«كتالوج».. مسلسل درامي يلامس وجدان الجمهور بقصة فقد واقعية

فاز مسلسل “كاتالوج” بجائزة أفضل عمل درامي مؤثر، إذ لامس وجدان الجمهور بقصته الإنسانية العميقة وبحثه الصادق في معنى الخسارة. ورغم عرضه حصريًا على منصة نتفليكس الرقمية، إلا أنه هيمن على نقاشات مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح حديث الساعة بين المشاهدين، إذ صوّر إحدى أصعب التجارب التي يمر بها الإنسان: فقدان عزيز.
نقلت القصة بأمانة مشاعر الألم والوحدة، ولامست قلوب كل من مرّ بتجارب مماثلة. أثار هذا رد فعل قويًا، واعتبره الكثيرون تجربة علاجية أكثر من كونه عملًا دراميًا، إذ رأى الكثيرون آلامهم على الشاشة، وإن كان ذلك بصوت مختلف.
شهد المسلسل مفارقة لافتة، إذ لم تكن تجربة الفقد جزءًا من القصة فحسب، بل أصبحت تجربة شخصية للمخرج وليد الحلفاوي. بدأ التصوير بدعم فاعل من والده الفنان الراحل نبيل الحلفاوي. وفي مناسبة نادرة، طلب وليد من والده التدخل واستقدام شخصية عامة كضيف شرف. وقد تحقق ذلك عندما استعان نبيل الحلفاوي بصديقه الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، ليظهر في أحد مشاهد المسلسل.
بعد بضعة أشهر، حلّ مصير وليد: فقد والده أثناء التصوير. كان عليه أن يتحمل الألم نفسه الذي وصفه في السيناريو في حياته الواقعية.
في تكريم مؤثر لوالده في الحلقات الأخيرة من المسلسل، كتب وليد إهداءً خاصًا لوالده، جاء فيه: “إلى والدي الحبيب، الذي علمني كل شيء في الحياة. فقدانك صعب، لكنك ستبقى معنا دائمًا. إلى أن نلتقي مجددًا”.
وبذلك تحول “الكتالوج” من مجرد عمل فني إلى سجل شخصي للمشاعر بين الأب والابن، بين الحزن والارتياح.
شهد المسلسل إضافة مؤثرة: جسّد الممثل محمد محمود عبد العزيز دوره في مشهد علاجي، تحدث فيه عن فقدان والده، الممثل محمود عبد العزيز. ورغم أن المشهد لم يكن تقليديًا، إلا أنه كان لحظة إنسانية مؤثرة، أبكت المشاهدين، وأصبحت من أكثر لحظات المسلسل التي لا تُنسى.
كانت الدموع ضيفة دائمة على جمهور فيلم “كاتالوج”، ذلك الفيلم الزاخر بالمشاهد المؤثرة التي أبدع فريق العمل في تجسيدها. ورغم الأداء المميز للجميع، وعلى رأسهم محمد فرج، وريهام عبد الغفور، وبيومي فؤاد، ودنيا سامي، إلا أن أسماءً عديدة برزت ونالت استحسانًا خاصًا، أبرزها: سماح أنور، التي جمعت بين الطرافة والعمق، موفقةً بين الحزن والفرح، والغضب والتسامح؛ وخالد كمال، الأخ الأكبر الذي تحمل أعباء الأسرة بصمتٍ نبيل، وضحى بأحلامه لحماية أخيه؛ وأحمد عصام السيد، الذي قدّم نموذجًا مختلفًا في التعامل مع المواقف الحزينة بكبت المشاعر داخليًا؛
الطفل الممثل علي البيلي: كسب القلوب بموهبته الاستثنائية وحظي بإشادات كثيرة من النقاد والجمهور.
إنجازات كاتب المسلسل، أيمن وتار، لا تُنكر. فقد نجح في الانتقال من كتابة الكوميديا إلى الدراما العاطفية، مُثبتًا قدرته على استكشاف عوالم جديدة بثقة ومهارة.
لم يكن “الكتالوج” مجرد سلسلة؛ بل كان بمثابة دفتر مفتوح للمشاعر، حيث كتب كل مشارك ملاحظاته الخاصة، تاركًا انطباعًا دائمًا في القلوب، تمامًا كما تفعل الخسارة عندما تحدث بشكل غير متوقع.