انتشار أمني ولجنة طوارئ.. ما هي تفاصيل اتفاق السويداء؟

– اتفاق من ثلاث مراحل في إطار اتفاقات وقف إطلاق النار في المحافظة.
أعلنت وزارة الإعلام السورية، السبت، تفاصيل مراحل اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء غرب البلاد. ويشمل الاتفاق نشر قوات أمنية، وتشكيل لجنة طوارئ، وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة.
كشف مصدر في وزارة الإعلام السورية عن ذلك، نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، بعد ساعات من إعلان الرئاسة السورية عن اتفاق “وقف إطلاق نار شامل وفوري” في السويداء.
وقال المصدر (الذي لم تسمه الوكالة) إن وزارة الداخلية وقوات الأمن “بدأت بالانتشار في محافظة السويداء لتطبيق المرحلة الأولى من اتفاقات وقف إطلاق النار”.
وأوضح أن عمل القوات المسلحة هو “فك الارتباط بالمجموعات المسلحة داخل السويداء وقوات العشائر العربية تمهيداً لإعادة الاستقرار وإطلاق سراح وإجلاء الأسرى”.
وأشار إلى تشكيل لجنة طوارئ “مكونة من مختلف الوزارات والهيئات الحكومية لتسريع إيصال المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة (إلى السويداء) وتوفير الخدمات الأساسية واستعادة البنية التحتية لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً وضمان المزيد من الهدوء في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاقات وقف إطلاق النار”.
وأوضح المصدر أن المرحلة الثالثة من الاتفاق “تبدأ بعد تثبيت وقف إطلاق النار بتفعيل مؤسسات الدولة والانتشار التدريجي والمنظم للقوات الأمنية في جميع أنحاء المحافظة، وفقاً للاتفاقات المبرمة سابقاً لضمان سيادة القانون تحت مظلة الدولة”.
وفي وقت سابق، أعلن المكتب الرئاسي السوري عن “وقف شامل وفوري لإطلاق النار” صباح السبت، في أعقاب اشتباكات دامية بين قبائل بدوية ومجموعات درزية في السويداء الأسبوع الماضي، والتي تطورت إلى هجمات انتقامية.
وجاء في بيان على تليجرام: “نظراً للظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، وحرصاً على حقن الدم السوري والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها، والقيام بمسؤولياتها الوطنية والإنسانية، فإن رئاسة الجمهورية العربية السورية تعلن وقفاً فورياً وشاملاً لإطلاق النار”.
ودعا البيان جميع الأطراف إلى “الامتثال الكامل لهذا القرار دون استثناء، ووقف جميع الأعمال العدائية على الفور في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.
ودعت هيئة الرئاسة الجميع إلى “السماح للدولة السورية ومؤسساتها وقواتها المسلحة بتطبيق وقف إطلاق النار بشكل مسؤول وبما يضمن الاستقرار ويوقف إراقة الدماء”.
وفي أعقاب الإعلان عن وقف إطلاق النار الأخير، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع في خطاب متلفز العشائر العربية والطائفة الدرزية في السويداء إلى الوقوف “موحدين” والالتزام بوقف إطلاق النار، باعتباره “وضعاً حساساً”.
وشدد على ضرورة “التصدي بكل حزم لكل من يسعى إلى تأجيج الفتنة الطائفية”، مضيفا: “قوة الدولة في تماسك أبنائها، ونؤكد على ضرورة تحقيق العدالة للجميع”.
كما أعلن مجلس العشائر السورية دعمه لوقف إطلاق النار في السويداء، مؤكداً استعداده لمواجهة الطائفة الدرزية في حال عدم التزامها بالاتفاق.
دعت القيادة الروحية للطائفة الدرزية في سوريا إلى وقف الاشتباكات في السويداء، وحثت على “الاستجابة لصوت العقل والحكمة والإنسانية، وليس للسلاح والفوضى”.
اندلعت اشتباكات مسلحة يوم الأحد الماضي بين عشائر بدوية ومجموعات درزية في السويداء. وتدخلت القوات الحكومية لاحقًا لتأمين المنطقة، لكنها تعرضت لهجوم من قبل مجموعات درزية. ووفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 321 شخصًا يوم الجمعة.
تصاعدت الاشتباكات بين العشائر والدروز في السويداء بعد انسحاب القوات الحكومية مساء الأربعاء الماضي بموجب اتفاق مع مجموعات محلية في المحافظة.
وفي إطار جهودها لإيجاد حل، أعلنت الحكومة السورية عن أربعة اتفاقات لوقف إطلاق النار في السويداء، كان آخرها صباح السبت.
ولم تصمد اتفاقات وقف إطلاق النار الثلاثة السابقة طويلاً، حيث اندلعت الاشتباكات مجدداً يوم الجمعة بعد أن طردت مجموعة مرتبطة بحكمت الهاجري، وهو شيخ درزي في السويداء، عدداً من رجال العشائر البدوية السنية.