ماذا قال مندوب مصر بالأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط؟

منذ 1 يوم
ماذا قال مندوب مصر بالأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط؟

بيان عربي قوي يدين العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار ومحاكمة الجناة ودعم جهود الوساطة وإعادة الإعمار.

ألقى السفير أسامة عبد الخالق، المندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة، بيان المجموعة العربية حول الوضع في الشرق الأوسط، وخاصةً القضية الفلسطينية، خلال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن. وأعرب عن الموقف العربي الموحد إزاء التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية، والعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والاعتداءات اليومية على الضفة الغربية ولبنان وسوريا.

**شكرًا لباكستان وتحذير من الإبادة الجماعية

في بداية كلمته، شكر السفير عبد الخالق، باسم المجموعة العربية، الحكومة الباكستانية على تنظيم هذا الاجتماع المهم في وقت تتفاقم فيه المأساة الإنسانية للشعب الفلسطيني. وأشار إلى العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، والذي يُنفذ في تجاهل صارخ للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار 2735.

وأكد عبد الخالق أن العدوان الإسرائيلي يشكل إبادة جماعية من خلال القتل المتعمد والتجويع والتدمير الممنهج، بهدف تهجير الشعب الفلسطيني قسراً من أرضه.

**الحصار والعقاب الجماعي

وقال عبد الخالق إن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى أبعاد كارثية، وأن الحصار المفروض عليه يشكل عقابا جماعيا غير مقبول دوليا.

رغم القرار 2735، الذي يدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار وضمانات لإيصال المساعدات الإنسانية، تواصل إسرائيل فرض حصارها، ومنع عودة السكان، واستهداف المدارس والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والعاملين في المجالين الإنساني والطبي والصحفيين. كما تستخدم إسرائيل الغذاء والدواء كسلاح حرب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

**تحذير من طرد الأونروا والدفاع عنها

في هذا السياق، حذّرت المجموعة العربية من إساءة استخدام أموال المساعدات كأداة للتهجير القسري والاستيلاء على الأراضي. وجددت دعمها للأونروا، وأدانت المحاولات المتكررة لتقويض ولايتها، ودعت إلى زيادة الدعم السياسي والمالي لها.

** إشادة بجهود الوساطة المصرية والقطرية

وأشادت المجموعة أيضا بالجهود التي تبذلها مصر وقطر بالتعاون مع الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل آمن.

**رفض الانتهاكات في الضفة الغربية والقدس

وفيما يتعلق بالضفة الغربية والقدس الشرقية، أدانت المجموعة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، بما في ذلك مشروع القانون الذي أقره الكنيست لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغور الأردن، وكذلك اعتداءات جيش الاحتلال على أماكن العبادة، باعتبارها انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

** دعم الوصاية الهاشمية والجهود الدولية

وأكدت المجموعة دعمها للإدارة الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وشددت على احترام الوضع القانوني والتاريخي للمدينة، وأشادت بدور لجنة القدس وبيت مال القدس في الدفاع عن هذا الوضع.

** الترحيب بقرار الجمعية العامة والدعوة إلى دعمه

ورحبت المجموعة باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار في 12 حزيران/يونيو 2025 خلال دورتها الطارئة غير العادية، ودعت مجلس الأمن إلى دعم تنفيذه الكامل، بما في ذلك إنهاء الاحتلال فوراً، ووقف المجازر، وضمان حماية المدنيين.

ودعت المجموعة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في وقف العدوان ورفع الحصار وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقهم ودعم خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمشاركة في المؤتمر الذي تنوي القاهرة استضافته لحشد الموارد والدعم اللازمين.

وأكدت أيضا على أهمية عقد مؤتمر أممي رفيع المستوى بشأن الحل السلمي للقضية الفلسطينية في الفترة من 28 إلى 30 يوليو/تموز 2025، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا.

**الانتهاكات الإسرائيلية في لبنان

وفيما يتعلق بالوضع في لبنان، أدانت المجموعة العربية الانتهاكات الإسرائيلية اليومية لإعلان وقف الأعمال العدائية منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وأكدت التزام لبنان الكامل بالاتفاق، وأدانت استمرار احتلال إسرائيل لخمسة مواقع حدودية، ومنعها للانتشار الكامل للجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، وعرقلتها لتحركات قوات اليونيفيل.

وشددت المجموعة على ضرورة قيام مجلس الأمن بمسؤولياته في إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل والفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة. وأشادت بالتقدم الذي أحرزه الجيش اللبناني في بسط سلطة الدولة، ودعت إلى دعم دولي لتعزيز قدراته.

** الهجمات الإسرائيلية على سوريا

فيما يتعلق بسوريا، أدانت المجموعة الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على دمشق، واعتبرتها اعتداءً صارخًا على سيادة دولة عربية، وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكدت أن أمن سوريا جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة والعالم، وأن سيادتها وسلامة أراضيها خط أحمر عربيًا ودوليًا.

واختتم السفير عبد الخالق البيان العربي بخطاب وطني، حث فيه الحاضرين على وضع أنفسهم في مكان المدنيين في قطاع غزة: “تخيلوا أن أطفالكم يقتلون أمام أعينكم، كما قتل أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني… وأنكم تشردون عشر مرات… وأنكم تتضورون جوعاً في أسوأ مجاعة شهدها هذا القرن على الإطلاق”.

** الموقف المصري: الوساطة وإعادة الإعمار والمطالب الواضحة.

في هذا السياق، جددت مصر تأكيدها على استمرار جهود الوساطة المصرية بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار، والإفراج عن المختطفين، وفتح المعابر، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. كما تعتزم مصر استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة فور التوصل إلى اتفاق.

وشددت مصر أيضاً على دعوتها لمجلس الأمن إلى إصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف اعتداءاتها وتنفيذ القرار 2735، باعتبار ذلك ضرورة مطلقة.

**رفض الطرد والمطالبة بالمحاسبة

وطالبت أيضا بالتدخل الفوري لرفع الحصار، والسماح للأمم المتحدة بمواصلة عملها الإنساني دون عوائق، ورفض ما يسمى بـ”المدن الإنسانية” في جنوب قطاع غزة، والتي تعتبرها مصر جريمة تهجير قسري غير مبررة. – التأكيد على ضرورة المساءلة والتعويض لمحاسبة إسرائيل على جرائمها، وخاصة قتل الأطفال، ومنع تكرار هذا النمط من التدمير.

حذرت مصر من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية والقدس وما تشهده من جرائم يومية واقتحامات للأماكن المقدسة وبناء مستوطنات وعرقلة عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

أكدت مصر أن الاستقرار والسلام في المنطقة لا يتحققان إلا بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يقوم على إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.


شارك