حماس تدرس مقترح هدنة وسط استمرار غارات الاحتلال

في الوقت الذي كانت تدور فيه أحاديث عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تعرضت مدرسة تؤوي نازحين للقصف في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس، ما أسفر عن سقوط ضحايا، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي على تفاصيل ما حدث في المدرسة.
أعلنت هيئة الدفاع المدني في قطاع غزة، مقتل 47 فلسطينياً على الأقل في غارات وقصف إسرائيلي، اليوم الأربعاء.
وأفادت إدارة الدفاع المدني بسقوط ستة شهداء وعدد من الإصابات في قصف إسرائيلي استهدف خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس قبل منتصف الليل.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عصر الأربعاء، عن استشهاد 142 مواطناً خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم 39 مستفيداً من المساعدات.
حماس “تناقش” المقترحات التي تلقتها من الوسطاء
أعلنت حماس، الأربعاء، أنها تناقش مقترحات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تلقتها من وسطاء. وقبل ذلك بيوم، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن إسرائيل تدعم وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا في القطاع الممزق بالحرب.
وقال القيادي في حركة حماس طاهر النونو لوكالة فرانس برس إن الحركة “جادة ومستعدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاقية تبادل الأسرى”.
وأضاف النونو أن المفاوضين “مستعدون للموافقة على أي مقترح إذا أدى إلى وقف الحرب، أي وقف إطلاق نار دائم وانسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة”.
وأضافت الحركة في بيان أنها “تتحرك بمسؤولية كبيرة وتجري مشاورات وطنية لبحث المقترحات التي وصلتنا من أشقائنا الوسطاء، بهدف الوصول إلى اتفاق يضمن وقف العدوان وتحقيق فك الارتباط وتقديم المساعدات العاجلة لشعبنا في قطاع غزة”.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء إن إسرائيل “وافقت على الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما مع حماس في قطاع غزة” و”سنعمل مع جميع الأطراف خلال ذلك الوقت لإنهاء الحرب”.
وأشار ترامب إلى أن القاهرة والدوحة ستعملان على الانتهاء من المقترح.
وأضاف: “آمل من أجل الشرق الأوسط أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن بل سيزداد سوءا”.
وقال مصدر مطلع لوكالة فرانس برس إن الاقتراح الجديد يتضمن “وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وإطلاق حماس سراح نصف السجناء الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في قطاع غزة مقابل إطلاق إسرائيل سراح عدد من السجناء والمعتقلين الفلسطينيين”.
لكن مصدرا آخر أشار إلى “عقبة كبيرة” في آلية توزيع المساعدات الحالية، والتي وصفها بأنها “معيبة للغاية”.
نتنياهو: “لن تكون هناك حماس”
في أول تصريح علني له منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء “بالقضاء” على حماس.
وقال خلال اجتماع: “لن تكون هناك حماس. لن تكون هناك حماستان. لن نعود إلى هناك. لقد انتهى الأمر”.
في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في منشور على حسابه في موقع X، إنه لا ينبغي تفويت فرصة التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
قال ساعر: “الغالبية العظمى من الشعب والحكومة تؤيد اتفاقًا يُفضي إلى إطلاق سراح الرهائن. هذه الفرصة، إن وُجدت، لا يجب تفويتها”.
وفي تصريحٍ لاحق، أضاف أن هناك “مؤشراتٍ إيجابية” تُشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة. وأكد أن إسرائيل مستعدة لبدء “محادثات غير مباشرة” مع حماس في أقرب وقتٍ ممكن.
ودعا زعيم المعارضة السابق يائير لابيد، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر حسابه على تويتر، إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.
قال لبيد: “يا نتنياهو، لكي تعارض نواب بن جفير وسموتريتش الثلاثة عشر، فإن نوابي الثلاثة والعشرون هم بمثابة شبكة أمان لصفقة الرهائن. يجب أن نعيدهم جميعًا إلى منازلهم الآن”.
وأشار لبيد إلى أن وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش يعتزمان العمل معا داخل الائتلاف الحاكم لمنع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب ما ذكرته القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، الأربعاء.
“وجدت مروان وزوجته وبناته شهداء.”
نعت وزارة الصحة الدكتور مروان سلطان مدير المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، والذي استشهد مع عدد من أفراد عائلته إثر قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنزله في مدينة غزة.
وأكدت الدفاع المدني استشهاد سلطان وأفراد عائلته “في قصف إسرائيلي على منزله في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة”.
قال أحد أقاربهم، أحمد السلطان: “سمعتُ دوي الانفجار فدخلتُ الشقة. وجدتُ مروان وزوجته وبناته وصهره محمد، جميعهم مقتولين”.
نجت إحدى بنات الدكتور سلطان، لبنى سلطان، ونعت والدها في المستشفى. وقالت لوكالة فرانس برس: “لقد كرّس حياته كلها للطب والكفاح لعلاج المرضى. لا مبرر لاستشهاده”.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “نفذ هجوما على مسؤول كبير في منظمة حماس الإرهابية في منطقة مدينة غزة”.
وقال إنه يحقق في “الادعاء بأن الهجوم أسفر عن إصابة مدنيين أبرياء”.
من جانبه، قال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية: “وصل الشهيد الدكتور مروان السلطان إلى المستشفى برفقة زوجته وعدد من أفراد عائلته، وكان وجهه مفقوداً، وبالكاد تمكنا من التعرف عليه”.
ووصفت وزارة الصحة الحادثة بـ”الجريمة البشعة”، وأكدت أن “أي جريمة بحق العاملين في المجال الطبي والإنساني تؤكد المنهجية الدموية والنية المتعمدة لمهاجمتهم بشكل مباشر ومحدد”.
من جانبها، أدانت حركة حماس “الجريمة المروعة” و”جريمة الحرب”.
وكان سلطان اعتقل أكثر من مرة في المستشفى الإندونيسي الذي حاصره جيش الاحتلال الإسرائيلي مراراً خلال الحرب الدائرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن يتم تسريحه من الخدمة.
وفي حادث متصل، قتل تسعة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال وأصيب آخرون مساء الأربعاء عندما سقطت قنبلة على تجمع للمدنيين في مخيم النصيرات الجديد للاجئين وسط قطاع غزة.
قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، عدة خيام للنازحين في منطقة المواصي بخان يونس.
وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ ساعات الصباح الأولى إلى 80 شهيداً، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وتزامن ذلك مع استمرار نزوح عشرات الآلاف من منازلهم نتيجة القصف العنيف على خان يونس ومدينة جباليا شمال القطاع.