كيف أثرت الصراعات الإقليمية على الاقتصاد المصري؟

وأكد تقرير صادر عن معهد التمويل الدولي أن الاقتصاد المصري أظهر قدرة ملحوظة على الصمود في مواجهة الصراعات الإقليمية، وخاصة بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، إلا أن الأثر الاقتصادي السلبي كان محدودا ومؤقتا.
لن تتعافى إيرادات قناة السويس حتى العام المقبل.
أشار التقرير الصادر مؤخرًا إلى أن قيمة الجنيه المصري انخفضت مقابل الدولار الأمريكي في بداية الصراع، لكنه سرعان ما تعافى. كما عوض الوضع المالي القوي إلى حد كبير انخفاض إيرادات قناة السويس. ويتوقع التقرير ألا تتعافى هذه الإيرادات حتى عام ٢٠٢٦ بسبب تجدد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
حذّر التقرير من أن الاضطرابات في الشرق الأوسط تُشكّل التهديد الأكبر لمصر. وأضاف: “الاتفاق الإيراني الإسرائيلي هشّ، وقد يُمهّد الطريق لتجدد الصراع. ولا يزال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس غير مؤكد. ولا يزال الحوثيون يُشكّلون تهديدًا في البحر الأحمر، والوضع في لبنان بالغ الخطورة”. وأي تصعيد كبير في المنطقة قد يُؤثّر سلبًا على مصر.
وأوضح أن أي تصعيد محتمل قد يؤدي إلى صدمة في أسعار النفط، مما يؤدي إلى عجز في الحساب الجاري وزيادة في الاحتياجات التمويلية. كما تُشكل واردات الغاز من إسرائيل مصدر قلق، إذ إن ارتفاع الطلب، إلى جانب استمرار انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي واحتمال انخفاض الواردات، قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات سياسية صعبة.
ويتوقع التقرير أنه في حين ظل قطاع السياحة قويا على مدى العامين الماضيين، فإنه سوف يضعف إذا تصاعد الصراع، وخاصة نظرا لقرب الصراع من شبه جزيرة سيناء.
وأي تصعيد في المنطقة قد يعوق الجهود الرامية إلى خفض تكاليف الديون.
في سياق متصل، أشار التقرير إلى أن مصر تسعى لتمديد آجال استحقاق ديونها من خلال تقليل اعتمادها على أذون الخزانة قصيرة الأجل وزيادة إصدار السندات. ومع ذلك، ووفقًا لبيانات الإصدار الأخيرة، فإن هذه العملية تسير بوتيرة أبطأ من المتوقع. ويعود ذلك إلى ارتفاع علاوات المخاطر عقب التوترات الأخيرة، مما أدى إلى ارتفاع متجدد في العائدات في يونيو.
وأشار التقرير إلى أن أي تصعيد محتمل في المنطقة قد يعيق جهود الحكومة لخفض أعباء ديونها. وأضاف أن الوضع المالي القوي للاقتصاد المصري ساهم في تحقيق فائض أولي وصل إلى 3.5% في السنة المالية الماضية، رغم انخفاض إيرادات قناة السويس.
وأكد أن مصر حصلت على دعم قوي من صندوق النقد الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الأخيرة، لكنها لا تزال متأخرة في خصخصة أصول الدولة.
وأضاف التقرير أن قرار صندوق النقد الدولي تأجيل مراجعته الخامسة ودمجها مع المراجعة السادسة في الخريف يشير إلى عدم الرضا عن تقدم الحكومة المصرية في برنامج بيع الأصول.