بعد إعلان إيلون ماسك.. هل يسمح الدستور الأمريكي بتأسيس حزب جديد؟

منذ 6 ساعات
بعد إعلان إيلون ماسك.. هل يسمح الدستور الأمريكي بتأسيس حزب جديد؟

شهدت الساحة السياسية الأمريكية مؤخرًا تصعيدًا غير مسبوق في الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال البارز إيلون ماسك. جاء ذلك بعد سنوات من الدعم المتبادل، لا سيما خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ودعم ماسك غير المشروط لحليفه ترامب.

بدأ الخلاف عندما انتقد ماسك بشدة خطة ترامب الضخمة للضرائب والإنفاق الحكومي، ووصفها بأنها “إهدار للميزانية” و”خيانة” للأهداف المشتركة المتمثلة في خفض الميزانية الفيدرالية وعجز الموازنة.

مع تصاعد الحرب الإعلامية بين الجانبين، بلغت التوترات ذروتها عندما هدد ترامب بقطع الدعم الحكومي عن شركة ماسك وعقودها، بل واتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضده. حتى أنه هدد بتحويل وزارة الكفاءة التابعة للحكومة الأمريكية ضد إيلون، واصفًا إياها بـ”الوحش” الذي قد يلتهم إيلون نفسه.

في خضم هذا التصعيد، أعلن ماسك أمس السبت عن تشكيل حزب سياسي جديد يُسمى “حزب أمريكا” عبر منصته “إكس”. وأوضح أن هذه الخطوة جاءت استجابةً لرغبة غالبية المشاركين في استطلاع رأي أطلقه لكسر احتكار الحزبين التقليديين (الجمهوري والديمقراطي) للسياسة الأمريكية. وقد بلغ تأييد الاقتراح 80.4% من أصل 5,630,775 صوتًا.

وأكد ماسك أن هدف الحزب الجديد هو “إعادة حريتهم للناخبين” ومعارضة ما وصفه بـ “نظام حزبي فاسد” يغذي الدين الوطني من خلال الإنفاق الحكومي المفرط.

ويثير إعلان ماسك تساؤلات دستورية وقانونية حول ما إذا كان للأفراد الحق في تشكيل أحزاب سياسية جديدة، خاصة أنه سيمثل نقطة محورية في النقاش الدائر حول مستقبل الحياة الحزبية في الولايات المتحدة.

على الرغم من أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي يهيمنان على المشهد السياسي في الولايات المتحدة، فإن دستور الولايات المتحدة لا يحتوي على أي نص مباشر بشأن الأحزاب السياسية، كما لا يفرض أي قيود على تشكيل أحزاب جديدة.

ويستند الحق في تشكيل الأحزاب السياسية إلى التعديل الأول للدستور، والذي ينص، وفقاً للأرشيف الوطني، على ما يلي: “لا يجوز للكونغرس أن يصدر أي قانون يحد من حرية التعبير، أو حرية الصحافة، أو حق الشعب في التجمع السلمي، والالتماس من الحكومة لمعالجة المظالم”.

وبحسب معهد المعلومات القانونية، فقد أكدت المحكمة العليا الأميركية مراراً وتكراراً أن تشكيل الأحزاب السياسية يشكل جزءاً لا يتجزأ من حرية التعبير والتجمع.

وفقًا للموقع الإلكتروني، لا يوجد قانون اتحادي موحد ينظم عملية تشكيل الأحزاب السياسية. تعتمد هذه العملية على قوانين كل ولاية. على سبيل المثال، تختلف إجراءات تسجيل الأحزاب في كاليفورنيا ونيويورك من حيث عدد التوقيعات المطلوبة، ومواعيد التسجيل النهائية، ونسبة الأصوات التي حصل عليها الحزب في الانتخابات الأخيرة.

وعلى الرغم من هيمنة الحزبين الرئيسيين، فقد شهدت السياسة الأميركية ظهور أحزاب بديلة في العقود الأخيرة، مثل الحزب الليبرالي، والحزب الأخضر، وحزب الإصلاح.

وفي أحدث تطور في هذا الصدد، أثار ماسك إعجاب متابعيه مؤخرًا عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (X) عندما سأل عن الموعد والمكان المخطط لحفل تنصيب الحزب، قائلاً: “متى وأين يجب أن يُعقد المؤتمر الافتتاحي للحزب الأمريكي؟ سيكون رائعًا!”.


شارك