«القومي لحقوق الإنسان» عن حادث المنوفية: جرس إنذار لتوفير بيئة عمل آمنة ولائقة للفتيات

أعرب المجلس القومي لحقوق الإنسان عن أسفه وحزنه العميقين للحادث الأليم الذي وقع على الطريق الدائري الإقليمي بمحافظة المنوفية، والذي أدى إلى وفاة 19 فتاة وإصابة عدد من الفتيات العاملات بقرية سنابسة مركز أشمون بمحافظة المنوفية، أثناء توجههن إلى العمل في ظروف لم تتوفر فيها أدنى معايير السلامة والكرامة.

وأكد المجلس في بيان أصدره اليوم أن هذا الحادث المأساوي لم يكن نتيجة للإهمال في توفير وسائل نقل آمنة للعاملات فحسب، بل يعكس أيضا غياب السياسات التي تضمن الحق في العمل اللائق وبيئة العمل الآمنة، وخاصة للفتيات والنساء في المناطق الريفية والمهمشة.

وأكد المجلس القومي لحقوق الإنسان أن هذه الحادثة يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار لجميع الأطراف ورجال الأعمال والمجتمع المدني للعمل معًا من أجل:

– توفير بيئة عمل آمنة وملائمة تحترم كرامة الإنسان وتضمن السلامة النفسية والجسدية للعاملين. – ضمان وسائل نقل آمنة وملائمة للعاملين، وخاصة الفتيات، الذين يخاطرون كل يوم لكسب لقمة العيش. – تفعيل آليات الرقابة على المؤسسات والشركات التي تستغل حاجة المرأة للعمل دون توفير الحد الأدنى من معايير السلامة والكرامة الإنسانية. – ضمان الحق في بيئة تعليمية داعمة كبديل للوضع الحالي الذي تضطر فيه الفتيات إلى العمل لتغطية تكاليف تعليمهن. – توسيع الحماية الاجتماعية والتأمينات الاجتماعية لتشمل جميع العاملات بغض النظر عن طبيعة عملهن أو مكانه. – وضع الحق في الحياة والكرامة الإنسانية فوق مصلحة الربح أو المساس بالحقوق الأساسية.

دعا المجلس إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف في ملابسات الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال، وتعويض عائلات الضحايا، ووضع خطة وطنية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث. كما دعا إلى ضمان الحق في العمل اللائق والحياة الآمنة للجميع، بمن فيهم جميع الفتيات والنساء العاملات لإعالة أسرهن بكرامة. وأكد المجلس أن العمل ليس مبررًا لانتهاك الحق في الحياة.

وقع صباح الجمعة، حادث مروع على الطريق الإقليمي خارج قرية مونسة بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، ما أسفر عن مقتل 19 فتاة وإصابة 3 أخريات، بعد اصطدام سيارة نصف مقطورة بسيارة ميكروباص تقل مجموعة من الفتيات يعملن في حصاد العنب.