الصعوبات والذكريات والميزانية.. ماذا جاء في المؤتمر الصحفي الخاص بعرض الملك لير؟

يحيى الفخراني: الملك لير هو الأقرب إلينا نحن المصريين.. في كل تفاصيل الشخصية، لأنه في نفس عمري.
أيمن الشيوي: تشرفت بالمشاركة في إحدى الحفلات مع الدكتور يحيى الفخراني. أسعار التذاكر ثابتة وفي متناول الجميع.
شادي سرور: كان حلماً بالنسبة لي أن أرى الفخراني أو أعمل معه، وتحقق الحلم عندما أخرجت العمل.
طارق الدسوقي: سعيد بالعودة للمسرح بعد فترة راحة بمسرحية «لير» مع يحيى الفخراني.
انعقد مساء أمس الأحد المؤتمر الصحفي لمسرحية “الملك لير” بالمسرح القومي بالعتبة، بحضور أبطالها ومبدعيها، وعلى رأسهم الفنان يحيى الفخراني، والفنان طارق الدسوقي، والمخرج شادي سرور، ومدير المسرح القومي الدكتور أيمن الشيوي، والفنان حسن يوسف، والفنان عادل خلف، والفنانة آمال عبد الله، والفنانة إيمان رجائي، والفنان تامر الكاشف، والفنان أحمد عثمان، والفنان محمد العزيزي، ومصمم الديكور الدكتور حمدي عطية، ومصمم العروض ضياء شفيق، والملحن والموزع الموسيقي أحمد الناصر، ومصمم الإعلانات أحمد نور، وفنان الماكياج إسلام عباس، ومصمم الإضاءة محمود الحسيني، ومصممة الأزياء علا علي، والمدير العام محمد علي حسن، وعدد من الإعلاميين والمهتمين بالمسرح. وأدار المؤتمر وقدمه الفنان محمد فاضل القباني.
خلال المؤتمر، روى الفنان يحيى الفخراني لقاءً شخصياً مع صديقه الفنان الراحل محمود ياسين، عندما كان مديراً للمسرح القومي.
قال الفخراني: “أحتاج لزيارة محمود ياسين لحظة. ما زلت أذكر مكالمته لي عندما كان لا يزال مديرًا للمسرح القومي. قال: انسَ كل شيء، أريدك أن تأتي وتقف بجانبي. عليك أن تقدم مسرحية هنا”. في ذلك الوقت، كان المسرح راكدًا.
وأضاف: «قبلت دعوته وشاركت في مسرحية يوسف إدريس «البهلوان»، وكانت من أهم الأعمال التي قدمناها معاً على خشبة المسرح القومي، ولن أنسى تلك الدعوة أبداً».
وتحدث الفخراني عن علاقته بالمسرح القومي، موجهاً الشكر أيضاً لعدد من الفنانين البارزين، ومنهم الفنان فاروق حسني والدكتورة هدى وصفي.
وصف الفخراني حبه للمسرح الوطني بأنه شغفٌ لا يُقاوم. عندما احترق، غمره حزنٌ عميق. لم يعد إلى منطقة العتبة، وبالأخص إلى المسرح الوطني، لما يقارب الشهرين. ترك المسرح الوطني أثرًا لا يُنسى.
قال الدكتور يحيى الفخراني: “هناك شيء غريب في نص مسرحية الملك لير. في كل مرة أقرأ فيها المسرحية نفسها، أكتشف شيئًا جديدًا، شيئًا لم أكن أعرفه من قبل. قبل أن أقرر اختيار نص الملك لير، قرأتُ عدة ترجمات واخترتُ ترجمة الدكتورة فاطمة موسى لأنها الأكثر تأثيرًا علينا نحن المصريين. هذه الرواية لها صدى لدى العرب والمصريين لما تنقله من علاقات حميمة، ولهذا السبب دائمًا ما تحقق نجاحًا. كثيرًا ما أسمع النساء يبكين عند رؤيتها.”
وتابع: “ظهرت صعوبة مسرحية “الملك لير” في أول أداء لي عام ٢٠٠١، لأنني كنت أحاول جاهدًا تجسيد شخصية رجل عجوز، مما سبب لي ألمًا في ظهري. أما الآن، فأنا في نفس عمر الملك لير، ورجل عجوز مثله، وكأنني لير حقًا. لذلك لا أبذل أي جهد سوى أن أضع نفسي مكان الشخصية وأشعر بكل معاناته، الجسدية والنفسية.”
وتابع: “كتب الكاتب السوداني الطيب صالح أن مسرحية الملك لير هي الأقرب للمصريين والعرب. أتفق معه، وأعتقد أنها النص الشكسبيري الأنسب لمصر والعالم العربي. تميّزت إنجلترا القديمة بالحماس العربي وعلاقة الأب ببناته وسلطته عليهن. اختفت هذه العلاقة في العالم الغربي، لكنها لا تزال قائمة في مصر والعالم العربي. كما أن عروضي لمسرحية الملك لير دائمًا ما تحمل عبارة “بيعت التذاكر بالكامل”، ليشعر الجمهور بعلاقة وثيقة بالعرض”.
وتابع: “أعمال شكسبير يمكن أن يفهمها الأطفال بسهولة أكبر بسبب أصالتها، ومسرحية لير على وجه الخصوص هي نص مناسب لجميع الأعمار”.
تحدث عن دعمه للراحلة سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي، لعمل قدمه خلال فترة عملها في المسرح القومي. وأضاف أنه قدم معها العديد من المسرحيات، وأنها فنانة عظيمة. وأضاف: “عمل الفنان يتحدث عن نفسه، وسميحة أيوب من أقوى المخرجين المسرحيين الذين عملت معهم. إنها تتحدث بصوت واحد وتترجم كلماتها إلى أفعال”.
وفي أعقاب هذه التصريحات أعلن الشيوي أن المسرح الوطني سيقيم حفل تأبين للفنانة الراحلة سميحة أيوب وسيتم الإعلان عن الموعد قريباً.
قال مدير المسرح القومي، الفنان الدكتور أيمن الشيوي: “يشرف المسرح القومي أن يقدم تحفة “الملك لير”، إحدى أهم الإنتاجات المسرحية في ريبرتوار المسرح العالمي. وكان لي الشرف أن أشارك في نفس العرض مع الدكتور يحيى الفخراني عندما قدمه في القطاع الخاص، حيث شاهد النسخة الأولى منه على المسرح القومي، وشارك في العرضين الثاني والثالث. سيُعرض العرض لأول مرة في 8 يوليو، ويُعرض يوميًا حتى الأحد 13 يوليو، ثم يُعرض أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد”.
وأعلن أن ميزانية مسرحية الملك لير هي الأكبر في تاريخ المسرح الوطني، وأنها ضمن إمكانيات الدولة، مع زيادة طفيفة.
وتابع: “حاولنا زيادة أسعار تذاكر الصفوف الأمامية وتواصلنا مع الجهات المعنية. إلا أن وزير الثقافة أمر بإبقاء الأسعار دون تغيير حتى يتم التحقيق في الأمر بدقة، مع إبقاء فئات التذاكر دون تغيير: ١١٠ و٨٠ و٦٠ جنيهًا. هذه خدمة ثقافية مهمة للمواطن المصري وفي متناول الجميع”.
وأعلن أن حجز تذاكر العرض يمكن أن يتم إما عبر الإنترنت من خلال تطبيق الحجز أو في المسرح باستخدام بطاقة فيزا.
ووجه الشيوي الشكر لكافة العاملين بالمسرح القومي وبيت الفنون المسرحية وعلى رأسهم المخرج هشام عطوة ورئيس قطاع المسرح المخرج خالد جلال ووزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو على دعمهم واهتمامهم الكبير بعرض هذه المسرحية.
وأكد الشيوي: «بمجرد الإعلان عن موعد عرض مسرحية الملك لير، تلقينا حتى الآن خمسة عروض من دول عربية لتقديم المسرحية في بلدانها».
خلال المؤتمر، شكر الشوي الفنان التشكيلي أحمد حسن، الذي أهدى للمسرح القومي مجسمًا من أعواد الثقاب لدار الأوبرا الخديوية. ووصف المجسم بأنه تحفة معمارية تُمثل جزءًا من تاريخ هذا المكان وتاريخ المسرح المصري.
وحرص الفنانان يحيى الفخراني والشيوي على افتتاح المجسم الموجود في بهو المسرح القومي قبل بدء المؤتمر الصحفي بحضور مبتكره الفنان أحمد حسن.
قال مخرج العرض، شادي سرور: “كان حلمًا لي أن أرى وأعمل مع الدكتور يحيى الفخراني. لا أستطيع التعبير عن مدى سعادتي وامتناني لإدارة المسرح القومي لاختياري لإخراج هذا العمل الرائع، إلى جانب فنان عظيم مثل يحيى الفخراني، أحد عمالقة الفن المصري، الذي كان يحضر البروفات يوميًا ويلتزم بمواعيدها بتفانٍ كبير. لقد سررتُ بإصراره على إتاحة التجربة نفسها لمختلف الفئات العمرية.”
وأضاف: “لكن هذه المرة، المرحلة الحالية هي الأهم بالنسبة له. الملك لير في نفس عمر الفنان يحيى الفخراني، وهو متحمس، من بين أمور أخرى، لتقديم هذه التجربة على المسرح للمرة الثالثة لأنه يعيش نفس المشاعر والمعاناة التي تعيشها هذه الفئة العمرية. سيحمل العرض اختلافات بصرية وفكرية كبيرة ورؤية جديدة، لكن الأساس يبقى ويليام شكسبير، مؤلف النص، ونجم العرض، يحيى الفخراني”.
وتابع: “الملك لير نصٌّ واحدٌ لويليام شكسبير، لكن هناك العديد من التفسيرات الممكنة. يمكن تقديمه كوميديًا أو تجريبيًا، والمعاني الكامنة وراءه متنوعةٌ جدًا. في كل مرة، يمكنك اكتشاف ما ينقلك إلى عوالم أخرى. في هذه النسخة، من وجهة نظري ورؤيتي، يتعلق الأمر باستخدام كامل المفردات الفنية والمسرحية للممثلين الذين يشكلون أساس العرض، واستشعار تجسيدهم للمعاني والرسائل التي ينقلها النص.”
أعرب الفنان طارق الدسوقي عن سعادته بالتواجد على خشبة المسرح القومي، الذي وصفه بأنه من أعرق وأعرق مسارح مصر. وأكد أن عودته بعد غياب طويل ستكون مع العمل الكلاسيكي العظيم “الملك لير”، لا سيما أنه من بطولة يحيى الفخراني وإخراج المخرج الكبير شادي سرور. وأعرب عن سعادته بالعمل من جميع جوانبه، واصفًا إياه بأنه استثنائي.
وأضاف: “مسرحية الملك لير، شأنها شأن كل مسرحيات ويليام شكسبير، مُقدّر لها أن تبقى خالدة، وتُعرض على مسارح العالم بلغات متعددة ومن وجهات نظر مختلفة. بعضها عُرض بالفعل في دور السينما والتلفزيون، لذا فإن إحيائها بأي شكل وفي أي وقت أمرٌ يستحق الإشادة والمحبة والالتزام. عُرضت المسرحية مرتين سابقًا، الأولى في المسرح الوطني والثانية في القطاع الخاص. وهذه هي المرة الثالثة، وتُعرض برؤية ومنهج مختلفين تمامًا في جميع عناصر العرض، ومن منظور إخراجي مختلف.”
خلال المؤتمر الصحفي، تحدث باقي فريق عمل مسرحية “الملك لير” عن تجاربهم وتعاونهم مع النجم يحيى الفخراني.
ويلعب إلى جانب يحيى الفخراني، طارق الدسوقي، حسن يوسف، أحمد عثمان، تامر الكاشف، محمد العزايزي، أمل عبد الله، طارق شرف، إيمان رجائي وآخرون.
ويضم باقي فريق العمل: المكياج إسلام عباس، الأزياء علاء علي، تصميم الديكور دكتور حمدي عطية، التأليف الموسيقي أحمد الناصر، تصميم الرقصات ضياء شفيق، الإضاءة محمود الحسيني، التصوير وتصميم الملصقات أحمد نور.