الأزهر العالمي للفتوى لـ«الشروق»: بروتوكول التعاون مع وزارة الشباب خطوة وطنية مهمة لبناء جيل واع

الحديدي: عامان من العمل المشترك بين الأزهر ووزارة الشباب والرياضة لتنفيذ برامج التوعية والتأهيل النفسي والأسري.
أكد الدكتور أسامة هاشم الحديدي مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن بروتوكول التعاون الموقع بين وزارة الشباب والرياضة والمؤسسات الدينية يمثل خطوة وطنية مهمة نحو بناء جيل واعي ومجتمع متضامن، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه مجتمع اليوم.
وأكد أن الاستثمار الحقيقي في طاقات الشباب أصبح ضرورة ملحة، فهم عماد الوطن وركيزته الأساسية لمستقبله.
وفي تصريحه لصحيفة الشروق، أشار إلى أن البروتوكول يعكس اهتمام السلطة التنفيذية، ممثلةً بوزارة الشباب والرياضة، والمؤسسات الدينية، ممثلةً بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بالشباب والأسرة المصرية. ويؤسس لتعاون سيتم تعزيزه من خلال برامج ودورات خاصة للتأهيل للزواج، والدعم النفسي والإرشاد الأسري، والتوعية المجتمعية. كما سيتم توفير وحدة “بيان” لاستشراف الفكر العلماني.
وأوضح أن مدة الاتفاقية سنتان قابلة للتجديد تلقائيًا. كما سيتم تشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين عن الطرفين لمتابعة تنفيذ البروتوكول، ووضع الخطط العلمية، وتذليل العقبات. وستعمل اللجنة من خلال مشرفين ومنسقين وفريق علمي متخصص.
وأعلن الحديدي أن البروتوكول سيتضمن إنتاج مواد سينمائية وورش عمل توعوية حول أهم القضايا التي تواجه الشباب، مثل الإدمان والانتحار والشائعات والتطرف والانحرافات الفكرية وغيرها من الظواهر التي تهدد أمن المجتمع.
وأكد أن هذا التعاون يأتي استجابةً لرؤية الدولة المصرية في بناء مجتمع قوي ومتماسك ومنتج. وأشار إلى أن تكامل مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية في هذا السياق يُمثل ركيزةً أساسيةً للاستقرار الأسري والاجتماعي، ويُسهم في تعزيز ثقافة الوقاية والتماسك الوطني.
واعتبر توقيع البروتوكول نموذجًا للتكامل المؤسسي البناء بين الدولة والمؤسسات الدينية، الهادف إلى صون القيم، ورفع الوعي، ودعم الأسرة والمجتمع. وأكد أن هذه المبادرة ستسهم في بناء شباب مصري متزن نفسيًا، قوي البنية، سليم فكريًا وأخلاقيًا، وقادر على المساهمة في بناء الوطن وحمايته.
واختتم مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية كلمته مؤكدًا أن هذا البروتوكول يمثل خطوة استراتيجية نحو بناء جيل قيمي، واعي، متمكن من أدوات العصر، في إطار شراكة فاعلة بين مؤسسات الدولة. وهو ما يعكس التزام القيادة المصرية بالاستثمار في رأس المال البشري والحفاظ على هوية مصر الوطنية والدينية.
جدير بالذكر أن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ووزارة الشباب والرياضة وقّعا بروتوكول تعاون لدعم الشباب والأسرة المصرية. وسيركز الطرفان على تنفيذ برامج للتأهيل للزواج في جميع محافظات الجمهورية، وإطلاق مبادرات توعوية في إطار مشروع “قرى من أجل حياة كريمة”، وإنشاء منصة إلكترونية للاستشارات الأسرية لمعالجة القضايا الدينية والنفسية. كما سيتم تنظيم ندوات مشتركة حول قضايا الشباب بمشاركة أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وخبراء من وزارة الشباب والرياضة في برنامج “فن الحياة”.