انقسام بين الجمهور والنقاد على النهاية غير المتوقعة للجزء الثالث من لعبة الحبار

منذ 5 ساعات
انقسام بين الجمهور والنقاد على النهاية غير المتوقعة للجزء الثالث من لعبة الحبار

النقاد: أفضل من الجزء الثاني ويستحق المشاهدة. الجمهور: نهاية قاتمة وصادمة وقصة مخيبة للآمال. الموسم الأخير هو الأكثر تكلفة في تاريخ الدراما الكورية الجنوبية، بميزانية قدرها 11.5 مليون دولار لكل حلقة.

على الرغم من أن الموسم الثالث والأخير من الدراما الكورية الجنوبية الشهيرة “لعبة الحبار” لم يُعرض إلا بعد 48 ساعة، إلا أن نهايته، التي وصفها المشاهدون بأنها “صادمة وغير متوقعة”، أثارت اهتمامًا ونقاشًا واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي. وانتشرت مقاطع من النهاية على فيسبوك وتيك توك. وفوجئ الجمهور بتضحية بطل المسلسل، جي هون، بنفسه لإنقاذ فتاة صغيرة، قائلًا جملة انتشرت على نطاق واسع: “لسنا خيولًا، بل بشر”. أثارت هذه النهاية انقسامًا بين الجمهور والنقاد على حد سواء.

وفقًا لموقع تجميع المراجعات الشهير “روتن توميتوز”، حصل مسلسل “لعبة الحبار 3” على تقييم 51% من الجمهور، مع نسبة كبيرة لم تعجبهم النهاية، ووصفوها بأنها “مروعة ومظلمة للغاية”، وانتقدوا الحبكة التي وجدوها مخيبة للآمال ومتسرعة. مع ذلك، حصل المسلسل على تقييم نقدي مرتفع بلغ 83%، حيث اتفق معظم النقاد على أن الموسم الأخير يتفوق على الموسم الثاني في نواحٍ عديدة، وأن النهاية غير المتوقعة “مؤثرة للغاية”، وأن الجزء الأخير “يستحق المشاهدة ويتفوق على الجزء الأصلي”، على الرغم من وجود انتقادات عامة واتهامات بأن المسلسل مُبالغ فيه ويكرر الأسلوب المألوف للجزأين السابقين.

تباينت الآراء على مختلف المواقع الإلكترونية الأجنبية حول العالم، وركز معظمها على النهاية التي أثارت جدلاً واسعاً. فبينما اعتبرها البعض “تضحيةً نبيلةً” من بطل المسلسل، إلا أنها تنطوي أيضاً على استغلال عاطفي للمشاهد ويأس عميق بسبب “ظلمة النهاية” وانتصار الأشرار وهروب الأغنياء. ليس هذا مفاجئًا، فقد أعلن المخرج هوانغ دونغ هيوك قبل أيام قليلة من العرض الأول أن الموسم الثالث سيكون أكثر قتامة ووحشية من الثاني. وفي مؤتمر صحفي قبل العرض الأول، قال إنه أراد استكشاف أعماق اليأس واختفاء الأمل في الموسم الأخير. وقال: “كان عليّ اتخاذ قرار صعب بشأن النهاية، التي ستحقق توازنًا دقيقًا بين مشاعر الحزن واليأس مع بصيص أمل”.

عُرض الموسم الثالث من مسلسل “لعبة الحبار” يوم الجمعة الماضي. وتُعتبر ميزانيته الأعلى تكلفةً في تاريخ المسلسل الذي بدأ عرضه عام ٢٠٢١. ورغم أن الموسم الجديد يتميز بأقصر عدد حلقات مقارنةً بالمواسم السابقة، إلا أنه يتألف من ست حلقات فقط.

أعلنت نتفليكس عن ميزانية إنتاج للحلقات الست بلغت 68.9 مليون دولار، أي ما يعادل حوالي 11.5 مليون دولار للحلقة الواحدة. وُسِّعت الحلقات بعناصر جديدة ومشوقة، بما في ذلك مشاهد وألعاب مميتة جديدة تدور حولها الحلقات. ولذلك، أطلق صناع المسلسل على المسلسل اسم “النهاية الملحمية”.

وبما أن الألعاب القاتلة كانت دائمًا محور اهتمام جمهور المسلسل، فإن حلقات هذا الموسم تتميز بسلسلة من الألعاب التي تزيد من التوتر، بما في ذلك “آلة حلوى غامبول”، التي تقسم اللاعبين إلى فريقين متعارضين، وساحة معركة تضع اللاعبين في زنزانات متاهة.

ويعيد الجزء الثالث أيضًا تقديم فئة VIP، الأغنياء الذين ينتظرون في غرف فاخرة ويشاهدون ألعابًا مميتة مقابل مبالغ ضخمة من المال تُدفع عبر الرهانات، كما حدث في الجزء الأول، مع التركيز على مزيد من الفخامة في تصميم الديكورات والغرف.

مع صدور الموسم الجديد، انتهى الحماس والإثارة للمسلسل الكوري الجنوبي الشهير، الذي لاقى استحسانًا كبيرًا من الجمهور منذ موسمه الأول، والذي استُلهمت حلقاته من ألعاب الأطفال الكورية. تألف المسلسل من تسع حلقات، وبلغت تكلفة إنتاجه 21.4 مليون دولار أمريكي. حقق نجاحًا عالميًا ساحقًا، متصدرًا قوائم المشاهدة في 94 دولة. على نتفليكس، حقق 142 مليون مشاهدة خلال 28 يومًا. وحقق إيرادات بلغت 900 مليون دولار أمريكي لنتفليكس، أي ما يعادل 40 ضعف ميزانيته.

بلغت التكلفة الإجمالية لإنتاج الجزء الثاني 84 مليون دولار، ونُظمت جولات عالمية للترويج له. حقق الجزء الثاني نجاحًا باهرًا، حيث حصد 68 مليون مشاهدة في أسبوعه الأول، وأكثر من 126 مليون مشاهدة بعد أحد عشر يومًا من عرضه. وتصدر قائمة نتفليكس للأفلام الأكثر مشاهدة في 93 دولة حول العالم.

على الرغم من النجاح الهائل والدعم المالي الذي حققه عند عرضه أواخر العام الماضي، إلا أن الجزء الثاني، المكون من سبع حلقات فقط، لم يُضاهي نجاح الجزء الأول. اتهمه النقاد باحتوائه على الكثير من الإضافات والإضافات غير الضرورية، واعتبره الكثيرون مجرد “مقدمة” للجزء الثالث. مع ذلك، حقق نجاحًا باهرًا على منصات التواصل الاجتماعي.

من حيث الأرقام، ساهم مسلسل “لعبة الحبار” في وصول الدراما الكورية إلى الساحة العالمية. وهو أول مسلسل كوري يتصدر قوائم نتفليكس العالمية. وقد تُرجم إلى أكثر من 32 لغة، ودبلج إلى 15 لغة أخرى.

أصبحت “لعبة الحبار” ظاهرة عالمية. أصبحت أزياء وأقنعة اللاعبين رموزًا ثقافية عالمية في عالم الموضة والإعلانات وعيد الهالوين في بعض البلدان. كما مهدت السلسلة الطريق لنجومها نحو الشهرة العالمية. فاز الممثل لي جونغ جاي بجائزة إيمي عام ٢٠٢٢، ليصبح أول ممثل كوري جنوبي من دولة غير ناطقة بالإنجليزية ينال هذا التكريم الأمريكي.

لكن نجاح “لعبة الحبار” لم يتوقف عند هذا الحد. فبعد إصدار الموسمين الأولين، أعلنت نتفليكس أنها ستزيد استثماراتها في المحتوى الكوري إلى أكثر من 2.5 مليار دولار أمريكي في السنوات القادمة.


شارك