مقال في جيروزاليم بوست: الله وحده أنقذ إسرائيل من إيران

منذ 6 ساعات
مقال في جيروزاليم بوست: الله وحده أنقذ إسرائيل من إيران

في استعراضنا الصحفي اليوم، نتناول عددًا من المواضيع المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط. تشمل هذه المقالات مقالاتٍ حول دور “العناية الإلهية” في المواجهة بين إسرائيل وإيران، والسيناريوهات المُحتملة لحجم الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني، وأخيرًا، مسألة استمرار التهديد الإيراني لدول الخليج.

نبدأ جولتنا بصحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية، وبمقالة لمايكل فرويند بعنوان “من أنقذ إسرائيل من إيران؟ الله هو من أنقذها”. يبدأ الكاتب بالإشارة إلى أن وراء كل اعتراض صاروخي من قِبل منظومة القبة الحديدية، وكل نشر لقاذفة شبح، وكل عملية سرية في عمق الأراضي الإيرانية، كانت هناك يدٌ مُرشدة. وحسب الكاتب، كانت هذه “يد الله”.

يقول فرويند إن “نجاح” الهجمات الإسرائيلية والأمريكية المنسقة على البنية التحتية النووية الإيرانية يُغري بالاحتفاء بالقوة العسكرية والتفوق التكنولوجي. ومع ذلك، يُجادل قائلًا: “يجب ألا ننسى أنه لولا الله عز وجل، لما كان كل هذا ممكنًا”.

يعتقد المؤلف أن “معجزات عصرنا لم تعد تظهر دائمًا على شكل بحرٍ منشق أو منّ ينزل من السماء. بل قد تكون مخفية في نشر طائرات إف-35 المقاتلة، أو الحرب الإلكترونية، أو القنابل الخارقة للتحصينات. ومع ذلك، لا شك أن الله هو الذي يمنح الحكمة لمخططينا، ويشجع جنودنا، ويزرع البلبلة بين أعدائنا. هو الذي خلصنا”.

يستشهد الكاتب بالكتاب المقدس لدعم وجهة نظره: “الفكرة ليست جديدة. ففي سفر المزامير، يذكرنا الملك داود: “بعضهم في مركبات، وبعضهم على خيول، لكننا سنذكر اسم الرب إلهنا” (مزمور ٢٠: ٨).” ويضيف أن الأحداث التاريخية أثبتت مرارًا وتكرارًا أن الخلاص لم يتحقق بقوة السلاح، بل “بنعمة السماء”. فمن حرب الأيام الستة إلى إطلاق سراح الرهائن في عنتيبي، شهد الشعب اليهودي معجزات بالزي العسكري… والهجوم الأخير على إيران ليس استثناءً.

صورة 1

ويرى الكاتب أن قدرة إسرائيل على التوغل عميقاً في الأراضي الإيرانية، وتعطيل دفاعاتها الجوية، وإلحاق الضرر بمنشآتها النووية المحصنة دون إثارة صراع إقليمي واسع النطاق “إنجاز يتحدى التفسير الطبيعي”.

ويعتقد الكاتب أن كلمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه يوم 22 يونيو/حزيران بشأن الهجمات على إيران – “نحن نحبك يا الله” – ونداءه اللاحق إلى الله لحماية الجيش الأمريكي وبركة الشرق الأوسط – لم تكن مجرد كلمات بلاغية، بل كانت مليئة بالعاطفة والإخلاص، كما جاء في المقال.

يقول المؤلف إن القصة زاخرة بالعبر. “لقد ضاع جيل البرية، الذي كان يشهد المعجزات يوميًا، عندما نسي مصدر هذه النعم. في سفر التثنية، يُحذر موسى (النبي) قائلًا: “لا تقل في قلبك: قوتي وقدرة يدي جلبتا لي هذه الثروة. بل اذكر الرب إلهك، لأنه يمنحك القدرة على خلق الثروة” (تثنية 8: 17-18). إذا استبدلنا كلمة “ثروة” بكلمة “أمان”، يبقى المعنى بنفس القوة والإبهار.

يختتم الكاتب مايكل فرويند مقالته بدعوة إلى “استغلال هذه اللحظة لشكر جنودنا وقادتنا، ولله أيضًا”. ويضيف: “بعد الهجوم على إيران، يجب أن نتذكر أن جيشنا نعمة، لكن حمايتنا الحقيقية هي الله. إذا سلكنا في سبيله، فلن نخشى شبح الموت. فلنحوّل امتناننا إلى إيمان أعمق ووحدة أكبر”.

وعندما يأتي التحدي التالي، الذي يقول فرويند إنه حتمي، “لن تكون الطائرات الشبحية ووحدات الحرب الإلكترونية هي التي ستنقذنا، بل نفس الإله الذي أنقذ إبراهيم من أتون النار وأخرج بني إسرائيل من مصر، والذي لا ينام ولا ينعس ويواصل مراقبة شعبه… في هذه اللحظة المعجزة، يجب أن نتذكر ذلك”، كما جاء في مقال صحيفة جيروزاليم بوست.

هل تم تدمير البرنامج النووي الإيراني حقا؟

صورة 2

ننتقل الآن إلى صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ومقال رأي هيئة التحرير فيها بعنوان: “لماذا من المهم أن نعرف ما إذا كان البرنامج النووي الإيراني قد تم تدميره بالفعل؟”

يبدأ المقال بالتساؤل عن الكلمة التي تصف بشكل أفضل حالة البرنامج النووي الإيراني بعد أن هاجمت الولايات المتحدة ثلاث منشآت لتخصيب اليورانيوم: “مدمر”، أو “مقوض”، أو “غير مصاب”؟

تكتب الصحيفة أن صياغة هذا السؤال، الذي هزّ الأوساط السياسية في واشنطن خلال الأسبوع الماضي، ليست مسألة لغوية بحتة، بل إن نتيجة الصراع مع إيران تعتمد على هذه الإجابة.

وتضيف الصحيفة: إذا أدى الهجوم الأمريكي إلى “تدمير كامل” للبرنامج النووي الإيراني، كما يزعم الرئيس دونالد ترامب، فسيعني ذلك أن الولايات المتحدة قد أثبتت قدرتها على تدمير قدرة النظام الإيراني على إنتاج أسلحة نووية عشوائيًا. وبينما ستظل الوسائل الدبلوماسية ضرورية لتجنب هجمات متكررة على إيران، ستُجبر طهران حينها على العودة إلى طاولة المفاوضات وتقديم تنازلات، قد تشمل التخلي عن طموحاتها النووية.

يضيف المقال أنه إذا لم يُسفر الهجوم عن تدمير برنامجها النووي بالكامل، فقد تشعر إيران بأنها قادرة على الدفاع عن برنامجها حتى في مواجهة القوة النارية الأمريكية الساحقة. في هذا السيناريو، قد تصبح الدبلوماسية ضرورةً لا خيارًا مُفضّلًا، وقد تُصبح المفاوضات أكثر صعوبةً على ترامب.

تشير صحيفة واشنطن بوست إلى أن من بين الأسئلة الرئيسية المطروحة: هل كان بإمكان الإيرانيين نقل بعض، أو حتى معظم، اليورانيوم عالي التخصيب إلى مواقع آمنة أخرى قبل الهجوم؟ سؤال مهم آخر هو ما إذا كان الهجوم الأمريكي قد دمر أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تحتاجها إيران لتخصيب اليورانيوم المتبقي أو أي يورانيوم قد تحصل عليه لاحقًا، أو ما إذا كانت هناك منشآت سرية غير معلنة تضم أجهزة طرد مركزي إضافية لم تخضع لعمليات تفتيش سابقة.

ما لم تُدمّر الولايات المتحدة الأسلحة النووية الإيرانية تدميرًا كاملًا، ينبغي على ترامب تقديم حوافز مع إبقاء الخيار العسكري مفتوحًا وحصر الهدف في إحباط طموحات إيران النووية، بدلًا من توسيع نطاق الأهداف إلى حدّ تعقيد العملية الدبلوماسية. إذا أصرت إيران على برنامجها النووي المدني، الذي تعتبره حقًا سياديًا، فيمكن تحقيق ذلك بالشراكة مع المجتمع الدولي، تحت رقابة صارمة، وعمليات تفتيش دقيقة، وقيود واضحة على مستويات التخصيب المسموح بها.

يضيف المقال أنه إذا كانت إيران لا تزال تمتلك مخزونات سرية من الأسلحة النووية، فيجب إجبارها على الكشف عنها وتسليمها. في المقابل، قد يُعرض على إيران تخفيف تدريجي للعقوبات التي تُشل اقتصادها، وإعادة أصولها المجمدة حول العالم. ويتوقف هذا على التحقق الكامل من امتثالها للعقوبات، وعدم سعيها إلى برنامج سري لصنع القنابل.

خلصت صحيفة واشنطن بوست إلى أنه في غياب حل دبلوماسي، فإن السيناريو الأمثل للولايات المتحدة وإسرائيل هو اتباع استراتيجية “ضرب الهدف فور ظهوره”، أي مواصلة تعقب وتدمير المنشآت النووية المشتبه بها. إلا أن هذا قد يدفع إيران إلى تطوير أساليب أكثر تطورًا لإخفاء برنامجها النووي وتأمينه، وفقًا للمقال.

“التهديد الإيراني يخيم على منطقة الخليج”

صورة 3

ونختتم جولتنا بمقال رأي بقلم إميلي حكيم نُشر في صحيفة فاينانشال تايمز بعنوان “التهديد الإيراني سيظل يطارد منطقة الخليج لسنوات قادمة”.

وتشير الصحيفة إلى وجود تناقض بين التفاؤل السائد في إسرائيل والولايات المتحدة، المبني على الاعتقاد بأن تدمير القوة الإيرانية سيجلب الاستقرار والسلام إلى الشرق الأوسط، والخوف والرعب الذي يسود منطقة الخليج في أعقاب الهجمات الأخيرة.

ويرى المؤلف أنه بغض النظر عن مدى الضرر الذي يلحق بالمنشآت النووية الإيرانية، فإن السنوات المقبلة سوف تعتمد على قرار طهران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وما إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل ستواصلان حملتهما الجوية، وما إذا كان الإيرانيون سينجحون في تطوير سلاح نووي بدائي.

ويرى الكاتب أن ما كان يعتبر في السابق تهديداً يمكن احتواؤه من خلال اتفاق أصبح الآن تحدياً مستعصياً سيؤثر على استقرار دول الخليج لعقود قادمة، وسيبقي المستثمرين والمقيمين هناك في خوف دائم.

تشير إميلي حكيم إلى أنه حتى لو بدت جميع المقارنات ناقصة، فإن الوضع الحالي يُشبه إلى حد كبير ما حدث في العراق عام ١٩٩١. فقد نجا نظام عسكري، وإن كان ضعيفًا، ولم يعد قادرًا على ممارسة نفوذه. ومع ذلك، لا يزال قادرًا على زعزعة استقرار الدول المجاورة. قوى المعارضة الداخلية والمنفية ضعيفة، ولا تزال القيادة الإيرانية تعتقد أن تغيير النظام هو الهدف غير المعلن للولايات المتحدة.

يجادل الكاتب بأنه رغم أن مغامرة إيران النووية قد تكون قد أتت بنتائج عكسية، إلا أنها لا تزال ورقة رابحة لطهران. فنظرًا لفشل الردع والهجمات على إسرائيل بالصواريخ متوسطة المدى والميليشيات، يتعين على طهران أيضًا إعادة النظر في نظامها الدفاعي. ويجادل بأن بناء نظام دفاع داخلي سيكون مكلفًا وصعبًا للغاية.

وفقًا للمقال، لن تُعطي روسيا الأولوية لاحتياجات إيران، وقد أثبتت أنها ليست حليفًا موثوقًا به في جميع الظروف. ربما استنتجت الصين، التي تُعتبر الآن الخيار التالي لإيران، من هذا الصراع أن تقليص تدخلها في شؤون الشرق الأوسط هو الحل الأمثل للبلاد. وبالتالي، لم يتبقَّ لإيران سوى ترسانة من الأنظمة قصيرة المدى والصواريخ والطائرات المسيرة، وهي فعالة فقط في منطقة الخليج.

تختتم الكاتبة إميلي حكيم مقالها بالإشارة إلى أن على دول الخليج الآن بذل المزيد من الوقت والجهد في صياغة علاقاتها مع إيران. ومن المرجح أن تسعى هذه الدول إلى تعزيز دفاعاتها الجوية لتضاهي درع إسرائيل، والحصول على صواريخ تمنحها قدرة ردع حقيقية. وهذا بدوره سيضمن علاقات دفاعية مستدامة مع الدول الغربية، وفقًا للمقال.


شارك