سامح عبد العزيز.. مخرج اليوم الواحد الذي لفت الأنظار ورحل فجأة

منذ 9 ساعات
سامح عبد العزيز.. مخرج اليوم الواحد الذي لفت الأنظار ورحل فجأة

ودّع الوسط الفني، الخميس، المخرج الكبير سامح عبد العزيز، الذي وافته المنية فجأةً عن عمر ناهز 49 عامًا، تاركًا حزنًا عميقًا في قلوب محبيه وزملائه. ورغم مسيرته الفنية القصيرة نسبيًا، ترك عبد العزيز بصمةً قويةً في عالم السينما والدراما، لا سيما من خلال أفلامه الواقعية وأسلوبه الفريد في الإخراج الجماعي.

– بداية متواضعة… وبداية البرامج

بدأ سامح عبد العزيز مسيرته الفنية خلف الكاميرا في التلفزيون المصري، قبل أن يلفت انتباه مذيعة قناة دريم هالة سرحان، التي عرضت عليه إخراج برامجها. ثم انتقل معها إلى قناة روتانا، حيث استمر في تقديم البرامج حتى بدأ بإخراج الفيديو كليب، الذي أصبح جسره إلى السينما.

“الدرس الخصوصي” هو فيلمه الأول وبداية مسيرته السينمائية.

كانت نقطة التحول في مسيرته عام ٢٠٠٥، عندما أخرج فيلمه الأول “درس خصوصي” من بطولة محمد عطية. قدّم تجربةً خفيفةً ومختلفةً، فتحت له آفاقًا سينمائيةً جمعت بين الشعبية والرؤية الشخصية.

أفلام اليوم الواحد: “كباريه”، “الفرح”، و”الليلة الكبيرة”

يُعرف سامح عبد العزيز بتقديم أفلام تدور أحداثها في يوم أو ليلة واحدة، مقدمًا تجربة مليئة بالدراما المكثفة والشخصيات المتعددة.

كان “كباريه” إنتاجًا رائعًا بمشاركة عدد كبير من النجوم وإخراج محكم لفت الانتباه إلى مهاراته الإخراجية.

وتبعه فيلم “الفرح” الذي حمل نفس التسلسل الزمني وحظي بإشادة النقاد على الرغم من الجدل حول نهايته المختلفة.

ثم أكد «الليلة الكبيرة» و«ليلة العيد» حبه لفكرة الزمن المضغوط في السينما ومهارته في إدارة شخصيات متعددة داخل الحدث الواحد.

إعادة اكتشاف النجوم… والشجاعة للتقديم

ساهم سامح عبد العزيز في استعادة بريق عدد من النجوم، أبرزهم:

محمد سعد في فيلم “تيتاه”، ثم في تجربة مختلفة تماماً في “الدشاش” الذي يمزج بين التراجيديا والأكشن.

أخرج فيلم هيفاء وهبي “حلاوة روح” الذي أثار جدلاً كبيراً وتم منعه لفترة، مظهراً بذلك توجهه السينمائي الجريء.

– من السينما إلى الشاشة الصغيرة

ثم انتقل بعد ذلك إلى الدراما التلفزيونية وحقق نجاحًا في:

«بين القصور»: وصفها بأنها «مُعدة جيداً ومالحة».

وأكدت أفلام “رمضان كريم” و”أرض النفاق” و”خيانة عهد” التزامه المستمر بتقديم شخصيات وأعمال واقعية تلقى صدى لدى الناس.

– شراكة فنية ناجحة مع أحمد عبدالله

شكّل ثنائيًا فنيًا ناجحًا مع الكاتب أحمد عبد الله، قدّما معًا أفلامًا مميزة مثل “كباريه” و”الفرح”، بالإضافة إلى أعمال درامية مثل “الحارة” و”بين السرايات”. تميّزت هذه الأعمال بصدقها وتصويرها للواقع كما هو دون مبالغة.

– حياة خاصة مضطربة ولحظات مؤلمة

 

تزوج سامح عبد العزيز من الفنانة روبي وأنجب منها ابنة قبل أن ينفصلا. مرّ بفترة عصيبة في حياته، حين سُجن ثلاث سنوات بتهمة حيازة المخدرات. أثّر ذلك سلبًا على صحته النفسية، وأجبره على الانزواء بعيدًا عن الأضواء والعيش في عزلة داخل السجن. ثم عاد ليظهر من جديد، مُعلنًا أنه استعاد ذاته، وأنه مستعد لبدء فصل جديد في حياته.

– وداع مبكر لمخرج واعد

 

برحيل سامح عبد العزيز، يفقد عالم الفن مخرجًا فريدًا جمع بين الجرأة والواقعية والبساطة، تاركًا بصمة خالدة في مشهد فني لا يرحم التسويف ولا التردد. كانت سيرته كفاحًا حقيقيًا، بدأ ببرامجه التلفزيونية، وانتهى بأفلام ومسلسلات تركت أثرًا عميقًا في وجدان الجمهور.


شارك