بعد اقتحامها قاعدة بريطانية.. ما هي حركة فلسطين أكشن التي تواجه الحظر في لندن؟

منذ 5 ساعات
بعد اقتحامها قاعدة بريطانية.. ما هي حركة فلسطين أكشن التي تواجه الحظر في لندن؟

وتصاعدت التوترات السياسية المحيطة بأنشطة الناشطين المؤيدين للفلسطينيين في بريطانيا عندما أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفات كوبر عن نيتها حظر حركة العمل من أجل فلسطين بعد اتهامها بتنفيذ غارة وأعمال تخريب في أكبر قاعدة عسكرية في البلاد.

جاء القرار المثير للجدل بعد أيام من رشّ ناشطين طلاءً أحمر على طائرتين عسكريتين. ووصفت الحكومة هذه الخطوة بأنها “عمل إرهابي”، وأعلنت أنها ستُقاضي المسؤولين عنها بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.

مشروع قانون بشأن حظر التنقل

أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفات كوبر عن نيتها تقديم مشروع قانون لحظر حركة العمل من أجل فلسطين بعد أن اقتحم ناشطون قاعدة جوية وقاموا بتخريب طائرتين تابعتين لسلاح الجو الملكي الأسبوع الماضي.

وقال كوبر في بيان رسمي “ما حدث في قاعدة بريز نورتون هو عار”، مشيرا إلى أن الحركة لديها تاريخ طويل من أعمال التخريب غير المقبولة وأنها تحاول من خلال هذه الإجراءات التأثير على قرارات الحكومة البريطانية من خلال التدمير المتعمد.

صورة 1

وبحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية البريطانية، فإن الحظر المقترح، والذي من المقرر تقديمه إلى البرلمان البريطاني يوم الاثنين المقبل، يندرج تحت قانون الإرهاب لعام 2000. وفي حالة إقراره، فإن العضوية في الحركة أو دعمها ستُصنف على أنها جريمة إرهابية ويعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عامًا.

ولا ينطبق الحظر على النشطاء السلميين.

وأكد الوزير البريطاني أن هذا القرار لم يكن موجها ضد حركات ومجموعات قانونية أخرى تدعم القضايا الفلسطينية، بل يتعلق على وجه التحديد بحركة “فلسطين أكشن” التي أسستها الناشطة البريطانية الفلسطينية هدى عموري والناشط اليساري ريتشارد برنارد عام 2020، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

صورة 2

تشتهر الحركة بمعارضتها للسياسات الإسرائيلية. وتصف نفسها على موقعها الإلكتروني الرسمي بأنها “عازمة على إنهاء التواطؤ الدولي مع نظام الفصل العنصري والإبادة الجماعية الإسرائيلي”، وتستخدم “العمل المباشر” لاستهداف الشركات المرتبطة بصناعة الأسلحة الإسرائيلية.

مصانع وشركات الأسلحة على قائمة الأهداف

وتقول منظمة “فلسطين أكشن” إنها ركزت في السنوات الأخيرة على تعطيل أنشطة شركة “إلبيت سيستمز”، أكبر شركة لتصنيع الأسلحة في إسرائيل، فضلاً عن شركات أخرى مثل “ليوناردو” و”ثاليس”، وتحاول إغلاق المصانع والمرافق التي تزود الجيش الإسرائيلي بالتكنولوجيا والأسلحة.

تزعم الحركة أن أنشطتها أجبرت بعض الشركات على إنهاء تعاونها مع شركة إلبيت سيستمز (إحدى أكبر شركات تصنيع الأسلحة في العالم ومقرها إسرائيل) وخسارة عقود بمليارات الجنيهات. ومع ذلك، لا تكشف الحركة عن مصادر تمويلها، بل تدعو فقط إلى جمع التبرعات من الأفراد والجماعات الداعمة للقضية الفلسطينية عبر موقعها الرسمي.

اعتقالات وتحقيقات ضد الإرهابيين

أعلنت السلطات البريطانية، يوم الجمعة الماضي، اعتقال أربعة أشخاص، بينهم امرأة تبلغ من العمر 29 عامًا ورجلان في العشرينيات والثلاثينيات من العمر. وتأتي هذه الاعتقالات على خلفية أحداث 20 يونيو/حزيران، حين اقتحم ناشطون من الحركة قاعدة بريز نورتون الجوية جنوب شرق إنجلترا، ورشّوا طائرتين عسكريتين بالطلاء الأحمر.

وفي بيان لاحق، قالت الحكومة البريطانية إنها تراجع الإجراءات الأمنية في جميع منشآت وزارة الدفاع، وأكدت أن الحادث لم يؤثر على الحركة الجوية أو الخطط العملياتية العسكرية.

تعد قاعدة RAF Brize Norton مركزًا رئيسيًا للعمليات الخارجية، بما في ذلك الرحلات الجوية إلى قاعدة RAF Akrotiri في قبرص، وهي أكبر قاعدة جوية بريطانية في الشرق الأوسط.

المشاركة المباشرة في الحرب على غزة

وفي بيانها، اتهمت منظمة فلسطين أكشن الحكومة البريطانية بالتواطؤ المباشر في ما أسمته “جرائم حرب في قطاع غزة”، مشيرة إلى أن لندن كانت ترسل إمدادات عسكرية إلى إسرائيل وتزود طائرات التجسس والمقاتلات بالوقود.

منذ اندلاع الحرب على غزة، علقت حكومة كير ستارمر نحو 30 من أصل 350 ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة إلى “خطر أن يؤدي استخدامها إلى انتهاك القانون الدولي”.


شارك