رسالة تهديد مباشرة إلى نتنياهو من “العصائب الحمراء”.. ماذا نعرف عن الجماعة؟

مع تصاعد الوضع في دمشق يوم الأربعاء، وشنّ تل أبيب هجمات مباشرة على سوريا، أصدرت جماعة مسلحة تُعرف باسم “الشرائط الحمراء” تحذيرًا شديد اللهجة باللغتين العربية والعبرية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وهدّدت الرسالة بـ”تحويل بلاد الشام إلى أنهار من الدماء” في حال المساس بالرئيس السوري أحمد الشرع.
وجاء البيان الذي تم تداوله عبر حسابات مرتبطة بما يسمى “الجيش السوري”، بعد أن نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على أهداف حساسة في قلب العاصمة السورية دمشق، بما في ذلك المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري على جبل قاسيون ومبنى هيئة الأركان العامة السورية في ساحة الأمويين.
وفي بيانها قالت الشرائط الحمراء: “بسم الله الرحمن الرحيم، إلى نتنياهو ابن اليهودية، وإلى الله الذي لا إله إلا هو: إذا مسست الرئيس السوري أحمد الشرع، فإن أرض الشام ستتحول إلى أنهار من الدماء”.
شنت طائرات حربية إسرائيلية، الأربعاء، أربع غارات جوية على مقر هيئة الأركان العامة وسط دمشق، في عملية ممنهجة ومتتالية، بعد ساعات من تنفيذ طائرات مسيرة هجومين منفصلين على المبنى نفسه.
استهدفت الهجمات أيضًا محيط القصر الرئاسي، أحد أهم مقرات الحكومة في البلاد. وجّهت هذه الإجراءات الإسرائيلية رسالة واضحة إلى القيادة السياسية في دمشق، لا سيما في ظل التصعيد المستمر على الجبهة الجنوبية.
من هم “قطاع الطرق الحمر”؟
على الرغم من أن اسمهم لم يُذكر في وسائل الإعلام إلا لفترة قصيرة نسبيًا، إلا أن “الشرائط الحمراء” تُعتبر من أكثر وحدات النخبة سريةً ووحشيةً في سوريا. هذه الوحدة الخاصة تابعة لهيئة تحرير الشام، وتتألف من مئات الأعضاء المعروفين باسم “الانغماسيين” – أي أولئك الذين ينفذون هجمات خلف خطوط العدو، دون مقاومة في كثير من الأحيان.
تشتهر هذه المجموعة بزيّها ذي العصابة الحمراء، الذي يُميّزها بصريًا في ساحة المعركة. ويعود اسمهم إلى رفيقهم أبو دجانة، الذي كان يرتدي عصابة حمراء حول رأسه أثناء المعركة.
تشكلت هذه القوة عام ٢٠١٨، ودرّبها مقاتلون أوزبكيون وشيشانيون ناطقون بالروسية. بعضهم كان عضوًا سابقًا في جيوش بلدانهم قبل انتقاله إلى سوريا. وهم جزء مما يُسمى “الملحمة التكتيكية”، وهي وحدة تدريب خاصة ضمن هيئة تحرير الشام.
مبدأ المواجهة
وفي أوائل عام 2020، ظهر زعيم هيئة الشريعة آنذاك، أبو محمد الجولاني، مرتديًا نفس العصابة الحمراء في مقطع فيديو بعنوان “قسم الموت”، محاطًا بأعضاء المجموعة – وهو مشهد يعكس الالتزام الأيديولوجي الشديد للقوة.
وكانت الشرائط الحمراء قد قادت في السابق كل هجوم عسكري كبير شنته الجماعة، وخاصة في مناطق مثل إدلب وحماة واللاذقية وحلب.
وكان يتم تكليفهم عادة بأصعب المهام، بما في ذلك العمليات الغامرة مثل صيد القناصة، وزرع العبوات الناسفة، والاستطلاع خلف خطوط العدو.
يجب على أي شخص ينضم إلى هذه الكتيبة أن يكون عضوًا في المنظمة، وأن يتمتع بلياقة بدنية، وقادرًا على اتباع القواعد العسكرية الصارمة أثناء الخضوع للتدريب الصارم والحفاظ على معايير قتالية عالية.
دوره في حربي إدلب وحماة
في معركة حماة عام 2019، قادت العصابات الحمراء الهجمات على تحصينات الجيش السوري في جبل زين العابدين وساعدت في اختراق خطوط الدفاع الأولى جنوب حماة، لكنها تعرضت لاحقًا لكمين وأجبرت على التراجع.
وأشارت تقارير استخباراتية سورية آنذاك إلى أن هذه القوة يقودها أبو اليقظان المصري بعد مقتل مؤسس الدولة الأوزبكية في غارة جوية روسية عام 2017.
وفي نهاية عام 2021، تم تحميلها مسؤولية العمليات ضد جماعات جهادية أخرى مثل جند الشام في منطقة اللاذقية، مما يعكس التزامها بحل النزاعات الداخلية داخل صفوف الجماعات المسلحة.
ولعبت المجموعة دورًا بارزًا في الحرب الأخيرة ضد النظام السوري السابق، الذي أُطيح به في ديسمبر/كانون الأول 2024. ونشرت هيئة تحرير الشام المجموعة، التي لعبت، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، دورًا حاسمًا في المعركة النهائية ضد النظام في نهاية العام الماضي، وخاصة في مدينة حماة.