خبراء: توقعات بتثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك المركزي المقبل

ويتوقع حسن خفض أسعار الفائدة بنحو 4 إلى 5 في المائة في النصف الثاني من عام 2025. – أبو الفتوح: في ظل الزيادات المتوقعة في أسعار الكهرباء والوقود فإن خفض أسعار الفائدة مخاطرة لا يمكن التنبؤ بها.
يتوقع العديد من المحللين الاقتصاديين أن يُبقي البنك المركزي المصري أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع لجنة السياسة النقدية المُقبل، في ظل ارتفاع معدلات التضخم. ويتجلى هذا بشكل خاص في ظل حالة عدم اليقين العالمية والإقليمية الناجمة عن الضغوط التضخمية، والتهديدات الأمريكية بإعادة فرض الرسوم الجمركية اعتبارًا من 9 يوليو، وتأثير التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
ستعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي اجتماعها الرابع لهذا العام الخميس المقبل. في اجتماعها الثالث في مايو، قررت اللجنة خفض أسعار الفائدة لليلة واحدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 24% و25% على التوالي. وكانت قد خفضت سعر الفائدة سابقًا بمقدار 225 نقطة أساس في أبريل، وهي المرة الأولى منذ نوفمبر 2020. ويرى الخبير المصرفي مصطفى بدرة أن البنك المركزي سيبقي على أسعار الفائدة دون تغيير على الأرجح في اجتماعه المقبل، خاصة في ظل الجهود المستمرة لكبح جماح التضخم الذي لا يزال مرتفعا.
كما توقع محمد حسن، المدير العام لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة مستقرة ويُنهي سياسة التيسير النقدي، على الرغم من أن سعر الفائدة الحقيقي أقل من 6%. ويهدف هذا إلى منح البنك المركزي فرصةً للتعافي مع تخفيف آثار الحرب الإسرائيلية الإيرانية وارتفاع أسعار النفط، لا سيما مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم وتوقعات ارتفاع أسعار البنزين مجددًا. ومع ذلك، يتوقع أن يُجري البنك المركزي تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة تتراوح بين 4% و5% في النصف الثاني من عام 2025.
وتوقع حسن أن يرتفع التضخم مجدداً بنسبة تتراوح بين 1 إلى 1.5 في المائة بسبب الحرب بين إيران وإسرائيل، خاصة أن أسعار الوقود من المتوقع أن ترتفع مجدداً خلال الفترة المقبلة.
في الشهر الماضي، شنّت إسرائيل هجومًا على منشآت نووية وعسكرية إيرانية، مما دفع طهران للرد بهجمات صاروخية على إسرائيل. كما تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع، بقصف منشآت نووية إيرانية رئيسية.
استمر معدل التضخم السنوي للجمهورية في الارتفاع للشهر الثالث على التوالي في مايو، ليصل إلى 16.5%، مقارنةً بـ 13.5% في أبريل. وذلك وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، التي أظهرت ارتفاعًا في معدل التضخم الشهري بنسبة 1.8% مقارنةً بأبريل 2025.
يعتقد مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في العربية أونلاين، أن الإبقاء على أسعار الفائدة قرار منطقي في ظل حالة عدم اليقين العالمية والإقليمية الراهنة، لا سيما فيما يتعلق بتطبيق رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية وتأثيرها العالمي. كما أبقت معظم البنوك العالمية، وأبرزها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أسعار الفائدة دون تغيير.
في 18 يونيو/حزيران، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير وسط توقعات بارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي، لكنه أشار مع ذلك إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة مرتين في عام 2025.
وأضاف الشافعي أن التضخم في مصر لا يزال مرتفعًا، لا سيما في ظل وجود عدة عوامل تُرجّح ارتفاعه، منها قرار وزارة المالية بتعديل ضريبة القيمة المضافة على بعض السلع والخدمات، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السجائر والمشروبات الكحولية. ولذلك، سيُبادر البنك المركزي إلى هدنة بعد التخفيضين السابقين.
يتوقع شفيع انخفاض معدلات التضخم مقارنةً بالشهر السابق، الذي امتصّ تأثير ارتفاع أسعار الوقود، ليتراوح بين 14 و15% في يونيو. ومع ذلك، يتوقع تعافي التضخم على المدى الطويل.
في أبريل الماضي، رفعت لجنة التسعير التلقائي للمشتقات النفطية أسعار البنزين والديزل بنسبة 15% للمرة الثانية خلال ستة أشهر. وكان ذلك جزءًا من خطتها لرفع دعم الوقود بنهاية العام.
تتفق نعمة الله شكري، رئيسة قسم الأبحاث في بنك إتش سي للاستثمار، مع هذا الرأي. وتتوقع أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة ثابتةً نظرًا للضغوط التضخمية، والأحداث السياسية الإقليمية، والتهديدات الأمريكية بإعادة فرض الرسوم الجمركية بدءًا من 9 يوليو. وتتوقع ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 16.6% في يونيو.
أشار هاني جنينة، كبير الاقتصاديين في كايرو كابيتال، إلى ضعف احتمال خفض أسعار الفائدة بنسبة 1% (20%). ويرى أن بقاء أسعار الفائدة دون تغيير هو الأرجح (80%)، لا سيما في ظل إجراءات تحفيز قطاع الطاقة المتوقع مراجعتها ضمن الموازنة الجديدة. ويتوقع جنينة أن يُوقف البنك المركزي رفع أسعار الفائدة ويُخفضها مجددًا بنسبة 2% في اجتماعه في أغسطس.
ويعتقد جنينة أن ارتفاع أسعار الغاز للمصانع والمنازل، وكذلك أسعار الكهرباء، يدعم التحرك نحو تجميد أسعار الفائدة، في حين أن انخفاض أسعار الدواجن والبيض والدولار قد يبرر خفض أسعار الفائدة بنسبة 1٪.
يتوقع الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح أن يُبقي البنك المركزي سعر الفائدة دون تغيير في ضوء التطورات الاقتصادية المحلية والدولية. كما يُشير إلى أن التضخم، الذي ارتفع إلى 16.8% في مايو، لا يزال يُمثل التحدي الأكبر. ومع الزيادات المتوقعة في أسعار الكهرباء والوقود بدءًا من يوليو، من المُرجح أن تزداد الضغوط التضخمية، مما يجعل خفض سعر الفائدة في هذا الوقت مخاطرة غير محسوبة. ويتوقع أبو الفتوح أن يُستأنف البنك المركزي دورة خفض سعر الفائدة في الربع الأخير من العام، شريطة أن تسمح بذلك مؤشرات مثل استقرار سعر الصرف وانخفاض أسعار النفط.
وأضاف أبو الفتوح أنه على الرغم من انحسار التوترات بين إيران وإسرائيل، لا يزال الوضع الإقليمي هشًا. لذا، يجب على البنك المركزي التحلي بالصبر وتجنب القرارات المتسرعة التي قد تُربك الأسواق، خاصةً إذا عادت أسعار النفط للارتفاع وأثرت على الجنيه المصري وميزان المدفوعات. وأوضح أنه على الرغم من تحسن بعض المؤشرات، مثل زيادة احتياطيات النقد الأجنبي، وانتعاش السياحة، وتحسّن تحويلات المصريين بالخارج، إلا أن التضخم المستورد لا يزال قائمًا. لذا، يجب على البنك المركزي الحفاظ على الاستقرار المالي ومناخ الاستثمار.
وأشار إلى أن الأسواق المالية تمر بمرحلة إعادة توازن عقب انخفاض متوسط عوائد سندات الخزانة الأمريكية من 31% إلى 24% و25% على التوالي. وبالتالي، سيوفر هذا الاستقرار فرصةً لالتقاط الأنفاس، ويسمح للسوق باستيعاب التخفيضات السابقة التي بلغت حوالي 3.25% منذ بداية العام، دون التسبب في مزيد من الاضطرابات.