ترامب يزور معتقل “ألكاتراز التماسيح” في فلوريدا: فرصة نجاتكم 1%
يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياساته المناهضة للهجرة، وزار مركز احتجاز جديد للمهاجرين غير الشرعيين بتكليف منه. يقع هذا المركز في موقع مطار مهجور في أعماق إيفرجليدز بولاية فلوريدا، وقد أُطلق عليه اسم “ألكاتراز التماسيح” نظرًا لعزلته الشديدة والمخاطر الطبيعية المرتبطة به.
رافق ترامب في جولته حاكم فلوريدا اليميني رون ديسانتيس ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم. جالا في المخيم المؤقت، الذي شُيّد على عجل في ثمانية أيام فقط. يتألف من صفوف من الأسِرّة في خيام محاطة بأسلاك شائكة وأسوار معدنية، وسط بيئة طبيعية تزخر بالتماسيح والثعابين البورمية.
رغم الانتقادات والاحتجاجات الواسعة التي اندلعت خلال زيارة ترامب للسجن، بدا الرئيس الأمريكي غير مكترث بالظروف القاسية التي قد يواجهها المهاجرون هناك. وقال مبتسمًا للصحفيين: “قد يكون هذا أفضل من سجن ألكاتراز الحقيقي. قد يكون مثيرًا للجدل بعض الشيء، لكنني لا أكترث”. وأضاف مازحًا: “سنعلمهم كيفية الهروب من تمساح. لا تركضوا بشكل مستقيم، بل بشكل متعرج. قد لا تتجاوز نسبة نجاتكم واحدًا بالمائة!”
سجن الحياة البرية المحصن
يتسع المركز لحوالي 5000 نزيل، ويضم أكثر من 8500 متر من الأسلاك الشائكة، وحوالي 200 كاميرا مراقبة، وأكثر من 400 حارس أمن، ومرفقًا مكيفًا يعمل على مدار الساعة. ومن المقرر وصول أول دفعة من النزلاء إلى السجن ابتداءً من يوم الأربعاء.
اختير مطار ديد-كولير المهجور موقعًا للسجن. يعود تاريخه إلى مشروع لم يُكتمل في ستينيات القرن الماضي لبناء أكبر مطار في العالم. ومع ذلك، توقف العمل في الموقع بعد تحذيرات بيئية من تدمير النظام البيئي في جنوب فلوريدا. واليوم، يُعد الموقع رمزًا لسياسات ترامب المتشددة في مجال الهجرة.
خلال الجولة، قال ديسانتيس: “يمكن تكرار هذا النموذج في ولايات أخرى… سيختار العديد من الأشخاص الترحيل الطوعي بدلاً من الانتهاء في سجن ألكاتراز المليء بالتماسيح”.
رسائل تهديد خفية للمهاجرين
في مؤتمر صحفي عُقد خلال الزيارة، وجّهت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم رسالة مباشرة للمهاجرين غير الشرعيين الذين قد يراقبون الوضع: “لا يزال بإمكانكم تحديد هويتكم والعودة بشكل قانوني لاحقًا. إن لم تفعلوا، فقد ينتهي بكم المطاف هنا دون أي فرصة للعودة أبدًا”.
وأكدت نويم أيضًا أن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) ستقدم مساهمة كبيرة لتمويل المركز الجديد من خلال برنامج المأوى والخدمات، الذي أقره الكونجرس لدعم مناطق استقبال المهاجرين.
سخرت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، من موقع مركز الاحتجاز قائلةً: “لا يوجد سوى طريق واحد للدخول، والطريق الوحيد للخروج هو رحلة ذهاب فقط”. وأضاف ديسانتيس ساخرًا: “الإجراءات الأمنية هنا مذهلة، عادية وغير عادية. أتحداكم أن تصلوا إلى المدينة التالية إذا تمكنتم من الفرار من التماسيح أولًا”.
احتجاجات وانتقادات واسعة النطاق
لم تخلُ زيارة ترامب من احتجاجات على سياساته المتعلقة بالهجرة. فقد تجمع مئات النشطاء والمدافعين عن حقوق المهاجرين خارج المنشأة، وأدانوا “عدم إنسانية” عزل المعتقلين في بيئة معادية وخطيرة. ووصفت المنظمات البيئية المشروع بأنه “تهديد للنظام البيئي الهش” في مستنقع بيج سايبرس.
ووصف عضو الكونجرس السابق ديفيد جولي، الذي يترشح لمنصب حاكم ولاية فلوريدا، المشروع بأنه “خدعة سياسية قاسية” ودعا إلى وقفه على الفور.
من جانبها، رفعت جماعات حماية البيئة دعوى قضائية الأسبوع الماضي لمنع افتتاح المركز حتى يخضع لمراجعة بيئية شاملة، كما يقتضي القانون الفيدرالي.
جاءت زيارة ترامب بعد أسابيع من إعلان إدارته عن هدفها المتمثل في إلقاء القبض على 3000 مهاجر يوميًا على مستوى البلاد، في إطار حملتها للحد من الهجرة غير الشرعية. وبينما تؤكد التصريحات الرسمية استهداف المهاجرين ذوي السجلات الجنائية، تشير بيانات إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) إلى زيادة في إلقاء القبض على المهاجرين الذين ليس لديهم سجلات جنائية.
