ارتفاع الطلب على الشقق السكنية بعد تعديلات قانون الإيجار القديم وسط ارتباك بالسوق العقاري

● الخبراء: ارتفاع الطلب مؤقت وتأثيره سيكون محدودا على المدى المتوسط. • وكلاء العقارات: ارتفاع الطلب على الوحدات السكنية بنسبة 30% بسبب مخاوف الإخلاء سعد: تأثير التغيرات الجديدة يختلف من منطقة لأخرى.
شهد سوق العقارات في القاهرة الكبرى ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على الوحدات السكنية، بنسبة وصلت إلى 30%، عقب موافقة مجلس النواب على تعديلات قانون الإيجار القديم. ويرى الخبراء أن هذه الزيادة مؤقتة، وأن تأثيرها سيكون محدودًا على المدى المتوسط.
– زيادة الطلب بسبب مخاوف الإخلاء
أفاد عدد من وكلاء العقارات في القاهرة الكبرى بارتفاع الطلب على الشقق مؤخرًا، بنسبة وصلت إلى 30% في بعض المناطق. ويعزون ذلك إلى مخاوف بعض المستأجرين من تعديلات قانون الإيجار القديم، مما دفعهم إلى البحث عن مساكن بديلة قبل إخلاء شققهم الحالية.
تأثير محدود في المدى المتوسط
في غضون ذلك، يرى العديد من الخبراء أن تعديلات قانون الإيجار القديم التي أقرها مجلس النواب لن يكون لها تأثير كبير على قطاع العقارات على المدى المتوسط والطويل، ويتوقعون حدوث توازن بين العرض والطلب على الوحدات السكنية خلال السنوات المقبلة.
الموافقة على التغييرات وتنظيم الموعد النهائي
أقرّ مجلس النواب، في جلسته العامة، يوم الأربعاء، تعديلات قانون الإيجار القديم. وجاءت هذه الموافقة عقب تعديل المادة الثامنة منه، التي تُنظّم توفير مساكن بديلة للمستأجرين المتضررين.
– 7 سنوات للوحدات السكنية و 5 سنوات للمشاريع التجارية
وبحسب المادة الثانية من القانون الجديد، فإن مستأجري الوحدات السكنية الخاضعة لأحكام هذا القانون لديهم مهلة سبع سنوات قبل إخلاء شققهم، في حين تبلغ فترة الانتقال بالنسبة للمباني التجارية خمس سنوات فقط قبل إمكانية الإخلاء.
التغييرات ممكنة فقط للعقود القديمة.
تجدر الإشارة إلى أن عقود الإيجار غير المحددة المدة المبرمة قبل نفاذ القانون المدني رقم 4 لسنة 1996 هي وحدها الخاضعة لأحكام القانون الجديد. ويدفع المستفيدون من هذه العقود مبالغ إيجارية لا تتجاوز بضعة جنيهات للمؤجر. أما العقود المبرمة بعد هذا التاريخ، فلا تخضع للتعديلات الجديدة.
– ساتوهي: مفاوضات إخلاء مبكرة وزيادة طفيفة في الأسعار
قال أشرف سطوحي، وكيل عقارات بمحافظة الجيزة، إن التعديلات الجديدة على قانون الإيجار القديم أحدثت اضطراباً في السوق المحلية، مشيراً إلى أن الطلب على الوحدات السكنية ارتفع بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30% خلال الفترة الحالية.
وأضاف سطوحي أن بعض المستأجرين القادرين على سداد ديونهم طلبوا من الملاك مبلغا من المال إذا أخلوا الشقق قبل نهاية المهلة المحددة بسبع سنوات.
وأشار إلى أن المستأجرين الذين يبرمون مثل هذه الاتفاقات يستخدمون المبلغ المدفوع من المالك والذي يتراوح بين 100 ألف إلى 200 ألف جنيه كدفعة أولى لوحدة أخرى ثم يسددون باقي الثمن على أقساط.
وأشار إلى أن الطلب المفاجئ أدى إلى ارتفاع طفيف في الأسعار تراوحت نسبته بين 3 و5% في بعض المناطق. ومع ذلك، يتوقع استقرار الأسعار قريبًا مع زيادة العرض بعد طرح بعض الشقق للبيع.
سليمان: الوحدات المغلقة ستزيد العرض رغم محدودية القدرة الشرائية.
صرح عادل سليمان، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات التسويق العقاري بمحافظة القليوبية، بأن سوق العقارات في بعض المناطق لن يتأثر بشكل كبير بالتغييرات الجديدة. وأوضح أن المستأجرين في تلك المناطق إما لا يستطيعون تحمل تكاليف سكن إضافي، أو ينتقلون إلى شقق أخرى في المناطق الجديدة ويخلون شققهم الحالية.
وأوضح أن القانون الجديد يلزم المستأجرين بإخلاء شققهم إذا ثبت عدم سكنهم فيها لأكثر من عام دون ترخيص.
وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الوحدات الخاضعة للضوابط شاغرة، ما سيزيد العرض.
وأضاف أن الطلب ارتفع بنحو 15%، إلا أن الأسعار المرتفعة تعرقل العديد من الصفقات.
– فوزي: القانون لن يؤثر على السوق لكنه سيضغط على الحكومة.
قال فتح الله فوزي، رئيس لجنة الإنشاءات بجمعية رواد الأعمال، إن القانون الجديد لن يؤثر على قطاع العقارات، لكنه سيزيد الضغوط على الحكومة.
وأوضح أن أكثر من 90% من الفئة المتأثرة بالتغييرات ليست من الفئة المستهدفة من شركات التطوير العقاري.
وأشار إلى أن حجم الاستفسارات عن الوحدات السكنية يصل إلى نحو مليون وحدة سنوياً، لكن 10% فقط من هذه الاستفسارات يمكن الحصول عليها من القطاع الخاص.
ويتوقع أن يعتمد غالبية السكان على الدعم الحكومي، الأمر الذي يتطلب تمويل الحكومة لسوق العقارات أو توفير وحدات سكنية بديلة.
سعد: التأثيرات تختلف حسب القدرة المالية للمناطق.
ويرى أسامة سعد المدير التنفيذي لغرفة تطوير العقارات أن تأثير التغييرات الجديدة سيختلف حسب المنطقة وسيعتمد على قدرة المستأجرين الحاليين على الدفع.
وأضاف أن التأثير على القطاع العقاري ككل سيكون محدوداً، إذ إن زيادة الطلب من بعض المستأجرين ستقابلها زيادة العرض نتيجة العقارات الشاغرة، وبالتالي خلق حالة من التوازن.
فكري: إنهاء عقود الإيجار القديمة سيعيد التوازن لسوق الإيجار.
واتفق معه علاء فكري، نائب رئيس لجنة التطوير العقاري بجمعية رجال الأعمال المصريين، مؤكداً أن انتهاء العمل بقانون الإيجار القديم من شأنه إعادة التوازن إلى سوق الإيجار.
وقال إن القانون من شأنه أن يساعد أصحاب المنازل المرهونة على الاستثمار في المنازل المرهونة، ويمكن أن يساعد في استقرار الأسعار أو خفضها، وسوف يشجعهم على الاحتفاظ بالعقارات.
وعلى بُعد 120 كيلومترًا فقط من القاهرة في صعيد مصر، أفاد وكيل عقارات في محافظة بني سويف أنه لاحظ زيادة ملحوظة في إقبال العملاء على شراء الوحدات السكنية خلال الأسبوع الماضي. ويخشى هؤلاء ارتفاع أسعار المساكن خلال السنوات السبع المقبلة، حيث من المرجح أن يضطروا إلى إخلاء منازلهم الحالية.