نهلة الصعيدي: مسابقة مواهب وقدرات جمعت مشاركات من أكثر 35 دولة تحت راية الأزهر

أكدت الدكتورة نهلة السعيدي، مستشارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ورئيسة مركز التطوير التربوي للطلاب الوافدين وغير الوافدين، أن الأزهر الشريف منارة للعلم والهدى على مدى أكثر من ألف عام، فتح أبوابه للعلم والمعرفة من مختلف أنحاء العالم، واستقبل طلابًا من مختلف الأقطار. قاعات الأزهر الشريف ملتقى العقول، ومجالسه العلمية مساحة لتلاقح الثقافات في جو من المحبة والاحترام، تحت راية القرآن الكريم، وسنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، والعلم النافع الذي يحمل رسالة الخير والسلام.
وأضافت: “على مر تاريخه، كان الأزهر الشريف منبرًا لتربية المبدعين والقادة والباحثين والمبتكرين، ومنه خرجت عقولٌ مستنيرةٌ حملت الفكر الوسطي إلى العالم، وساهمت في بناء الحضارات، ونشرت قيم التعايش، وجمعت بين المعرفة والأخلاق، والابتكار والقيم، والقيادة بالرحمة والعدل”.
في كلمتها الختامية للموسم الرابع من مسابقة المواهب والقدرات، ذكرت أن هذا الموسم شهد مشاركة واسعة من طلاب دوليين من أكثر من 35 دولة حول العالم، من نيجيريا إلى إندونيسيا، ومن روسيا إلى أمريكا، ومن فلسطين إلى السودان. اجتمع طلاب من جنسيات وثقافات متنوعة للتعبير عن إبداعاتهم، ورسم لوحة فنية تعكس التنوع والجمال في جامع الأزهر الشريف، رمز الاعتدال وحاضنة المواهب.
وأضاف رئيس مركز تطوير التعليم للطلاب الدوليين وغير الدوليين، أنه بعد منافسة مكثفة أشرف عليها 48 خبيراً ومحكماً محترفاً، وصل عدد الفائزين في مسابقة هذا العام إلى 151 طالباً وطالبة من مختلف المراحل التعليمية، محققين فوزاً مستحقاً في ستة عشر مسابقة مختلفة؛ من حفظ القرآن الكريم والثقافة الإسلامية والأصوات الجميلة إلى الخطابة والشعر واللغات، ومن الفنون البصرية والرقمية والتمثيل إلى البحث العلمي والخط العربي والأعمال الفنية والابتكار وريادة الأعمال؛ مما يجعل هذا الموسم استثنائياً بحق.
أوضحت الدكتورة نهلة الصعيدي أن شعار هذا الموسم، “الابتكار والريادة”، ليس مجرد عبارة على أوراق تذكارية، بل هو رسالة من الأزهر الشريف إلى العالم: المعرفة موهبة ورسالة، والريادة لا تتحقق إلا بالإبداع والاجتهاد، والابتكار يبني الأمم وينمي الأفراد. واليوم، نستذكر تاريخنا المجيد، الذي كان فيه علماؤنا روادًا في جميع المجالات، ومبدعين في جميع العلوم، سطروا بأحرف من نور الفن والموهبة. يُقال: “الإنسان ابن ما يُبدع فيه، وهو حيث يضع نفسه”.
وتابعت: “كان الخوارزمي مُبدعًا في الحساب والجبر، وابن الهيثم رائدًا في البحث العلمي، وجابر بن حيان مُبدعًا في الكيمياء، والإمام الشافعي شاعرًا وخطيبًا وأديبًا. جمع علماؤنا بين الابتكار والريادة، وسطروا أسماءهم بحروفٍ لامعة في تاريخ البشرية. واليوم، تسيرون على خطى هؤلاء العظماء، وتفتحون أبواب المستقبل لأنفسكم ولأوطانكم بإبداعاتكم في الخط والرسم والبرمجة والفنون والبحث العلمي. إنها حقبة حافلة، برزت فيها روح التكافل الاجتماعي، وتطورت فيها المعايير الفنية، وبرزت فيها طاقات جديدة، بفضل برامج أكاديمية المواهب والقدرات التدريبية، التي أسهمت في صقل مهاراتكم وتطوير أداءكم”.
وأضافت أن الجوائز النقدية البالغة 260 ألف جنيه مصري، وشهادات التقدير المقدمة اليوم، ما هي إلا رسالة تقدير لكم ولجهودكم، وتشجيع على مواصلة الطريق الذي اخترتموه، وتأكيد على التزام الأزهر الشريف بدعم طلابه الوافدين، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن مهاراتهم ومواهبهم، في ضوء رسالته العالمية في تكوين كوادر علمية متميزة تحمل لواء الفكر الوسطي، وتساهم في بناء مستقبل أفضل لأوطانها والعالم أجمع.
وفي ختام كلمتها، هنأت مستشارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لشؤون الطلاب الوافدين الطلابَ بحرارة على اجتهادهم وسهرهم وبذلهم قصارى جهدهم. إنهم مثالٌ للإبداع والاجتهاد، ويستحقون هذه الجائزة التي تُتوّج اليوم إنجازاتهم وتفوقهم. كما شكرت لجنة التحكيم وجميع القائمين على الأزهر الشريف على دعمهم وتشجيعهم الكامل لهذه المسابقة، وحرصهم على توفير بيئة داعمة للطلاب الوافدين. وهكذا، يجد الطلاب بين أسوار الأزهر بيتًا أكاديميًا دافئًا وبيئةً محفزةً تُطلق العنان لمواهبهم وتُنمّي قدراتهم، وتمنحهم الثقة للعطاء.