قائد الدفاع الجوي في الذكرى الـ55 لتأسيسها: حائط الصواريخ كان اللبنة الأولى في نصر أكتوبر

منذ 5 ساعات
قائد الدفاع الجوي في الذكرى الـ55 لتأسيسها: حائط الصواريخ كان اللبنة الأولى في نصر أكتوبر

قال الفريق ياسر التودي، قائد قوات الدفاع الجوي، إن القوات المسلحة تحتفل اليوم بالذكرى الخامسة والخمسين لتأسيسها تحت شعار “الوفاء والتضحية”. إنها مناسبة وطنية خالدة تُخلّد بطولات قوات الدفاع الجوي، الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن، وسطروا صفحةً زاهية في تاريخ المجد والفخر دفاعًا عن سيادة مصر وكرامة شعبها.

استعرض الفريق الركن ياسر التودي خلال مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى الـ55 لتأسيس قوات الدفاع الجوي، المحطات التاريخية المهمة والتحديات الراهنة وخطط التطوير المستقبلية، مؤكداً أن قوات الدفاع الجوي ستظل دائماً درع الوطن المنيع وحصنه الحصين في وجه العدوان.

وأكد قائد قوات الدفاع الجوي أن جدار الصواريخ كان حجر الزاوية في النصر في حرب أكتوبر، مضيفاً أن قوات الدفاع الجوي تحتفل في 30 يونيو 1970 بالذكرى الـ55 لإنشاء جدار الصواريخ والذي تم إعلانه عيداً لقوات الدفاع الجوي لتظل قواتنا المسلحة الدرع المنيع في سماء مصر.

وأضاف قائد الدفاع الجوي أن القيادة السياسية والقيادة العليا للقوات المسلحة توليان اهتماماً بالغاً بدعم قوات الدفاع الجوي بتزويدها بأحدث المنظومات من استطلاع وإنذار وعناصر فعالة وتطوير مراكز القيادة والسيطرة لتمكين قوات الدفاع الجوي من مواجهة كافة التهديدات والتحديات الحديثة.

وأوضح قائد قوات الدفاع الجوي أن هناك صراعا دائما ومستمرا بين منظومات الدفاع الجوي والقوات الجوية، يتمثل في عمليات القتال الجوي الحديثة، والتي لم تعد تقتصر على الطائرات المقاتلة، بل تشمل أيضا أسلحة الهجوم الجوي الحديثة المسلحة بالطائرات.

30 يونيو. يوم النصر والتأسيس

أوضح الفريق الركن التودي أن اختيار يوم 30 يونيو يومًا للدفاع الجوي جاء نتيجةً لإسقاط اثنتي عشرة طائرة فانتوم وسكاي هوك إسرائيلية بنجاح عام 1970، وهو ما عُرف لاحقًا بـ”أسبوع إسقاط الفانتوم”. وقد بشّر هذا الحدث بولادة القوة الرابعة في القوات المسلحة في ظل ظروف قتالية واستراتيجية بالغة التعقيد.

– جدار الصواريخ… بناء ملحمي تحت النار

فيما يتعلق بمصطلح “جدار الصواريخ”، أكد قائد القوات المسلحة أن هذا الجدار لم يكن مجرد تشكيل هندسي أو عملية ميدانية، بل كان عملاً بطولياً شارك فيه عناصر من الدفاع الجوي والمهندسون العسكريون والمدنيون. نجحوا في إقامة تحصينات أمامية تحت نيران العدو، وفق خطة مدروسة تعتمد على التقدم التدريجي، مع حماية من نيران العدو من الخلف. هذا ما دفع إسرائيل إلى تبني مبادرة روجرز في أغسطس/آب 1970.

الدفاع الجوي في حرب أكتوبر… وتدمير الأسطورة

صرح الفريق التودي أن قوات الدفاع الجوي لعبت دورًا حاسمًا في تحييد الذراع الطويلة لإسرائيل خلال حرب أكتوبر 1973. فقد نجحت في تأمين عمليات العبور الجوي، وإسقاط أكثر من 326 طائرة معادية، وأسر 22 طيارًا، رغم امتلاك العدو لطائرات حديثة آنذاك، مثل الفانتوم والميراج والسكاي هوك. مما أجبر إسرائيل على الاعتراف بفشلها في اختراق شبكة الصواريخ المصرية.

– نظام متعدد الطبقات ومتكامل

وأشار قائد قوات الدفاع الجوي إلى أن المنظومة المصرية تعد من أكثر منظومات الدفاع الجوي تعقيداً وكفاءة في العالم، حيث تتكون من رادارات الإنذار المبكر والمراقبة الجوية البصرية ومنصات الصواريخ والمدفعية (م/ت) مختلفة المدى، ويتم التحكم فيها جميعاً من خلال مراكز قيادة وسيطرة على أعلى مستوى، بالتكامل مع القوات الجوية والبحرية والحرب الإلكترونية.

التحديات الحديثة وتكتيكات المواجهة الذكية

أكد الفريق التودي أن أبرز التحديات التي تواجه الدفاع الجوي في الحروب الحديثة تتمثل في تطور الذكاء الاصطناعي في منظومات الأسلحة، والاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة والصواريخ الأسرع من الصوت، والهجمات السيبرانية. وأوضح أن القوات المسلحة المصرية تعمل على مواجهة هذه التحديات من خلال تطوير منظوماتها الدفاعية بشكل أكبر، واستخدام أساليب تكتيكية غير تقليدية.

– الإنسان أولاً…المقاتل هو حجر الأساس

وأكد التودي أن المقاتل الفرد هو الركيزة الأساسية في منظومة الدفاع الجوي، مشيراً إلى خطتين رئيسيتين: الأولى التحول الفكري والعقلي والنفسي لشخصية المقاتل، والثانية تطوير التعليم والتدريب من خلال المناهج التفاعلية والرماية الواقعية واستخدام المحاكيات الحديثة والدورات المتقدمة داخلياً وخارجياً.

– توسيع التعاون العسكري الدولي

واستعرض الفريق الركن التودي جهود قوات الدفاع الجوي في التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة من خلال التدريبات المشتركة مثل النجم الساطع وسهم الصداقة وكليوباترا وميدوسا وحماة السماء، إلى جانب تبادل الخبرات في مجالات التسليح والبحث الفني والتخطيط العملياتي.

– رسالة طمأنة للشعب المصري

في ختام المؤتمر، وجّه الفريق ياسر التودي رسالة طمأنة للشعب المصري: “نعمل ليلًا ونهارًا، في السلم والحرب، لحماية سماء مصر من كل تهديد. ونعد القيادة السياسية والعسكرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن نبقى جنودًا أوفياء، ونضحي بكل ما نملك من أجل أن تبقى مصر آمنة وقوية، ودرعًا لأمتها العربية”.


شارك