واشنطن تتجسس على طهران بعد الضربة النووية.. ماذا كشفت المكالمات السرية؟

منذ 4 ساعات
واشنطن تتجسس على طهران بعد الضربة النووية.. ماذا كشفت المكالمات السرية؟

واشنطن تعترض مكالمات إيرانية

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن أربعة مصادر مطلعة قولها إن المكالمة الهاتفية بين كبار المسؤولين الإيرانيين أثارت أيضا تساؤلا حول سبب محدودية التأثير على الرغم من التوقعات السابقة بحدوث دمار واسع النطاق.

في المقابل، أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب صحة الاتصالات التي تم اعتراضها، لكنها شككت في التقييم الإيراني، واعتبرته غير دقيق.

وصفت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، تسريبات الصحيفة بأنها مساعدة للأنشطة الإجرامية، قائلةً: “من المخجل أن تساعد الصحافة المجرمين بنشر تسريبات منزوعة السياق”. وأضافت أن المسؤولين الإيرانيين لا يستطيعون معرفة ما يحدث تحت مئات الأمتار من الأنقاض.

صورة 1

وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، شملت الهجمات الأمريكية قنابل خارقة للتحصينات وزنها 14.5 طنًا وصواريخ توماهوك. استهدفت الهجمات منشآت فوردو ونطنز وأصفهان. ورغم تسجيل انفجارات هائلة، أشارت التقارير إلى نجاة بعض المباني تحت الأرض، وأن إيران ربما نقلت كميات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الهجوم.

تصريحات متضاربة من المسؤولين

وفي حين أصر ترامب في تغريدة على موقع “تروث سوشيال” على أن العملية “قضت تماما على البرنامج النووي”، أشار مسؤولون في البنتاغون والمخابرات إلى أن التقييم الكامل للأضرار لا يزال جاريا، وسط تقارير أولية تفيد بأن بعض أجهزة الطرد المركزي الإيرانية نجت من الهجوم.

وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جون راتكليف أمام الكونجرس في مؤتمر صحفي مغلق إن منشآت تحويل المعادن التابعة للبرنامج النووي الإيراني “دمرت بالكامل”، مضيفا أن إعادة بنائها قد تستغرق سنوات.

الانقسام داخل الكونجرس

أثارت الضربة تصعيدًا حادًا في الكونغرس الأمريكي. صرّح السيناتور الديمقراطي كريس مورفي بأن الرئيس ترامب ضلل الرأي العام وفشل في إيقاف البرنامج تمامًا. وأقرّ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أحد أقرب حلفاء ترامب، بالضرر الهائل، لكنه حذّر من أن البرنامج لا يزال غير قابل للإصلاح.

صورة 2

وفي هذا السياق، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” أن البرنامج النووي الإيراني تعرض لأضرار جسيمة، لكنه أشار إلى أن “بعض المنشآت لا تزال قائمة”.

هل تضاءلت فرص الحل الدبلوماسي؟

فيما يتعلق بالجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى تسوية، يعتقد المراقبون أن الهجمات قد تقضي على أي فرصة للتوصل إلى حل دبلوماسي دائم. وهناك مخاوف من أن تُسرّع إيران برنامجها النووي كرادع.

ردّ ترامب بأن الولايات المتحدة مستعدة للقاء الجانب الإيراني للتفاوض. إلا أن طهران نفت نيتها عقد لقاء، وأكدت أن الهجوم لم يكن بلا جدوى. وتُقيّم حاليًا الأضرار وتُعيد هيكلة البرنامج بناءً على بيانات جديدة.

رغم ادعاء واشنطن أن العملية وجهت ضربة قاصمة لقدرة إيران على امتلاك الأسلحة النووية، إلا أن الاتصالات الإيرانية التي تم اعتراضها، وتقارير الاستخبارات، والتحليلات الدولية، والتصريحات الإيرانية، وحتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ترسم صورة أكثر تعقيدًا. وهذا يعكس فجوة بين الرواية السياسية الناجحة التي يروّج لها ترامب والبيت الأبيض، والواقع على الأرض، الذي يوحي بعكس ذلك.


شارك