مصر وعُمان: لا لتهجير الفلسطينيين.. وندعم الحلول الدبلوماسية للملف النووي الإيراني

استقبل وزير الخارجية بدر عبد العاطي، يوم الثلاثاء، نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي. وعقد الجانبان اجتماعًا ثنائيًا. وعُقد لاحقًا الاجتماع السادس عشر للجنة المصرية العمانية المشتركة، بحضور وزير العمل محمد جبران.
وقال السفير تميم خلف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن عبد العاطي ثمن العلاقات الأخوية المتميزة بين مصر وسلطنة عمان، وأشاد بحكمة وتوازن السياسة الخارجية العمانية.
وأعرب عبد العاطي عن رغبته في تعزيز كافة جوانب العلاقات الثنائية، والعمل على زيادة معدلات التبادل التجاري، وزيادة حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين، واستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في عدد من القطاعات الاقتصادية في البلدين، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأخيه السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان.
كما تطلع عبد العاطي إلى تفعيل المجلس الاقتصادي المشترك بين البلدين لتكثيف التعاون في مختلف القطاعات. وأكد استعداد الشركات المصرية للمشاركة في مشاريع التنمية بسلطنة عمان، لا سيما المشاريع المخطط لها في إطار خطة الاستثمار الأجنبي المعلن عنها في إطار رؤية 2040.
وأعرب وزير الخارجية عن تطلع مصر إلى تحقيق نقلة نوعية في مسيرة التكامل الاقتصادي المصري العماني، خاصة في مجالات التجارة والصناعة، والطاقة الجديدة والمتجددة وخاصة الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، والنقل واللوجستيات، والاتصالات والتكنولوجيا والمعلومات والتحول الرقمي، والصحة والزراعة والتعليم.
وأكد أيضاً ضرورة تعزيز التعاون بين هيئة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في مجالات النقل البحري والتخزين اللوجستي، وكذلك الربط البحري بين ميناء الدقم والموانئ المصرية، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين ويساهم في تعزيز التعاون المشترك.
وفيما يتعلق بالترشيحات الدولية، أشاد عبد العاطي بدعم سلطنة عمان للترشيحات المصرية في المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية، ومن بينها ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام اليونسكو.
كما أشاد وزير العمل محمد جبران بدعم الجالية المصرية في السلطنة، مؤكدًا التزامها بدعم مسيرة التنمية في السلطنة. وأعرب عن رغبة مصر في توسيع آفاق التعاون بين الجانبين في مجال التدريب المهني، وتعزيز التعاون بين وزارتي العمل في البلدين.
في غضون ذلك، ناقش الجانبان مجموعة من القضايا الإقليمية، بما في ذلك تطورات الأوضاع في قطاع غزة. وأكد عبد العاطي على ضرورة استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى، وضمان توفير المساعدات الإنسانية والطبية وغيرها. كما استعرض استعدادات مصر لاستضافة المؤتمر الدولي للإنعاش المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأكد الوزيران رفضهما التام لطرد الفلسطينيين من أرضهم، والتزامهما بتكثيف الجهود المشتركة لحشد الدعم الدولي للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة ودعم حل الدولتين.
كما أكد الوزيران على أهمية تعزيز وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وإعطاء الأولوية للحلول الدبلوماسية للقضية النووية الإيرانية. وهذا من شأنه أن يُسهم في تهدئة التوترات، وتخفيف حدتها، وضمان الأمن والاستقرار الإقليميين. وناقش الوزيران أيضًا التطورات في اليمن وسوريا والسودان والقرن الأفريقي. وعكست المحادثات تقاربًا في وجهات النظر بين مصر وسلطنة عمان بشأن القضايا الإقليمية.
من جانبه، نقل البوسعيدي تحيات السلطان هيثم بن طارق إلى أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأشاد الوزير العماني بالعلاقات الوثيقة بين مصر وسلطنة عمان، وبالشراكة متعددة الجوانب بين البلدين في مجالات التجارة والثقافة والتعليم والشباب والرياضة. كما أكد دعم عُمان لملف المياه في مصر.
وفي ختام أعمال اللجنة تم التوقيع على سبع مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين الجانبين في مجالات العمل والثروة المعدنية وتشجيع الاستثمار والتعاون الإعلامي والأمن الغذائي والمؤسسات والشؤون الدينية.