حريق سنترال رمسيس.. كيف وثقت شاشات السينما بطولات رجال الإطفاء؟

منذ 2 شهور
حريق سنترال رمسيس.. كيف وثقت شاشات السينما بطولات رجال الإطفاء؟

كان لحريق أحد طوابق محطة رمسيس المركزية تأثيرٌ بالغٌ على الحياة اليومية للمصريين. شمل ذلك انقطاع المكالمات، وانقطاع خدمة الإنترنت، وتباطؤًا ملحوظًا في الخدمات المصرفية والتحويلات والمدفوعات التي كانت جزءًا من الحياة اليومية قبل الحادث.

وسط تصاعد ألسنة اللهب وتحذيرات قوات الأمن من اقتراب الحريق، برزت صورة متناقضة: أناس، يحملون خراطيم المياه، ويرتدون بدلات واقية ثقيلة، يندفعون نحو الخطر بدلًا من الفرار منه. قوات الدفاع المدني هي من أظهرت، في هذه الساعات الحرجة، بطولةً هادئة، فتقدمت إلى الجبهة بشجاعة وإقدام، وواجهت النيران والدخان بقلوب مفتوحة.

إن هذه المهام الدقيقة موجودة في كل مكان، وقد وثقت السينما العالمية هؤلاء الضحايا بعدسة شجاعة وواقعية، حيث صورت رجال الإطفاء كأبطال حقيقيين يخوضون معركتهم اليومية بصمت وشجاعة.

وكما يظهرون بلا تردد في أوقات الكوارث، يظهرون أيضاً في ذاكرة السينما: أبطال يذهبون دائماً في الاتجاه المعاكس للهروب، نحو النيران، لا بعيداً عنها، ويحملون حياتهم بين أيديهم لإنقاذ أرواح الآخرين.

– مقاوم للحريق

حقق فيلم “Fireproof”، بطولة كيرك كاميرون وإخراج أليكس كندريك، نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر في عام 2008، حيث حقق إيرادات تجاوزت 33 مليون دولار، وجذب انتباهًا واسع النطاق لتصويره غير التقليدي لمهنة إطفاء الحرائق في دراما مشحونة عاطفياً.

تدور القصة حول كالب هولت، رجل إطفاء يمر بأزمات متكررة في زواجه من زوجته كاثرين، التي تعمل في مستشفى. وبينما يواجه الحرائق بشجاعة يوميًا في العمل، يفشل في تهدئة توترات المنزل. تتهمه زوجته بالإهمال والأنانية والاعتماد المفرط عليها في جميع أعمال المنزل.

يُظهر الفيلم الجانب الإنساني لمهنة تتطلب الكثير من المجهود، ويوضح كيف يمكن للضغوط النفسية والمهنية أن تتسلل إلى الحياة الخاصة، ويؤكد على قدرة المهنيين على الصمود داخل العمل وخارجه.

– السلم 49

في عام 2004، أصدر المخرج جاي راسل فيلم “سلم 49″، بطولة خواكين فينيكس وجون ترافولتا، والذي يستكشف حياة رجال الإطفاء في واحدة من أخطر المهن.

يتتبع الفيلم قصة جاك موريسون، رجل إطفاء شاب عالق في مبنى محترق. في لحظات الخطر، يروي أحداث حياته المهنية والشخصية، من يومه الأول في الوحدة إلى مواجهته المشؤومة مع الحريق.

يُصوّر الفيلم تماسك الفريق، والعلاقات الإنسانية بينهم، والمخاطر اليومية، والضغط النفسي الذي تُشكّله هذه المهنة على العاملين فيها. كما يُظهر كيف تُصبح مكافحة الحرائق اختبارًا صعبًا للجسد والروح، مُصوّرًا في الوقت نفسه الجوانب العائلية والاجتماعية للعاملين في هذا القطاع، بينما تبقى الكاميرا شاهدًا على الصراع بين الواجب والحياة.

– الشجعان فقط

في عام ٢٠١٧، عاد الفيلم الوثائقي القوي عن مهنة إطفاء الحرائق بفيلم “فقط الشجعان”. يستند الفيلم إلى القصة الحقيقية المأساوية لوحدة “جرانيت ماونتن هوت شوتس” في أريزونا، والتي فقدت ١٩ من أفرادها أثناء إخماد حريق غابات هائل. الفيلم من بطولة جوش برولين ومايلز تيلر، ويجسد بدقة التدريب الشاق، والحياة الأسرية الصعبة، وانضباط الفريق، والتضحيات التي يقدمها رجال الإطفاء بصمت.

– التدفق العكسي

كان فيلم Backdraft الذي تم إنتاجه في عام 1991 فيلم إثارة رائع عن رجال الإطفاء من إخراج رون هوارد وبطولة كيرت راسل وويليام بالدوين وروبرت دي نيرو.

يتتبع الفيلم إدارة الإطفاء في شيكاغو ويستكشف العلاقة المعقدة بين شقيقين يعملان في الخطوط الأمامية لمكافحة الحرائق وسط سلسلة من الحرائق الغامضة والملاحقة القضائية.

يجمع الفيلم بين الحركة والتحقيق، ويستكشف الصراعات النفسية لرجال الإطفاء في بيئة خطرة ومتفجرة. كما يُظهر كيف تتطور النار من خطر مادي إلى ما يُعادلها رمزيًا بالصراع الداخلي، خاصةً عندما تصبح مهنة الإطفاء مسرحًا للمسؤولية الأخلاقية وسط الفساد السياسي والاستغلال المميت. حقق الفيلم نجاحًا نقديًا كبيرًا، محققًا إيرادات تجاوزت 152 مليون دولار عالميًا، ورُشِّح لثلاث جوائز أوسكار في فئتي الصوت والمؤثرات الصوتية. أُنتج جزء ثانٍ عام 2019.


شارك