بورسعيد تختتم فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري ضمن جولاته بالمحافظات

منذ 3 ساعات
بورسعيد تختتم فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري ضمن جولاته بالمحافظات

• تكريماً للمخرج المسرحي سمير زاهر أحد أبناء بورسعيد البواسل.

اختتمت فعاليات وأنشطة المهرجان بمحافظة بورسعيد وسط حضور جماهيري غفير ملأ القاعة حماسًا. حضر الحفل اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، والكاتب والشاعر الكبير محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتور عادل عبده، مدير المهرجان، والكاتب والمخرج الكبير نادر صلاح الدين، عضو اللجنة العليا للمهرجان، ولفيف من نجوم الفن والإعلام. وقد أقيمت أمسية مسرحية جمعت بين الإبداع والحب والانتماء، تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، برئاسة الوزير الدكتور أحمد فؤاد هنو، وضمن فعاليات المهرجان القومي الثامن عشر للمسرح المصري، بقيادة الفنان محمد رياض.

يأتي هذا الحفل الختامي ضمن استراتيجية الدورة الحالية، التي تحمل شعار “المهرجان القومي للمسرح في ربوع مصر”. وتتعاون إدارة المهرجان مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان. ويندرج المهرجان في إطار جهود الوزارة لنشر الثقافة المسرحية والفنية في مختلف المحافظات، مؤكدةً أن الإبداع لا يقتصر على العاصمة فحسب، بل يمتد إلى جميع أنحاء البلاد.

اتسم الحفل، الذي أداره المخرج والناقد جمال عبد الناصر، رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، بأجواء احتفالية. رحّب عبد الناصر بالحضور، مؤكدًا في كلمته أن المسرح ليس مجرد فن، بل هو تعبير عن الهوية، وأداة للتغيير، ووسيلة لخلق وعي مجتمعي حقيقي. وفي كلمته خلال الحفل، أعرب مدير المهرجان الدكتور عادل عبده عن فخره بما تحقق في بورسعيد، مؤكدًا أن الدورة الثامنة عشرة تواصل تحقيق رسالتها في جعل المسرح في متناول جميع المصريين. وأكد أن الإبداع لا تحده حدود جغرافية، بل يولد ويزدهر حيث يوجد الشغف.

في كلمته، أعرب الكاتب والشاعر محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس هيئة قصر الثقافة، عن سعادته بالتعاون الوثيق بين الهيئة والمهرجان القومي للمسرح المصري، مؤكدًا أن هذا التعاون يُعد نموذجًا حقيقيًا لتكامل المؤسسات الثقافية لنشر الوعي والجمال. وأكد ناصف أن الثقافة والمسرح ليسا ترفًا، بل حق أصيل لكل مواطن وركيزة من ركائز الهوية المصرية. وأكد أن إدخال العروض والفعاليات في المحافظات هو تطبيق عملي لرؤية الدولة في العدالة الثقافية.

وفي كلمته، قال الفنان محمد رياض رئيس المهرجان: “يسعدني ويشرفني أن أكون معكم في حفل ختام المهرجان هنا في مدينة بورسعيد الشجاعة.. المحافظة التي خرج منها الفنان الكبير محمود ياسين، والمخرج المسرحي الكبير سمير العصفوري، والمخرج الكبير سيد طالب، والمخرج والفنان عباس أحمد، والفنانة سهير رمزي، والكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد، والكاتب والإعلامي الكبير محمد مصطفى شردي.. وغيرهم الكثير والكثير من فناني ومشاهير بورسعيد”.

وأضاف: “أود أن أشكر الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، على دعمه المتواصل للمهرجان، وإيمانه الراسخ بأن المسرح وسيلة تثقيف وتوعية تستحق أن تصل إلى جميع أنحاء مصر. كما أتوجه بالشكر إلى اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، الذي يفتح المدينة باستمرار أمام جميع الأنشطة الثقافية والفنية الجادة”.

أعرب اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، عن فخره باستضافة المهرجان القومي للمسرح المصري. وأكد أن الثقافة والفنون جزء لا يتجزأ من خطط التنمية الشاملة لبورسعيد. وأكد استمرار دعم المحافظة لكافة الأنشطة التي تسهم في رفع وعي المواطنين وفتح آفاق جديدة للشباب من خلال الإبداع والفكر المستنير.

كما كرّم الحفل المخرج سمير زاهر، أحد رواد الحركة المسرحية في بورسعيد، لإسهاماته الكبيرة ومسيرته الفنية الطويلة في إثراء المشهد الثقافي والمسرحي. وأعرب زاهر عن سعادته بهذا التكريم الذي حضرته عائلته في مسقط رأسه، مؤكدًا أن لحظات الوفاء هذه هي التي تُلهم الفنانين الحقيقيين على المثابرة.

في لفتة تقدير، قدّم الفنان محمد رياض شكره للواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، على دعمه المتواصل لنجاح المهرجان في المحافظة. وقد قدّم المحافظ لرئيس المهرجان درع المحافظة، في لفتة تعكس التقدير المتبادل بين القيادة المحلية والفنانين.

كما كرّم المهرجان نخبة من المدربين والفنانين الذين ساهموا في إنجاح الورش الفنية والثقافية المصاحبة، والتي أشرف عليها منسق الورش الفنية بمحافظة بورسعيد، الفنان والمخرج محمد الدسوقي، وهو من أبناء المحافظة وأحد فاعلي الحركة الثقافية فيها. وشمل الفائزون بالجوائز كلاً من الفنان ياسر علي ماهر عن ورشة الإلقاء، والمخرج محسن رزق عن ورشة الإخراج، والدكتور والفنان أيمن الشيوي عن ورشة التمثيل، والدكتور كمال يونس عن ورشة الدراما.

كما تم توزيع شهادات تقدير لجميع شباب بورسعيد الذين شاركوا بحماس وحماس في ورش العمل المختلفة. كما تم تكريم الكادر الثقافي بالمحافظة، الذي كان له دورٌ أساسي في إنجاح الفعاليات. اختُتمت الأمسية بعرض مسرحي بعنوان “ماكبث المصنع” للمخرج محمود الحسيني (كاجو)، الحائز على جائزة أفضل عرض مسرحي في الدورة السابعة عشرة (دورة الفنانة سميحة أيوب). وقد تفاعل جمهور بورسعيد بحماس مع العرض، مؤكدين مجددًا أن المسرح راسخ في وجدان المصريين، ويستطيع إسعاد الجماهير في كل مكان. اختُتم الحفل بصورة جماعية لفريق المسرح وضيوف المهرجان والفنانين المكرّمين. وعكس هذا المشهد الاحتفالي روح الدورة الحالية، التي تجوب محافظات مصر، مسلطًا الضوء على المسرح الحيّ، ومحوّلًا إياه إلى جسر للتواصل والتثقيف.


شارك