الإيجار القديم.. نائبان يطالبان باستثناء المستأجر الأصلي وزوجته من الإخلاء.. والحكومة ترفض: يؤدى لاستمرار المشكلة

أقرّ مجلس النواب المادة الثانية من قانون الإيجار القديم. وتنص هذه المادة على أن عقود إيجار الأماكن الخاضعة لأحكام هذا القانون لأغراض السكن تنتهي بعد سبع سنوات من تاريخ نفاذه. وتنتهي عقود إيجار الأماكن للأشخاص الطبيعيين لأغراض غير السكن بعد خمس سنوات من تاريخ نفاذه، ما لم يُتفق على إنهائها قبل ذلك التاريخ.
جاءت الموافقة بعد رفض مجلس النواب جميع التعديلات لحذف البند أو تمديد الفترة الانتقالية. كما رفض المجلس تعديلاً كان من شأنه إعفاء المستأجر الأصلي وزوجته وأبنائه من هذا البند.
بعد التصويت، أعلن نواب المعارضة انسحابهم من المجلس. وقال رئيس مجلس النواب: “هذا حقكم”، لكنه أكد في الوقت نفسه أن “التصويت قد أُجري”.
قدّم النائبان أحمد الشرقاوي وضياء الدين داود التعديل خلال مناقشة مشروع القانون في الجلسة العامة اليوم. رفضه النواب، وأصرّت الحكومة على الصيغة الحالية.
صرّح محمود فوزي، وزير العدل وعضو مجلس النواب، بأن هذا المقترح كان أحد البدائل، إلا أن الحكومة لا تزال ملتزمة بالنص. وأضاف: “لدى الحكومة بديل آخر، ستطرحه خلال مناقشة المادة 8”.
استعرض الشرقاوي التعديل ومبرراته، واقترح إضافة “جملة في بداية المادة تُعفي المستأجر الأصلي وزوجته وأبنائه”. وأشار إلى أن التعديل يهدف إلى إعفاء المستأجر وزوجته أو زوجها وأبنائه من الجيل الأول من الإخلاء بعد سبع سنوات وخمس سنوات على التوالي. وأكد أن الاحتياجات الاجتماعية التي وردت في حكم المحكمة الدستورية لعام ٢٠٠٢ لا تزال قائمة. وأشد هذه الاحتياجات الاجتماعية قسوةً هي نقص السكن الملائم، مما دفع المشرع إلى تمديد عقود الإيجار.
وتساءل: “ما هي الأسعار الحالية للإيجارات المؤقتة؟ وما حدودها؟”، وتابع: “آلاف الجنيهات، ومع كل تجديد بعد سنتين أو ثلاث سنوات، تتضاعف القيمة الإيجارية. لم يتدخل المشرعون للحد من هذه الظاهرة، ولم توفر الحكومة وحدات كافية في سوق العقارات، التي تُعرض بأسعار باهظة”.
قال النائب ضياء الدين داود: “نعلن أمام الله والشعب أننا حاولنا وبذلنا قصارى جهدنا، لكننا فشلنا”. وأضاف: “أقسمنا بالله أن أي إعلان أو تغيير نتخذه سيكون باسم الله، وسيكون جهدًا ملتزمًا بقسمنا لإحياء هذا الوطن”.
فيما يتعلق بإشارة الحكومة إلى حكم عوض المر، رئيس المحكمة الدستورية العليا، قال: “صدق المر، وكذبت الحكومة”. وأشار إلى أن الحكومة تحدثت عن انتهاء حالة الطوارئ التي استلزمت تطبيق قوانين الإيجار الموسع، وفي الوقت نفسه قدمت مبررات لحالات طوارئ مثل أوكرانيا، وغزة، وسلاسل التوريد، وجائحة كوفيد-19. وأدان ما وصفه بالهجوم على الشعب المصري.
وقال داود: “لن نشرك بالله أحدًا بالخضوع لأمور لا يمكن تحقيقها. أطالب بوضع هذا الأمر تحت إشراف مجلس النواب للحفاظ على هذا البلد”.
شكر وزير شؤون مجلس النواب، المستشار محمود فوزي، النائبين، وقال: “هذا بديل، ولكنه ليس الوحيد. فقد رأت المحكمة أن التمديد القانوني لمدة العقد لا يتجاوز نطاق اللوائح القانونية. التمديد هو الاستثناء وليس القاعدة. القاعدة هي حرية التعاقد”.
وختم قائلاً: “البديل المقترح ممكن، لكن الحكومة لديها بديل آخر في المادة الثامنة، وإعفاء المستأجر الأصلي سيؤدي إلى استمرار الإعفاء، وبالتالي استمرار المشكلة”.