“أم آية” تكشف كواليس محاولة النصب عليها.. تفاصيل صادمة وراء صفقة الطيور الغامضة -فيديو

“انهمرتُ على الأرض شكرًا بعد قراءة بيان وزارة الداخلية المُعلن عن القبض على المتهم الذي حاول الاحتيال عليّ ومصادرة بضاعتي”. بهذه الكلمات، بدأت “أم آية”، بائعة طيور من الشرقية، حديثها مع ايجي برس. روت تفاصيل محاولة الاحتيال التي تعرضت لها بقيمة 100 ألف جنيه مصري، وكيف تحوّل فرحها بحياة كريمة إلى كابوس، واختتمت حديثها بنداء استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي، تلاها تدخل سريع من وزارة الداخلية أعاد لها حقوقها وكرامتها.
بصوتٍ يملؤه الرضا والامتنان، قالت أم آية: “فرحتُ لأن الله نصرني على من ظلموني. لقد ظُلمت ظلمًا عظيمًا، ووصفني كثيرٌ من الناس بأني مخادعةٌ وكاذبةٌ وراغبةٌ في الشهرة. لكن المظلومين لا ييأسون، فالله معهم”.
وأضافت: “لم أستطع النوم عشرة أيام لأن الناس لم يصدقوني، وكأن العالم أجمع ضدي. لكنني أشكر وزارة الداخلية على ترميم سمعتي”.
تفاصيل طلب بقيمة 100 ألف جنيه مصري
تروي أم آية تفاصيل الواقعة التي بدأت في الخامس من يوليو/تموز الماضي، عندما اتصل بها شخص يدعي أنه “تابع لأحد الشخصيات المعروفة في القاهرة، ومستشار معروف”، ويطلب منها كمية كبيرة من الدواجن واللحوم قيمتها 100 ألف جنيه مصري.
وتضمنت الطلبية 40 زوجاً من الحمام الكبير، و16 بطة ذكر وزن كل منها 5 كيلوغرامات، و20 زوجاً من الدجاج المنزلي، و20 زوجاً من الدجاج الأبيض، و72 فخذاً، و40 صدراً، و6 أزواج من الأرانب، و15 صدر دجاج، و15 صدر دجاج، و15 صدر دجاج، و15 صدر دجاج، و15 صدر شاورما.
لم تُفاجأ أم آية بالكمية الكبيرة. قالت: “لديّ زبائن يطلبون مني كميات كبيرة”. ونظرًا للكمية الهائلة والطلب المتنوع، استعانت بجزار وبائع حمام لتجهيز البضائع. وأضافت: “كنا جميعًا سعداء وراضين بالعائدات التي حققناها”.
مطاردة مثيرة في يوم التسليم
وفي يوم التسليم، قام المدعى عليه بمضايقتها، ورفض الانتظار حتى تشتري الثلج لحماية البضائع من الحرارة، وادعى أنه سيأخذها إلى الفندق ويحفظها في الثلاجة على الفور، وأخبرها أنه سيرسل “ضابط شرطة” لجمع البضائع.
تستذكر أم آية تلك اللحظات العصيبة: “وصلتُ إلى طريق السلام في القاهرة. أخبرتُ سائق التاكسي القادم معي من الشرقية أن قلبي يؤلمني. شعرتُ أن شيئًا سيئًا على وشك الحدوث. قال لي السائق: ‘اللي تخافين منه، اللي أحسن منه، ما يجي'”.
بعد أن حمّل المدعى عليه البضاعة في شاحنة صغيرة، طلب من “بائعة الطيور” الانتظار في الشارع حتى يأتي “معالي اللواء” (الشخصية الوهمية) ليأخذها. لكنها رفضت، وأصرّت على اللحاق به في سيارة أجرة حتى تحصل على “ثمن البضاعة”. انطلق المدعى عليه مسرعًا، وتروي “أم آية” لحظات الإلهام التي دفعت بها لتوثيق الحادثة: “تبعته في سيارة الأجرة. شعرت أنه يركض. حينها أوحى لي الله بتصوير السيارة وهي تأخذ البضاعة. وبينما كان يركض، صوّرته”.
حاولت إيقافه والركوب في السيارة، لكنه رفض. قبل أن تتمكن من الخروج من صندوق السيارة، انطلق مسرعًا، ساحبًا إياها ومُسببًا لها إصابات.
بمساعدة سائق التاكسي ومواطن آخر، تمكنت “أم آية” من تعقب المتهم واستعادة البضاعة. ونشرت مقطع فيديو لها وهي تبكي في محطة الوقود بالمعادي، وتصور البضاعة، وتطلب المساعدة في بيع أو تخزين ما تبقى في الثلاجة بعد فساد نصف كمية اللحم بسبب الحر.
تقارير وتدخل حاسم من وزارة الداخلية
في اليوم التالي، قدّمت أم آية بلاغًا إلى هيئة مكافحة الإنترنت، ثمّ قدّمت بلاغين، أحدهما في القاهرة. وأكدت: “صدّقني الضابط عندما رأى الكاميرات. في البداية، لم يُصدّقوه، لكنّ المتهمين أُلقي القبض عليهم في اليوم نفسه”.
وحيت موظفي وزارة الداخلية وقالت: أشكر وزارة الداخلية على إعادة سمعتي.
بيان من وزارة الداخلية
أصدرت وزارة الداخلية بيانا كشفت فيه ملابسات الفيديو المتداول، وأكدت أن صاحبة محل لبيع الطيور بمحافظة الشرقية، أبلغت قسم شرطة المعادي بالقاهرة يوم 14 يوليو/تموز الجاري بتعرضها للإيذاء من قبل شخصين حاولا الاحتيال عليها بشراء الطيور واللحوم منها ثم بيعها لأحد الفنادق.
وكشف التحقيق أن المتهمين حاولوا الفرار دون سداد ثمن البضائع بعد نقلها من سيارة المرأة إلى شاحنة أخرى. إلا أن المرأة لاحقتهم واستعادت البضائع، لتكتشف لاحقًا أنها تلفت بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
أعلنت وزارة الداخلية عن تحديد هوية المتهمين، وهما جزار مُدان وسائق، وكلاهما يقيمان بالقاهرة، والقبض عليهما. وخلال المواجهة، اعترف الأول بارتكاب الواقعة بقصد الاحتيال على المجني عليه ومصادرة البضاعة دون مقابل، بينما أنكر الثاني علمه بنيته. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتولت النيابة العامة التحقيق، وقررت تمديد حبس المتهمين احتياطيًا 15 يومًا على ذمة التحقيق.