق.
واختتمت الوكالة بيانها قائلةً: “نخشى أن يصلنا خبر وفاتهم في أي لحظة. هذا أمرٌ لا يُطاق. هؤلاء الشباب ينهارون يومًا بعد يوم. لم يعودوا قادرين حتى على نقل الرسائل. بالنسبة لهم، لم يعد الصمود خيارًا؛ بل أصبح ضرورة”.