عصر الوقود الأحفوري يتداعى وينهار.. ماذا قال الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الطاقة المتجددة؟

ألقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خطابا خاصا حول الطاقة المتجددة اليوم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
قدم الأمين العام للأمم المتحدة حججًا مقنعة ومبنية على الأدلة لصالح التحول العادل من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، مسلطًا الضوء على الفوائد الكبيرة التي من شأنها أن تعود على الناس والاقتصاد.
وقال غوتيريش: “إننا نعيش الآن في فجر عصر جديد للطاقة، عصر حيث تعمل الطاقة النظيفة والوفيرة والرخيصة على تشغيل عالم مليء بالعديد من الفرص الاقتصادية”، مؤكدا أن عصر الوقود الأحفوري يتداعى وينهار.
**مستقبل الطاقة النظيفة
وأكد أن مستقبل الطاقة النظيفة لم يعد مجرد وعد بل حقيقة واقعة، ولا يمكن للحكومة ولا الصناعة ولا المصالح الخاصة أن توقفه.
وأضاف: “بالطبع، سيحاول دعاة الوقود الأحفوري منع هذا، ونحن نعلم إلى أين سيقودون. لكنني متأكد تمامًا من أنهم سيفشلون لأننا تجاوزنا نقطة اللاعودة”.
وأشار الأمين العام إلى أن 2 تريليون دولار تم إنفاقها على الطاقة النظيفة العام الماضي، أي أكثر بـ 800 مليار دولار من الإنفاق على الوقود الأحفوري، وهي زيادة بنحو 70% في عشر سنوات.
وأشار أيضاً إلى بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي تظهر أن أكثر من 90% من مصادر الطاقة المتجددة الجديدة في جميع أنحاء العالم تنتج الكهرباء بتكاليف أقل من البدائل الجديدة الأرخص القائمة على الوقود الأحفوري.
وتابع: “الأمر لا يقتصر على مجرد تغيير في النفوذ، بل يشمل أيضًا تغييرًا في الفرص والجهود المبذولة لإصلاح علاقتنا بالمناخ”.
**أسباب ثورة الطاقة المتجددة
أعلن الأمين العام اليوم الثلاثاء عن إصدار تقرير خاص بدعم من وكالات الأمم المتحدة وشركائها. يُلخص التقرير التقدم المُحرز خلال السنوات العشر منذ اتفاق باريس، الذي أطلق شرارة “ثورة الطاقة النظيفة”، ويُسلّط الضوء على الفوائد الهائلة والإجراءات اللازمة لتسريع عملية انتقال عالمي عادل في مجال الطاقة.
وقال غوتيريش إن معظم قدرة إنتاج الطاقة الجديدة التي أضيفت العام الماضي جاءت من مصادر الطاقة المتجددة، وأن قدرة الطاقة المتجددة المضافة أكبر من قدرة الوقود الأحفوري في كل قارة.
وأضاف أن ذلك يعود إلى ثلاثة “أسباب مهمة”. أولها اقتصاديات السوق، إذ إن الطاقة المتجددة مجدية اقتصاديًا.
وأكد أن النمو الاقتصادي لم يعد مرتبطا بارتفاع الانبعاثات، لكن الوقود الأحفوري لا يزال يحظى بدعم السلطات العامة في جميع أنحاء العالم بنسبة 1:9، وهو ما يعتقد أنه يمثل تشويها واضحا للسوق.
وتابع: “إن الدول التي تتمسك بالوقود الأحفوري لا تحمي اقتصاداتها، بل تدمرها. إنها ترفع التكاليف، وتقوض القدرة التنافسية، وتترك المصانع معطلة، وتفوت أعظم فرصة اقتصادية في القرن الحادي والعشرين”.
وأضاف الأمين العام أن “سعر ضوء الشمس لا يرتفع، ولا يوجد حظر على طاقة الرياح”.
وأوضح أن السبب الثاني لهذه الزيادة في مصادر الطاقة المتجددة هو أن مصادر الطاقة المتجددة سوف تستمر في الوجود في المستقبل لأنها تشكل الأساس لأمن الطاقة والسيادة.
أكد أن الوقود الأحفوري يُشكل أكبر تهديد لأمن الطاقة اليوم. فهو يُعرّض الاقتصادات والشعوب لصدمات أسعار، ونقص في الإمدادات، واضطرابات جيوسياسية. “فكّروا فقط في غزو روسيا لأوكرانيا. لقد أدّت الحرب في أوروبا إلى أزمة طاقة عالمية. ارتفعت أسعار النفط والغاز ارتفاعًا حادًا، تبعه ارتفاع في فواتير الكهرباء والغذاء.”
وأكد الأمين العام أن الاقتصادات الحديثة التنافسية تتطلب طاقة مستقرة وبأسعار معقولة، مشيرا إلى أن مصادر الطاقة المتجددة توفر كل ذلك.
**الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
وأوضح أن السبب الثالث والأخير لعدم التخلي عن مصادر الطاقة المتجددة هو سهولة الحصول عليها. وفي هذا السياق، صرّح الأمين العام بإمكانية نشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل أسرع وأرخص وأكثر فعالية من الوقود الأحفوري.
وأضاف أنه “إذا لم يكن من الممكن بناء محطة طاقة تعمل بالفحم في حديقة أحد المواطنين، فمن الممكن توصيل الألواح الشمسية إلى أبعد قرية على وجه الأرض”.