رئيس ليبيريا يعتذر لشعبه عن حربين قتل بهما ربع مليون شخص

اعتذر الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي رسميًا لشعبه نيابة عن الدولة عن العنف والمعاناة التي سببتها الحربان الأهليتان اللتان أودتا بحياة ما يقرب من ربع مليون شخص.
وجاء الاعتذار خلال حفل مصالحة أقيم يوم السبت في العاصمة مونروفيا، بعد أيام قليلة من حضور بواكاي حفل تأبين لرئيسين سابقين: صمويل دو، الذي تعرض للتعذيب وقتل في بداية الحرب الأهلية، وويليام تولبرت، الذي اغتيل في عام 1980 بعد انقلاب ضده بقيادة دو.
في هذا اليوم التاريخي، أود أن أقدم اعتذارًا رسميًا باسم الدولة. لكل من عانى من دمار الحرب الأهلية، ولكل عائلة دُمرت، ولكل حلم تحطم، نقول: نعتذر، هذا ما قاله بواكاي خلال الفعالية.
وأضاف: “كان بإمكان الحكومة أن تفعل المزيد. واليوم، علينا أن نعمل بكل طاقتنا لضمان عدم تكرار مثل هذه الخيبات”.
بين عامي ١٩٨٩ و٢٠٠٣، شهدت ليبيريا حربين مدمرتين أودتا بحياة ما يقرب من ٢٥٠ ألف شخص. واتسمت هذه الفترة بانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، شملت مجازر وتشويهًا واغتصابًا وتجنيدًا جماعيًا للأطفال.
ورغم خطورة الجرائم المرتكبة، فإن ليبيريا لم تتمكن حتى الآن من تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
في عام ٢٠٠٩، دعت لجنة الحقيقة والمصالحة إلى إنشاء محكمة خاصة بجرائم الحرب. إلا أن هذه الدعوة لم تُلبَّ، ويعود ذلك جزئيًا إلى استمرار عدد من الجناة المحتملين في شغل مناصب سياسية نافذة.
وفي خطابه يوم السبت، دعا بواكاي إلى تنفيذ توصيات لجنة الحقيقة والمصالحة، وقال: “لا توجد عائلة في ليبيريا لم تتأثر بمآسي العنف والظلم والألم التي دمرت بلادنا”.