مصر تسجل حضورا بارزا في الصناعة النووية العالمية خلال مشاركتها بمنتدى أوبنينسك الدولي

في مدينة أوبنينسك الروسية، موطن أول مفاعل نووي سلمي في العالم، استضافت روسيا المنتدى الدولي “أوبنينسك الجديدة 2025″، الذي جمع أكثر من 700 شاب وشابة من نحو 70 دولة تحت شعار ملهم: “احلم وشكل مستقبل الصناعة النووية العالمية”.

وكان للشباب المصري حضور بارز في هذا الحدث العلمي الدولي، لا سيما من خلال مشاركة المهندسة والباحثة المصرية سهيلة منتصر أحمد عبد الضيف، التي أضاءت المنتدى برؤيتها الواعدة للطاقة النووية ومستقبلها في مصر والعالم.

عبد الضيف، طالبة في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا (MIPT)، تعمل مهندسة في مجموعة كيمرار الروسية، وحاصلة على منحة ماري كوري الأوروبية المرموقة. ألقت محاضرة لاقت استحسانًا واسعًا، قدمت فيها رؤية شبابية شاملة للمشروع النووي المصري.

قال الباحث المصري: “إن حلم مصر النووي لا يقتصر على بناء محطة للطاقة النووية، بل يشمل مجالات عديدة كالعلاج الإشعاعي، والاقتصاد، والبيئة، والترجمة العلمية. ومن المهم إدراك أن القطاع النووي منظومة متكاملة، ومصر قادرة على المساهمة بشكل كبير فيها”.

وفي تصريحٍ لوكالة سبوتنيك، أضافت: “أعتقد أن وجود التكنولوجيا النووية وبناء محطة الطاقة في مصر أمرٌ بالغ الأهمية. ولكن الأهم من ذلك هو أن نوسع هذه الرؤية ونُدرّب كوادر تُفكّر علميًا ومهنيًا وتبتعد عن النموذج التقليدي”.

وأكدت أن “أوبنينسك هي أول مدينة في العالم تبني مفاعلًا نوويًا للأغراض السلمية”، مضيفةً: “وجودنا هنا كمصريين ليس رمزيًا، بل يمثل مشاركة ملموسة في تشكيل مستقبل الطاقة والتكنولوجيا. وقد أتاح المنتدى منصةً لتبادل حقيقي للآراء مع الشباب والباحثين من أمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا”.

وتابعت: “في المنتدى، نلتقي بمشاركين من مختلف القارات، ونتبادل الخبرات ووجهات النظر. هنا، تُبنى علاقات علمية وشراكات حقيقية، وهذا يمنحنا الشعور بأننا لسنا وحدنا، وأن مصر جزء فاعل من التقدم العلمي”.

ومن الجدير بالذكر أن منتدى أوبنينسك نيو لهذا العام تزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس الصناعة النووية الروسية وحضره ممثلون رفيعو المستوى من شركة روساتوم والوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للطاقة النووية.

وغطت جلسات المنتدى مواضيع تقنية متقدمة، بما في ذلك المفاعلات المعيارية الصغيرة، ودورة الوقود المغلقة، ودمج الطاقة النووية والهيدروجين، بالإضافة إلى مبادرة Openinsk Tech، التي تهدف إلى تحويل المدينة إلى مركز عالمي للابتكار بقيادة الشباب.

في ختام المنتدى، اتضح أن مشاركة مصر تتجاوز مجرد بناء محطة الطاقة النووية في الضبعة، لتشمل أيضًا تنمية جيل جديد من المواهب الشابة القادرة على تمثيل مصر على الساحة الدولية، فكريًا وفنيًا، وهو ما تجلّى في مشاركة الباحثة المصرية سهيلة منتصر عبد الضيف.