المهرجان القومي للمسرح يناقش تحولات النص المسرحي المعاصر وتجارب الكتّاب المسرحيين الجدد

منذ 5 ساعات
المهرجان القومي للمسرح يناقش تحولات النص المسرحي المعاصر وتجارب الكتّاب المسرحيين الجدد

في اليوم الثاني من البرنامج الفكري المصاحب للمهرجان القومي للمسرح المصري الثامن عشر، تحت عنوان “تحولات الوعي الجمالي في المسرح المصري”، بإشراف الفنان محمد رياض، استضاف المجلس الأعلى للثقافة جلستين فكريتين ناقشتا تحولات النصوص المسرحية المعاصرة وتجارب كتّاب مسرحيين مختلفين مع النصوص الجديدة. جاء ذلك ضمن البرنامج الفكري الذي أداره الناقد أحمد خميس.

“تحولات النصوص المسرحية المعاصرة”: رؤى نقدية من قلب التجربة

شهدت الجلسة نقاشًا حيويًا حول تحولات النصوص المسرحية المعاصرة. شارك في الجلسة الكاتب أحمد الملواني، والكاتبة رشا عبد المنعم، والدكتور رضا عطية، والدكتور محمود سعيد. أدار الجلسة الشاعر والكاتب المسرحي سيد فهيم.

محمود سعيد: ثلاثية “بئر مسعود” وتجسيد المكان بلغة شعرية

تحدث الدكتور محمود سعيد عن تجارب الكاتب السكندري ميسرة صلاح الدين في ثلاثيته “درب الرمل” و”بار الشيخ علي” و”بئر مسعود”. وأكد أن الكاتب نجح في تجسيد الأماكن دراميةً من خلال أجواء درامية حيوية ولغة تحتفي بالفضاء السردي. وأكد أن الاستخدام الشعري للهجة السكندري وغموض الشخصيات أضفيا على النصوص بُعدًا فلسفيًا وجماليًا، وجعلا القارئ محور القصة.

• أحمد الملواني: أزمة النص الكوميدي وتحولاته

قدّم الكاتب أحمد الملواني رؤىً حول الكتابة الكوميدية، مُشيرًا إلى وجود أزمة حقيقية في الأدب الكوميدي المعاصر. وأشار إلى التغييرات التي شهدها هذا النوع الأدبي منذ عهد بديع خيري ونجيب الريحاني وصولًا إلى صعود التلفزيون والمسرح التجاري في ثمانينيات القرن الماضي. وأكد أن الكتابة الكوميدية اليوم تعاني من نقص في النص المتماسك، إذ تعتمد بعض الفرق على النجوم والارتجال.

• رضا عطية: تجربة محمد أبو السعود وإعادة تصميم البنية النصية

أشاد الدكتور رضا عطية بتجربة الكاتب محمد أبو السعود، واصفًا إياها بـ”الثرية للغاية”، إذ دمج فيها التقنيات السينمائية والموسيقية والفوتوغرافية في البناء المسرحي، كما في نص “ستة أشباح تبحث عن ظل”. ورأى أن الكاتب أعاد تعريف شكل النص المسرحي بتفكيكه للبنية التقليدية وإعادة صياغتها باللوحات والمؤثرات البصرية.

• رشا عبد المنعم: النص المسرحي في المنطقة الرمادية

قدمت الكاتبة رشا عبد المنعم استكشافًا نقديًا وفنيًا لإشكاليات النصوص المسرحية. وأشارت إلى وجودها في منطقة رمادية بين الأدب والأداء المسرحي، مما يُعقّد عملية النشر والنقد. ووصفت تجربتها مع نص “المرأة الفراشة”، مؤكدةً أن التمرد على الصور النمطية هو جوهر العملية الإبداعية.

النص المسرحي الجديد: شهادات من قلب التجربة الإبداعية

في الجلسة الثانية، بعنوان “النص المسرحي الجديد: شهادات وتجارب”، قدّم كتّابٌ تجاربهم الإبداعية، منهم سامح عثمان، وصفاء البيلي، ومحمد السوري، ومحمد علي إبراهيم. أدار الجلسة الدكتور عبد الكريم الحجراوي.

• سامح عثمان: الكتابة كموسيقى داخلية

تحدث الكاتب سامح عثمان عن دخوله عالم الكتابة من خلال شغفه بالموسيقى، وخاصةً العزف على الجيتار. ثم تطورت هذه العلاقة إلى نصوص مكتوبة، بدأت بالأغاني، قبل أن تتجه إلى الكتابة المسرحية الغزيرة. وأكد أن الكتابة المسرحية وسيلة للتعبير عن الذات وعن صراعاتها الداخلية.

• محمد علي إبراهيم: «الزمان والمكان» والأسطورة بوابة للكتابة

روى الكاتب محمد علي إبراهيم تجربةً بدأت خلال سنوات دراسته الجامعية، متأثرًا بكتاب “البطل ذو الألف وجه”. وتحدث عن نصه “الزمان والمكان”، الذي يمزج بين الأسطورة والفانتازيا الشعبية، مثل “أمنا الغول”، مؤكدًا على أهمية اللغة والحبكة والشخصيات في أي نص مسرحي.

• محمد السوري: أزمة الهوية المسرحية ومطرقة الواقع

في محاضرته المعنونة “بين مطرقة الإبداع وسندان الواقع”، تناول الكاتب محمد السوري المشكلات المادية والاجتماعية التي يواجهها المسرحيون. كما طرح سؤال الهوية: “لماذا نكتب؟ ولمن؟”. وحذّر من إبعاد النصوص المعاصرة عن القضايا الاجتماعية، مما قد يؤدي إلى فقدان المسرح لروحه الحقيقية مع مرور الزمن.

صفاء البيلي: من الشعر إلى المسرح… السير الذاتية الشعبية بوابة الاكتشاف

تحدثت الكاتبة صفاء البيلي عن انتقالها من كتابة الشعر إلى كتابة النصوص المسرحية، مدفوعةً بشغفها بالسير الذاتية الشعبية. نشرت أكثر من عشرة نصوص مسرحية شعرية. وتحدثت عن تطور أسلوبها نحو أسلوب أكثر كثافةً مقارنةً بالنصوص القديمة، وانتقدت أسلوب “ما بعد الدراما” الذي يحصر النصوص المسرحية في عدد محدود من الصفحات، قائلةً: “لا أستطيع الكتابة بدون قصة”.

المحور الفكري هو أحد أهم فعاليات المهرجان القومي الثامن عشر للمسرح، برئاسة الفنان محمد رياض. يُقام في الفترة من 13 إلى 29 يوليو/تموز بمقر المجلس الأعلى للثقافة، ويتضمن إحدى عشرة جلسة فكرية وندوات قيّمة. يتناول المحور مواضيع متنوعة تتقاطع مع تاريخ المسرح المصري، منها تأثير السياقات السياسية والاجتماعية على الوعي الجمالي، والتوجه المؤسسي، وجماليات الجسد، وتغيرات الفضاء المسرحي وآليات الإنتاج، وأشكال الخطاب النقدي. يشارك في هذا المحور نخبة من نقاد المسرح وأساتذة الجامعات، بالإضافة إلى أساتذة التاريخ، بهدف فتح آفاق الحوار حول تحولات النصوص والعروض والوعي المسرحي في مصر.


شارك