رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصرى الديمقراطى لـ«الشروق»: فترة الدعاية لانتخابات «الشيوخ» غير كافية.. وضعف المشاركة التحدى الأكبر

منذ 8 ساعات
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصرى الديمقراطى لـ«الشروق»: فترة الدعاية لانتخابات «الشيوخ» غير كافية.. وضعف المشاركة التحدى الأكبر

كنا نأمل بتغيير النظام الانتخابي. فالقائمة المطلقة تُشعر الناخبين بأن النتيجة محددة مسبقًا.

صرح محمود سامي الإمام، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي في مجلس الشيوخ، بأن الحزب يخوض انتخابات مجلس الشيوخ بعدد محدود جدًا من المرشحين على المقاعد الفردية، لا يتجاوز حجم أصابع اليد. وعزا ذلك إلى صعوبة ترشح المرشحين الأفراد، نظرًا لاتساع الدائرة الانتخابية التي تشمل محافظة بأكملها.

في تصريحاتٍ لـ”الشروق”، أوضح سامي أن الترشح على مستوى المحافظات يتطلب كوادرَ كبيرةً لتغطية مختلف الدوائر من الشمال إلى الجنوب. العديد من الأحزاب، ومنها الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، لا تمتلك هذه القدرة. دفع هذا الحزب إلى تقليص جهوده والتركيز أكثر على الانتخابات البرلمانية لمجلس النواب، نظرًا لصغر الدوائر الانتخابية فيها وفرص التنافس الفردي فيها أكثر واقعية.

أوضح سامي أن الحزب يتبع عملية ديمقراطية صارمة في اختيار مرشحيه، حيث تختارهم لجنة انتخابية مكونة من 16 عضوًا من مختلف المناطق الجغرافية. وأوضح أن معايير اللجنة في تقييم المرشحين تشمل وجود المرشح داخل الحزب، وشعبيته في دائرته الانتخابية، وانخراطه في أنشطة الحزب، والتزامه بمواقفه، لا سيما في اللحظات السياسية الصعبة كالتغييرات الدستورية أو ترسيم الحدود مع السعودية.

وأشار إلى أن التزام المرشحين بأيديولوجية الحزب الاجتماعية الديمقراطية كان عاملاً حاسماً في عملية التقييم، وأكد أن هذه الرؤية الفكرية تميز الحزب عن العديد من الأحزاب الأخرى التي لا يمكن تحديد توجهاتها بوضوح.

وانتقد سامي قصر فترة الدعاية الانتخابية لانتخابات مجلس الشيوخ، مشيرا إلى أن ثلاثة أسابيع لم تكن كافية لمرشح يسعى لتغطية محافظة بأكملها، خاصة في ظل غياب الزخم الانتخابي وضعف الحملة الانتخابية وعدم وجود شعور حقيقي لدى المواطنين بقرب الانتخابات.

وأوضح أن التأخر في إعلان النظام الانتخابي وتأجيل النقاش فيه إلى اللحظات الأخيرة أدى إلى جمود في أنشطة الحزب. وأكد أن الحزب كان يأمل في تغيير النظام الانتخابي بما يسمح بتوسيع القوائم النسبية والفردية، على حساب نظام القائمة المطلقة، الذي يوحي للناخبين بنتيجة محسومة مسبقًا، مما يُضعف حافز المشاركة.

فيما يتعلق بتمثيل الحزب في القائمة الوطنية، اعتبر سامي الحصول على خمسة مقاعد مقابل ثلاثة في الجولة السابقة “خطوةً للأمام وزيادةً تُقدّر بنحو 70%”. وقال: “نسعى بلا شك إلى تمثيلٍ أكبر يتوافق مع طموحاتنا ورؤيتنا السياسية، ونؤمن بأن الممارسة الديمقراطية يمكن أن تتحقق تدريجيًا، شريطة استمرار التقدم”.

ردًا على الانتقادات الموجهة للحزب لمشاركته في القائمة الوطنية، أكد سامي أن الحزب يمارس عمله السياسي بشفافية ويتقبل الاختلاف والآراء المتعارضة. وقال: “كان لدينا خلاف داخل الحزب حول قرار الانضمام إلى القائمة الوطنية. لم يكن التصويت بالإجماع، بل كانت هناك بعض الاعتراضات، لكن الأغلبية أيدت الانضمام إلى القائمة”. وأشار إلى ضرورة احترام آراء المنتقدين، واحترام الآراء الأخرى المؤيدة للانضمام والمشاركة.

اخترنا طريق المشاركة السياسية، ورغم كل الصعوبات، استطعنا رفع صوتنا والتعبير عن تأييد شعبي واسع. نجحنا، وإن كان محدودًا، في إحداث تغييرات وتحسينات، حتى لو لم تتجاوز خمسة أو عشرة بالمئة من توقعاتنا. سياسيًا، هذا تقدم، تابع سامي، مضيفًا: “النضال من أجل الديمقراطية طويل ويتطلب صبرًا. المهم ألا نيأس ولا نغلق الأبواب، بل نمهد الطريق لمن يأتي بعدنا لإكمال المشوار. لم يُفضِ الامتناع والمقاطعة إلى أي نتائج تُذكر”.

ويرى سامي أن التحدي الأكبر في العملية الانتخابية هو غياب المشاركة الشعبية، مضيفاً: “نحن لا نخفي تحفظاتنا على النظام الانتخابي ونتطلع إلى اتخاذ خطوة إلى الأمام وتحسينه من خلال توسيع استخدام القوائم النسبية ونظام التصويت الفردي على حساب نظام القائمة المطلقة”.

وأكد أن القوائم النسبية تُضفي حيوية على العملية الانتخابية وتُسهّل المنافسة. علاوة على ذلك، يُعزز النظام الفردي التعبئة الشعبية ويُشجع المواطنين على التصويت لحزب أو مرشح أو فكرة. أما القائمة المطلقة، فتُعطي انطباعًا عامًا بأنها قائمة “مضمونة النجاح”. ويكمن التحدي في تحفيز الناس على المشاركة في الانتخابات.

وأشار إلى أن أولويات الحزب في الفترة المقبلة تتمثل في انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب المقبلة، مؤكدًا أن معركة مقعد مجلس النواب ستكون الأهم والأكثر شمولية. وأكد أنه نظرًا لصغر عدد الدوائر الانتخابية مقارنةً بمجلس الشيوخ، يعتزم الحزب حشد عدد أكبر من المرشحين على المقاعد الفردية.

واختتم سامي كلمته قائلاً: “أولويتنا هي أن يحافظ ممثلونا على التواصل المباشر مع الشعب من خلال التواجد الدائم في الشوارع وتقديم الخدمات العامة والخاصة. وهذا سيزيد من حضور الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ويعزز حضوره المحلي”. وأكد أن الحزب حقق حضورًا ملحوظًا خلال السنوات الخمس الماضية، وفي ضوء الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ويعتزم توسيع نطاقه خلال السنوات الخمس المقبلة.

 


شارك