ليبيا.. احتجاجات في طرابلس للإطاحة بالدبيبة.. ماذا حدث؟

اندلعت موجة من الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في العاصمة الليبية طرابلس والمدن المجاورة لها، عقب الإعلان عن وفاة الناشط السياسي عبد المنعم المريمي في ظروف غامضة. وكان قد اعتقل قبل أيام على يد قوات الأمن الموالية لحكومة عبد الحميد الدبيبة.
تجمع العشرات من المتظاهرين في أحياء مختلفة بطرابلس، بما في ذلك سوق الجمعة وساحة الجزائر. وهتفوا بشعارات، ودعوا إلى إسقاط حكومة الوفاق الوطني برئاسة عبد الحميد الدبيبة، محملين إياها مسؤولية تدهور الوضع الأمني وحقوق الإنسان في البلاد.
كما قام المتظاهرون بإغلاق الطريق الساحلي في مدينة الزاوية، واندلعت اضطرابات مماثلة في غوط الشعال وسط تواجد أمني مكثف.
اندلعت احتجاجات بعد ساعات من إعلان وفاة المريمي. وقد لقي السياسي المعارض البارز من حكومة الدبيبة حتفه. وقد أُصيب المريمي بإصابة في الرأس أثناء احتجازه قسرًا، حسبما زُعم، من قِبل المحكمة الجنائية الدولية في مدينة صرمان، غرب طرابلس.
واتهمت “حركة إسقاط الحكومة الانتقالية” السلطات الأمنية بالتواطؤ في اغتيال المريمي، ووصفت الحادثة بـ”الاغتيال السياسي”، ودعت إلى تحقيق نزيه وشفاف بإشراف جهات دولية ومحلية مستقلة.
ونفى ممثلو الحركة البيان الرسمي الذي يفيد بانتحار المريمي داخل مبنى النيابة العامة، وأعربوا عن شكوكهم في مصداقية لقطات كاميرات المراقبة التي لم تنشر من قبل.
في غضون ذلك، أعلنت النيابة العامة أن المريمي قفز من الطابق العلوي لمقر النيابة العامة عقب قرار إخلاء سبيله. وأكدت أن الحادثة سُجِّلت بكاميرات المراقبة الداخلية. وذكر البيان أن التحقيق كان قد اكتمل قبل ساعات من وقوع الحادثة.
أيّد محامي الضحية، محمد الفاروجي، هذه الرواية، مؤكدًا أنه شاهد مقاطع الفيديو شخصيًا مع عائلة المريمي. ويشتبه في أن موكله تعرض لضغوط نفسية شديدة خلال فترة احتجازه، مما دفعه إلى الانتحار.
الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي.
وفي أول رد فعل دولي، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن “صدمتها العميقة” لوفاة المريمي، ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف لكشف ملابسات اعتقاله ووفاته.
وذكرت البعثة في بيان رسمي أن المريمي اختطف في 30 يونيو/حزيران الماضي في مدينة صرمان وتم تسليمه إلى النيابة العامة في 3 يوليو/تموز الماضي، حيث تم الإعلان عن وفاته في 5 يوليو/تموز الماضي دون أن تتضح ملابسات اختفائه بشكل كاف.
ليبيا: إغلاق الطرق في عدة مناطق بعد العثور على الناشط عبد المنعم المريمي مقتولاً مع أطفاله في طرابلس بعد اعتقاله من قبل قوات الأمن الداخلي. pic.twitter.com/eQPnA6sd6X
— عرب-ميليتري (@ashrafnsier) ٥ يوليو ٢٠٢٥
وشددت البعثة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات. وأدانت “تزايد الاعتقالات التعسفية والمضايقات للنشطاء والمعارضين”، ودعت السلطات الليبية إلى احترام حقوق الإنسان وضمان حرية التعبير والتظاهر السلمي.
كان عبد المنعم المريمي من أبرز الناشطين في الحراك الشعبي ضد حكومة عبد الحميد الدبيبة، ودعا مرارًا وتكرارًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى التغيير السلمي، وحاسب المسؤولين الفاسدين.