أكاديمية الفنون تمهّد لإطلاق أول مهرجان لمسرح العرائس في مصر

منذ 4 ساعات
أكاديمية الفنون تمهّد لإطلاق أول مهرجان لمسرح العرائس في مصر

استضافت أكاديمية الفنون فعالية تفاعلية تحضيرًا لأول مهرجان مصري لمسرح العرائس. أُقيمت الفعالية في قلب الأكاديمية، برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هينو، وبتوجيه من الدكتورة غادة جبارة، رئيسة الأكاديمية.

افتتح اللقاء الدكتور حسام محسن، مستشار رئيس الأكاديمية ورئيس المهرجان، مستعرضًا مسيرة العمل الطويلة التي قطعناها، مؤكدًا أن هذا المشروع لم ينشأ من فراغ، بل هو ثمرة جهود المتحمسين الذين وضعوا أسس المهرجان ويواصلون بناءه حتى اليوم، ناظرين إلى الحلم والواقع.

وكان لافتاً أنه من خلال هذا المهرجان عادت أكاديمية الفنون هذه المؤسسة العريقة إلى الريادة وأكدت أنها ليست مجرد بيت للتعليم والتدريب بل حاضنة للأحلام وصانعة لمستقبل الفنون في مصر والمنطقة العربية.

أدار الفعالية الدكتور محمود فؤاد صدقي، المدير التنفيذي للمهرجان، الذي أعلن اختيار الممثلة والمخرجة مي محب نائبةً له. تجمع هذه الشراكة بين الرؤية الإدارية والخبرة الفنية، لترسم ملامح دورة أولى حافلة بالتنوع والجرأة.

حضر اللقاء عدد من الشخصيات التي ساهمت في تشكيل وعي فن العرائس، منهم الدكتور أسامة محمد علي، مدير مسرح القاهرة للعرائس وعضو اللجنة العليا للمهرجان، والدكتور محمد زعيمة، بالإضافة إلى نخبة من الفنانين المستقلين وموظفي القطاع العام. وقد اجتمعوا على رغبة مشتركة في إعادة فن العرائس إلى مكانته اللائقة، ليس فقط كشكل فني موجه للأطفال، بل أيضًا كطقس مسرحي نابض بالحياة، يخاطب الوعي ويحرك الخيال.

في مساهمةٍ مؤثرة، دعا الفنان ناصف عزمي، مؤسس فرقة “كوشا” والمشارك في تنظيم مهرجان شارلفيل الدولي، إلى عدم منح أي جوائز في الدورة الأولى للحفاظ على روح التجريب والحيادية. كما اقترح تصنيف العروض بدقة حسب الفئات العمرية، وتجنب ثنائية “الكبار/الشباب”. وذهب إلى أبعد من ذلك، داعيًا إلى إقامة المهرجان كل ثلاث سنوات لإتاحة الفرصة للفرق لتطوير تجارب فنية ناضجة. كما اقترح موعدًا استراتيجيًا، يُقام المهرجان مباشرةً بعد مهرجان شارلفيل في فرنسا، لجذب الفنانين المصريين وإضفاء بُعد دولي على المهرجان المصري.

دعا المخرج هشام علي، من جملة أمور، إلى انفتاح المهرجان على جميع أساليب وتقنيات العرائس. وأكد على ضرورة توفير ورش عمل لكتابة نصوص مسرحية متخصصة تُتيح مساحة أكبر من الحرية والابتكار في النصوص المسرحية. وأكد الفنان عبد الحميد حسني، أحد أركان مسرح القاهرة للعرائس، على أهمية الورش المتقدمة في الإضاءة والإخراج وتقنيات المسرح، مشددًا على ضرورة امتداد المهرجان إلى ما هو أبعد من قاعات الأكاديمية ليشمل المستشفيات والمتاحف والمواقع الأثرية، حيث تنبض العرائس بالحياة وتُحقق رسالتها السامية: إثارة الدهشة.

وتراوحت الاقتراحات بين إنشاء سوق فني لمنتجات الدمى، ودعوة شخصيات عامة ذات ظهور إعلامي وخبرة في هذا الفن، مثل أحمد حلمي، وشريف مدكور، وأحمد السقا، ومنى عبد الغني، ونهلة ياسين، ونجوى إبراهيم، ليكونوا سفراء للمهرجان، من أجل إعادة رونقه إلى الجمهور الذي لم ينس بعد سحر “البقلظ” و”كوكي” و”العم شاشكا”.

وأكد الفنانون أيضًا على أهمية متابعة العروض بشكل حي وليس عبر مقاطع الفيديو، إيمانًا منهم بأن العرض الحي ينقل طاقة الممثل وتفاعل الجمهور ونبض المسرح، وكل ذلك لا يمكن التقاطه بالكاميرا.

دعا الفنان حمادة طنجير من محافظة السويس إلى ألا يقتصر المهرجان على العاصمة، بل أن يتنقل بين المحافظات، كما هو الحال مع الدمى. واقترح الفنان اليمني صدام العدلة، الذي تلقى تدريبه الفني في مصر، عقد حلقات نقاش قصيرة لتبادل الخبرات في صناعة الدمى والرسوم المتحركة، وهي مهارات تُكتسب بالممارسة لا بالكلمات.

كما حضر الدكتور ياسر علام والدكتورة مريم الجزائري اللذان تطوعا للتوثيق الفني للمهرجان، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب منهم: هبة بسيوني، منال، يوسف مغاوري، شاكر سعيد، محمود الخلفاوي، رحمة محجوب، ابتهال مصطفى، مي عبد العزيز، وسارة شكري.


شارك