الرئيس الفلسطيني: نواجه حصارا ماليا غير مسبوق وإسرائيل تسعى لتقويض السلطة

منذ 4 شهور
الرئيس الفلسطيني: نواجه حصارا ماليا غير مسبوق وإسرائيل تسعى لتقويض السلطة

الوكالات

أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس حملةً إعلاميةً دوليةً شاملةً بمشاركة قادة العالم والمنظمات الدولية لوقف المجاعة في غزة. وحذّر من أن استمرار تجويع السكان الفلسطينيين في قطاع غزة مُتعمّدٌ من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يُشكّل جريمة حربٍ يتحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليتها.

نوجه إليكم هذه الرسالة في لحظة مصيرية وصعبة يمر بها شعبنا الفلسطيني، نتيجة الممارسات الممنهجة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي ترتكب جرائم الإبادة الجماعية والقتل والتدمير والتجويع بحق شعبنا في قطاع غزة دون رادع أو محاسبة. وهذا يُقوّض حل الدولتين، ويخنق الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية، بهدف منع قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وإحباط جهود السلام. وهذا يُبقي منطقتنا والعالم في حالة من التوتر وعدم الاستقرار، كما قال عباس في رسائله إلى قادة العالم والمنظمات الدولية.

وأضاف الرئيس الفلسطيني: “أولويتنا الأكثر إلحاحًا اليوم هي تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية العاجلة، وخاصةً الغذائية والطبية، إلى قطاع غزة. هذا بالإضافة إلى الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة لتمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها كاملةً. وهذا سيؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، ووقف جرائم المستوطنين والاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبدء عملية سياسية لإنهاء الاحتلال على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، واعتماد خطة سلام بضمانات دولية وجدول زمني محدد خلال المؤتمر الدولي للسلام القادم في نيويورك”.

وفي كلمته أمام قادة العالم السياسيين والعسكريين، أكد على ضرورة وقف الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنهم يرتكبون جرائم قتل أمام مراكز الإغاثة، ويمارسون التجويع العشوائي لدفع الفلسطينيين إلى اليأس وتهجيرهم. لا يمكن السكوت عن هذا الوضع أو تجاهله، بل يتطلب تدخلًا عاجلًا منكم ومن المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل والسماح بدخول المواد الغذائية والطبية فورًا. فهذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ آلاف الأطفال والنساء وكبار السن الذين يموتون جوعًا بسبب الحصار ومنع المساعدات الإنسانية.

حذّر الرئيس من المخاطر الجسيمة التي تُشكّلها سياسات إسرائيل التدميرية على جميع الفلسطينيين. وقال إنه بينما يُعاني الأطفال والنساء وكبار السن في غزة من الجوع ويُقتلون بدم بارد خارج مراكز الإغاثة، تخضع السلطة الفلسطينية لحصار مالي واقتصادي غير مسبوق. وتحتجز الحكومة الإسرائيلية أكثر من ملياري دولار من أموال دافعي الضرائب الفلسطينيين. وهذه محاولة واضحة لتقويض عمل الحكومة الفلسطينية ومنعها من الوفاء بالتزاماتها تجاه شعبنا.

وخاطب الرئيس محمود عباس العالم قائلا: “إننا نقدر موقفكم الداعم للحقوق الفلسطينية وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها، ولكننا نتطلع إلى تدخلكم العاجل للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء سياسة التجويع وضمان وصول المساعدات الإنسانية على الفور”.

وأضاف: “بالإضافة إلى ذلك، سيتم الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية، مما يمكن السلطة الفلسطينية من الوفاء بالتزاماتها الحيوية تجاه شعبنا وتمكيننا من مساعدة نازحينا في العودة إلى وطنهم وتزويدهم بالمساعدات الأساسية في شكل مأوى وماء وكهرباء وتعليم ورعاية صحية وغيرها من الضروريات”.

وأضاف: “كما يلزم القرار دولة الاحتلال بوقف إرهاب المستوطنين، ووقف حملات تدمير المخيمات وتهجير سكانها، ووقف كافة أشكال الاعتداءات في الضفة الغربية، ووقف الاستيطان ومحاولات ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، ووقف الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل والطيبة وغزة”.

خاطب الرئيس محمود عباس قادة العالم والمنظمات الدولية قائلاً: “نعيش في مرحلة حرجة للغاية. يجب على العالم الحر أن يتحد لمنع الإبادة الجماعية من خلال القتل والتجويع والحصار”.


شارك