الضويني: الإسلام أنصف المرأة.. والأزهر يقدم نموذجا عالميا للمرأة المسلمة

منذ 4 ساعات
الضويني: الإسلام أنصف المرأة.. والأزهر يقدم نموذجا عالميا للمرأة المسلمة

أكد الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف أن من ينظر للأمر من منطلق الموضوعية يدرك أن الأزهر الشريف مسجداً وجامعة لم يقصر يوماً في أداء دوره الوطني، ولم يقصر في واجبه العلمي والمعرفي، وأنه يجمع في داخله كل المعارف التي تخدم الوطن ومصلحة العباد.

في كلمته خلال حفل تخريج الدفعة الثالثة والخمسين من كلية طب البنات بالأزهر، أضاف: “إن احتفال الأزهر الشريف اليوم بتخريج طبيباتنا يؤكد التزامه المتواصل تجاه الوطن. وبهذا الاحتفال، يُقدم دليلاً جديداً على أن خدمة الوطن تتحقق بالعطاء والعمل، لا بالأقوال والشعارات. وهذا هو نهج الأزهر في إعلاء قيمة العمال في وقتٍ يحتاج فيه الوطن إلى هذه الكوادر والكفاءات الشابة التي تحمل أمل مستقبل مشرق وغد زاهر لاستكمال مسيرته نحو التقدم والازدهار”.

وتابع: “يتطور الأزهر الشريف باستمرار، مواكبًا للواقع المتسارع، ومواكبًا للتطورات العلمية في جميع المجالات، تأكيدًا وتحقيقًا لرؤية الدولة المصرية 2030، وتنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بأهمية مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي والاستفادة القصوى منه، بما يُمكّن كليات جامعة الأزهر من مواجهة تحديات العصر في جميع المجالات، وتوفير أفضل تعليم لطلابها، ليشاركوا في بناء مستقبل أمتهم ووطنهم”.

واصل وكيل الأزهر كلمته، مؤكدًا أن كلية طب البنات أثبتت أن إسهامات الأزهر الشريف لا تزال عديدة، وأن المرأة في الإسلام لا تقل بأي حال من الأحوال عن الرجل في التعليم والدراسة والتأثير الإيجابي في المجتمع. كما أثبتت قدرتها على الإسهام في مجالاتها، مشيرًا إلى أن كلية طب البنات بالأزهر حققت تقدمًا وريادةً وتقديرًا في مجال الدراسات الطبية والبحث العلمي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. وهي من أوائل المؤسسات التي حصلت على شهادة الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، ومن أوائل المؤسسات التي حصلت على شهادة الاعتماد من هيئة التعليم الطبي الإلزامي التابعة لوزارة الصحة، ومن أوائل المؤسسات التي حصلت على شهادة اعتماد مُجددة من هيئة ضمان الجودة والاعتماد.

أكد وكيل الأزهر الشريف أن واقعنا اليوم يُظهر أن جودة التعليم مؤشرٌ مهم وأداةٌ فعّالةٌ لتقدم الدول والمجتمعات، فهو عمليًا اللبنةُ الأهم في تقدم الأمم، وكلما تطور التعليم وتطورت موارده، ساهم في بناء جيلٍ واعٍ يُسهم بفعاليةٍ في تقدم وطنه ونمائه. ونحن في الأزهر الشريف نسير على درب التطوير والتجديد والتميز والريادة، وكلنا أملٌ وتفاؤلٌ بأن تتحقق هذه الرؤية، وأن تتولى كليات الطب الأزهرية أدوارًا رياديةً محليًا وإقليميًا من خلال التميز في التعليم الطبي والبحث العلمي، وخدمة جميع شرائح المجتمع بكفاءات أطبائها.

وتابع: “نقف هنا اليوم معاً نشهد ثمار سنوات من الجهد والمثابرة والسهر، سنوات من العلم والعمل، والتحديات والآمال والطموحات، لتتوج بهذا التخرج المبارك الذي نحتفل به اليوم في هذه الكلية العريقة، مقدمين للمجتمع طبيبات قادرات على تحقيق رسالة الطبيب الأزهري، يجمعن بين الكفاءة العلمية والعمق الديني”.

أكد وكيل الأزهر الشريف أن طبيبات اليوم خير دليل على أن الإسلام لم يُظلم المرأة أو يُنتقص من قدرها. وأضاف أن احتفالنا دليل على ذلك، وردٌّ عملي على من يتهمون الإسلام بظلم المرأة. وأكد أن الأزهر يقف إلى جانب المرأة، ويدافع عن قضاياها، ويسعى إلى تمكينها من خلال حمايتها من التقاليد الجامدة والعادات المستوردة. كما قدم للعالم نموذجًا أزهريًا للمرأة المسلمة، القادرة على مواجهة العالم بعلم وفكر وإبداع. بهذه المرأة، خطا الإسلام قفزة نوعية، متجاوزًا العادات الجامدة، ليُسهم في بناء الحضارة، من خلال تنشئة أجيال واعية مؤمنة بقضايا الأمة العظيمة.

وأضاف الضويني أن المتأمل في الواقع الذي نعيشه اليوم والسباق العلمي الذي يرتقي بالمجتمعات أو يهبط بها في مواجهة انتشار الأمراض يدرك أن رسالة الطب ودور الأطباء على قدر عظيم من الأهمية وأن مهنة الطب وممارستها من أنبل المهن في تاريخ البشرية، مما يؤكد أن تخرجكم اليوم ليس مجرد شهادة تعلق على الحائط، بل هو وعد ومسؤولية وأمانة عظيمة تقع على عاتق كل منكم واجب إنساني ومهني وأخلاقي يتجلى في تقديم خدمات طبية متميزة وحماية صحة وأرواح الناس ونشر القيم النبيلة التي تعلمتموها في حرم أزهركم الشريف.

واختتم وكيل الأزهر كلمته مؤكدًا أن يوم التخرج ليس نهاية المطاف، بل هو بداية رحلة في الحياة العملية، حيث تُختبر المهارات وتُبرز الكفاءات. وقال: “أنتم اليوم تحملون رسالةً جليلة: رسالة رحمةٍ ورعايةٍ وإنسانية. فكونوا خيرَ من يمثل الأزهر، وأدّوا الأمانة، وأدّوا رسالتكم بأمانة، والتزموا بأخلاقٍ رفيعة في التعامل مع المرضى. اجعلوا الإخلاص ومخافة الله في كل قولٍ وفعلٍ أولى”.


شارك