الطماطم المجففة بتونس.. مشروع واعد وأسواق جاهزة

منذ 2 أيام
الطماطم المجففة بتونس.. مشروع واعد وأسواق جاهزة

** عبد الفتاح العاطي مزارع ينتج الطماطم المجففة: – أصبح تجفيف الطماطم نشاطًا اقتصاديًا شائعًا في منطقة الناظور في جنوب تونس ونقوم بتصديرها إلى إيطاليا. – يوجد في منطقتنا 6 مصانع تجفيف يعمل بها أكثر من 3000 موظف. ليس لدينا مشاكل في التسويق وأكبر التحديات التي نواجهها هي أسعار الأدوية المرتفعة. ** شكري الرزقي نائب رئيس جمعية المزارعين: في تونس، يتم تجفيف حوالي 50 ألف طن من الطماطم سنويا، ويبلغ الإنتاج حوالي مليون طن. تختلف زراعة الطماطم حسب ظروف الإنتاج والمناخ وتوفر مياه الري.

على امتداد مساحات شاسعة من الأراضي على طول طرق منطقة الناظور في ولاية زغوان، التي تحد العاصمة التونسية جنوبا، تنتشر طاولات حمراء مغطاة بشرائح الطماطم التي تترك تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف لتجفيفها وإعدادها للأسواق الإيطالية حيث الطلب كبير على هذا النوع من الطعام.

أمام أحد حقول المزارع التونسي عبد الفتاح العاطي الحمراء، تنشغل عشرات النساء بتقطيع الطماطم على طاولات مصنوعة من شباك مثبتة على قضبان حديدية. يُطلق المزارعون على هذه الطاولات اسم “منشر” (رف التجفيف) لحماية الثمار من الحشرات والزواحف أثناء التجفيف.

تستأجر شركة العاطي 50 هكتارًا من الأراضي (الهكتار الواحد يعادل 10 آلاف متر مربع) وتوظف أكثر من 300 شخص يعملون في الحقول وفي مرافق تجفيف الطماطم.

وعن تزايد إقبال التونسيين على زراعة الطماطم للتجفيف بعد بيعها طازجة أو لصنع الصلصات، قال العاطي إن تجفيف الطماطم نشاط جديد في منطقة الناظور، بدأ منذ حوالي ست سنوات، لكنه معروف في شمال تونس منذ حوالي 20 سنة.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن تونس تصدر نحو 6 آلاف طن من الطماطم المجففة بقيمة 15 مليون دولار.

وتشير بعض الدراسات إلى أن آفاق سوق الطماطم المجففة في تونس واعدة بشكل خاص بالنسبة للأسواق الإيطالية والألمانية والفرنسية.

قال العاطي لوكالة الأناضول: “كنت أزرع الطماطم لبيعها لتاجر محلي، حتى تواصل معي مستثمر إيطالي. خطرت لي فكرة تجفيفها، وبدأت ببيع محصولي كاملًا للتصدير”.

وأضاف: “رغم أن تجفيف الطماطم كان تقليدا عائليا في تونس، حيث كانت تزرع المحصول في أحواض صغيرة وتجفف للاستهلاك العائلي، إلا أن هذه العادة تم التخلي عنها مع إدخال الطماطم المعلبة”.

ورغم أن تجفيف الطماطم ممارسة تقليدية قديمة في البلاد، أوضح العاطي أن العمل المكثف في الحقول واستخدام الشباك في منطقة الناظور أصبح ممكنا بفضل مساعدة المستثمرين الإيطاليين.

**نشاط مع آلاف العمال

وعن عدد العاملين في مجال الطماطم المجففة بمنطقة الناظور، قال العاطي: “توجد في منطقتنا ستة مصانع تجفيف يعمل بها أكثر من 3 آلاف عامل، هذا عدا عن الذين يبيعون للمصانع”.

وأشار إلى أن هناك مصانع تجفيف تشغل أكثر من ألف عامل، وقال إن تجفيف الطماطم يحقق دخلاً كبيراً.

وتابع: “لقد ولّد هذا النشاط نشاطًا اقتصاديًا، ولا يوجد عاطلون عن العمل في هذا القطاع. وقد ارتفعت أجور العمال إلى 21 دينارًا (7.2 دولار) و22 دينارًا (7.5 دولار) للوردية على التوالي، ويُمارس العمل صباحًا أو مساءً فقط”.

وعن الصعوبات التي تواجه القطاع، قال العاطي إن التحدي الأكبر هو ارتفاع أسعار الأدوية المستخدمة في علاج أمراض الطماطم.

وأضاف: “واجهنا هذا العام مرض البياض الدقيقي (مرض فطري يصيب المحاصيل بسبب الحرارة والرطوبة)، ما أدى إلى خسائر تراوحت بين 5 آلاف دينار (1700 دولار أميركي) لأصحاب 5 هكتارات إلى أكثر من 500 ألف دينار (172400 دولار أميركي) لأصحاب 50 هكتارا”.

بسبب المرض، لا يتوقع العاطي أن تُنتج مزارعه بنفس القدر الذي كانت تُنتجه في السنوات السابقة. كما يُعرب عن أسفه لغياب الإرشادات الزراعية التي تُوصي بأفضل الأدوية للمزارعين.

وأضاف: “يتغير الإنتاج سنويًا. ويمكن إنتاج ما بين 100 و200 طن من الطماطم المجففة على مساحة 50 هكتارًا”.

وقال العاطي إنه لا يواجه أي مشاكل تسويقية رغم انخفاض الأسعار هذا العام، ويبيع كيلو الطماطم المجففة بنحو 8 دنانير (2.7 دولار)، بينما كان يبيعها في عام 2023 بـ12 ديناراً (4.1 دولار).

وتقول العطي إن أسعار الطماطم المجففة في منطقتها يتم التحكم بها من قبل الموردين الإيطاليين الذين يجتمعون لتحديد الأسعار التي يشترون بها الطماطم.

**مراحل تجفيف الطماطم

بجوار معمل تجفيف الطماطم في شركة العاطي، شرح العامل حاتم رجب مراحل تحضير الطماطم المجففة بالشمس: “نجمع الطماطم من المزرعة ونغسلها في غسالة خاصة. ثم نضع الشرائح على شبك ونرشها بالملح لتحضيرها للتجفيف”.

وأضاف رجب لوكالة الأناضول: “بعد يومين أو ثلاثة أيام يتم جمع شرائح الطماطم في صناديق وفرزها ثم وضعها في الثلاجات قبل تصديرها”.

وعن كمية الطماطم الطازجة اللازمة لإنتاج كيلوغرام واحد من الطماطم المجففة، قال رجب: «يعتمد الأمر على الصنف، فـ10 كيلوغرامات من الطماطم الطازجة من صنف «فاسكو» تنتج كيلوغراماً واحداً من الطماطم المجففة، أما صنف «أراكو» فتحتاج إلى نحو 12 كيلوغراماً من الطماطم الطازجة لإنتاج كيلوغرام واحد من الطماطم المجففة».

وأوضح رجب أن أغلب شتلات الطماطم تأتي من إيطاليا ويستخدمها المزارعون لزراعة شتلات جديدة.

وأشار إلى أن زراعة الطماطم تبدأ في منتصف فبراير/شباط من كل عام، في حين أن إنتاج الطماطم المجففة يتم في الفترة ما بين 15 يونيو/حزيران و15 أغسطس/آب من كل عام.

** 50,000 طن سنويا

أكد نائب رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والمسؤول عن الإنتاج الزراعي (اتحاد الفلاحين)، شكري رزقي، لوكالة الأناضول، عدم وجود أرقام موثوقة حول إنتاج الطماطم المجففة في تونس.

وفيما يتعلق بالمجال قال رزقي: “يتم تجفيف حوالي 50 ألف طن من الطماطم سنويا، من أصل حوالي مليون طن من الطماطم الطازجة المنتجة سنويا في تونس”.

وأضاف: “200 ألف طن من الطماطم الطازجة في طريقها إلى الأسواق، ويتم تخزين الباقي”.

وأشار إلى أن تونس تستهلك نحو 7 آلاف طن من الطماطم المخزنة، فيما يتم تصدير نحو 10 آلاف طن من الطماطم المجففة.

وأوضح أن المساحة النموذجية لزراعة الطماطم في تونس تبلغ نحو 14 ألف هكتار.

وأشار الرزقي إلى أن زراعة الطماطم تختلف باختلاف ظروف الإنتاج والمناخ وتوفر مياه الري، كما تتأثر بالأمراض وارتفاع درجات الحرارة.


شارك