تسمموا بمبيد حشري لا ترياق له.. سبب وفاة الأطفال الستة بالمنيا يكشفه لأول مرة أستاذ السموم المختص بالواقعة – فيديو

منذ 1 يوم
تسمموا بمبيد حشري لا ترياق له.. سبب وفاة الأطفال الستة بالمنيا يكشفه لأول مرة أستاذ السموم المختص بالواقعة – فيديو

د. محمد إسماعيل في حوار خاص مع الشروق: مبيد الكلورفينبير خطير للغاية وجربنا طرق عديدة لعلاج الحالات.

وكشفت استشارة طبية بمشاركة مراكز مكافحة السموم والجامعات، عن وجود حالة مشابهة في محافظة البحيرة، وسبب الوفاة معروف.

وأكدت حالة الأب سبب الإصابة بنسبة احتمالية تزيد عن 99%.

 

قال الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ السموم بكلية الطب بالمنيا، والذي تابع حالة الطفلين الأكبر من بين ستة أطفال توفوا في قرية دلجا بدير مواس، إنه تم تكليفه بمتابعة حالتهما بعد وفاة أشقائهم الأربعة في ظروف غامضة.

في لقاء خاص مع الشروق، أفاد إسماعيل أن المشكلة شكلت في البداية تحديًا لنا ولجميع الأطباء المصريين. يوم الجمعة، 13 يوليو/تموز، نُقل ثلاثة أطفال إلى مستشفى دير مواس التخصصي يعانون من قيء وحمى وضعف في الوعي، أعقبه موت سريع. وهي أعراض غير مألوفة ونادرة.

أكد مصدر قضائي بالمنيا، أن تحقيقات النيابة العامة بمركز دير مواس، بإشراف رئيس نيابة جنوب المنيا، خلصت إلى أن الأطفال الستة المتوفين في دلجا تعرضوا للتسمم بمبيد حشري نادر الاستخدام ولا يوجد له ترياق حتى الآن.

 

 

استمعت النيابة العامة إلى شهادة أطباء الأطفال، الذين أوضحوا أن الأطفال تعرضوا لمبيد حشري سام، اسمه العلمي “كلورفينبير”، يسبب شللًا خلويًا وفشلًا عضويًا. تشمل الأعراض الأولية الحمى والقيء والهذيان.

وهذا يؤكد ما نشرته صحيفة الشروق الأحد الماضي 20 يوليو/تموز، حيث نقلت عن مصدر في وزارة الصحة أن نتائج التحاليل التي أجريت على المتوفاة جاءت مؤكدة، وترجح أنها تسمم بمبيد حشري.

– البدء في مراقبة الإصابات والوفيات

وأضاف إسماعيل: “يوم السبت، توفي الطفل الرابع. وقد أخطأ البعض في تشخيص التهاب السحايا، أو العدوى، أو الوباء، لأنه غير سليم علميًا”.

نُقلت رحمة وفرحة لاحقًا إلى مركز مكافحة السموم. فحصتهما. كانت علاماتهما الحيوية طبيعية، وكانا في كامل وعيهما. كانت إحداهما تعاني من صداع، وكانت في مزاج سيئ بسبب وفاة أشقائها. أُخذت عينات لتحليل المبيدات، وأُجريت لها أشعة مقطعية للدماغ والصدر، وفحوصات تخثر الدم. كانت جميع القيم ضمن الحدود الطبيعية. وبسبب هذه الظروف، خضعتا للمراقبة لمدة ليلتين.

– فريق طبي من وزارة الصحة

تابع إسماعيل: “وصل فريق طبي من وزارة الصحة، يضم حوالي ثمانية أطباء من مختلف التخصصات، لفحص الحالتين، وخاصةً الفتاتين. سجّلنا تاريخًا مفصلًا للحادثة، وكانت جميع العلامات تشير إلى تسمم بمادة غريبة. وبعد استقرار حالتهما بعد 48 ساعة، سُمح لهما بمغادرة المستشفى. في مساء ذلك اليوم، شعرت رحمة بإعياء، فأُعيدت إلى مستشفى مصر الحرية. كانت تعاني من حمى بلغت 40 درجة مئوية، وكانت تعاني من اضطراب وغيبوبة، وحالة عصبية واضطراب. كانت الصورة غير واضحة تمامًا، وتوفيت الطفلة صباح الثلاثاء”.

وعن وجبة الطعام قبل وفاتها، قالت رحمة للطبيب المعالج إنهم تناولوا خضراوات وأرزًا ولحومًا، مما جعل أشقائها يشعرون بالمرض.

أوضح إسماعيل أن فرحة بدأت تعاني من أعراض كالصداع والضعف العام مساء الأربعاء. وكشفت فحوصات الدم عن ارتفاع طفيف في إنزيمات الكلى لديها، دون أن يُشير ذلك إلى أي شيء محدد. ووُصِفَ لها بالغسيل الكلوي باستخدام جهاز خاص غير متوفر في المنيا. وتقرر نقلها إلى مستشفى الإيمان بأسيوط، حيث توفيت.

حل اللغز: الشلالات تشبه شلال سابق في البحيرة.

قال إسماعيل: “نظرًا لغموض صورة السم، تواصلنا مع زملاء في مستشفيات عين شمس وجامعة الإسكندرية لتبادل الخبرات حول هذا النوع من السم وتحديده، نظرًا لغموض صورته السريرية. في ذلك الوقت، أفادت الدكتورة نهاد حامد بتشابه الأعراض مع حالة من محافظة البحيرة ادعت انتحارها بتناول مبيدات حشرية. أرسلت صورة للمادة، ووجدنا تطابقًا بين الأعراض والصورة السريرية. إنه مبيد حشري جديد اسمه العلمي كلورفينبير”.

أوضح أستاذ علم السموم بكلية الطب بجامعة المنيا أنه لا توجد طرق كشف محددة لهذه المادة ولا يوجد ترياق محدد لها عالميًا. ويبلغ عدد حالات الإصابة المسجلة أقل من نصف مليون حالة. لمكافحة الآفات الزراعية، تُخفف جرعة 100 مل من المادة في 600 مل من الماء. وتُستخدم قبل الحصاد بفترة كافية لتحللها بنمو النبات. لا تتأثر المادة بالطهي، وتحتفظ بسميتها حتى عند استخدامها كمضاف غذائي.


شارك