قصة طفلة هزت الجزائر.. عُثر على جثتها بعد شهر من اختفائها

(بي بي سي)
أنهت السلطات الجزائرية التكهنات المحيطة باختفاء فتاة منذ أكثر من شهر. وقد شغلت القضية البلاد وأثارت جدلاً واسعاً حول مصيرها.
في 22 مايو/أيار، ذهبت مروة بوجاشيش، البالغة من العمر 13 عامًا، إلى المدرسة لتقديم امتحاناتها النهائية للصف الثاني الإعدادي، لكنها لم تعد إلى المنزل أبدًا.
وذكرت الصحف الجزائرية أنها التقطت لها كاميرات المراقبة وهي تغادر المدرسة رفقة صديقتين لها بعد انتهاء الامتحان ثم تختفي دون أن تترك أثرا.
أثار اختفاؤها جدلاً واسعاً في الجزائر سابقاً. أطلق ناشطون حملة بحث تحت وسم “كلنا مروة”، ونشروا صوراً لها، وعرضوا مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اختفائها.
وعرض بعض المتابعين عبر حساباتهم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مبالغ مالية مغرية لأي شخص يتعاون مع الجهات المختصة لتسريع عملية إنقاذ الفتاة التي زعمت عائلتها والمقربون منها أنها تعرضت للاختطاف.
ومع ذلك، نشر بعض المؤثرين شائعات مفادها أنها “لم تكن مفقودة” بل هربت مع أحد أقاربها، وهو الادعاء الذي نفاه والدها.
ونقلت الصحف المحلية عن مصادر مقربة من عائلة مروة قولها إن الفتاة كانت تعيش حياة هادئة في المنزل ومتفوقة دراسيا ولم تعاني من أي مشاكل اجتماعية أو نفسية تدفعها إلى الهروب من المنزل.
بعد أكثر من شهر على اختفائها، أعلنت السلطات الجزائرية العثور على جثة فتاة مجهولة الهوية في غابة جبل الوحش بولاية قسنطينة، دون التأكد من هويتها.
وذكرت بعض الصحف الجزائرية ومواقع التواصل الاجتماعي أن الجثة التي عثر عليها كانت في مرحلة متقدمة من التحلل، وكانت تحتوي على “أطراف مبتورة”.
مساء الأحد 29 يونيو/حزيران، أعلن وكيل الجمهورية لدى محكمة قسنطينة أن الجهات المختصة أجرت الفحوص اللازمة على الجثة وأخذت عينات لتحليل الحمض النووي. وقد أثبت تحليل الحمض النووي تطابقه مع الحمض النووي للطفلة المفقودة مروة بوغشيش. وأشار إلى أن التحقيق، بإشراف النيابة العامة، لا يزال جاريًا لكشف ملابسات القضية وتحديد هوية الجناة.
وذكر البيان أن وكيل الجمهورية لدى محكمة قسنطينة انتقل إلى مكان العثور على الجثة “مرافقا للشرطة العلمية والطبيب الشرعي” وأمر “بإجراء تحقيق شامل بما في ذلك تحليل الحمض النووي لبقايا الضحية والذي أكد أنها الفتاة المفقودة بوقشيش مروة”.
فور إعلان مقتل مروة، استنكر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي نشر خبر مضلل عن هروبها من منزلها على يد أحد المؤثرين. وطالب آخرون بإنزال أقصى عقوبة بالجاني و”تنفيذ عقوبة الإعدام”، وهو ما يراه البعض سبيلاً لاستعادة سيادة القانون في البلاد.
وقد ذكّر اختفاء مروة العديد من الجزائريين بحوادث اختطاف أطفال مماثلة في السنوات الأخيرة، ويخشون تكرار مثل هذه الحوادث التي تركت العديد من العائلات في حالة من الخوف والرعب.