إلغاء الطرد.. النائب فريد البياضي يرفض مشروع الحكومة ويطرح قانونًا بديلًا للإيجارات القديمة

منذ 5 ساعات
إلغاء الطرد.. النائب فريد البياضي يرفض مشروع الحكومة ويطرح قانونًا بديلًا للإيجارات القديمة

أعلن النائب فريدي البياضي، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، عن تقديم مشروع قانون بديل شامل يقترح تعديلات على جميع أحكام قانون الحكومة. وأكد أن مشروع القانون يُوازن بين حقوق المُلاك واحتياجات المستأجرين، مع مراعاة الجوانب الاجتماعية والدستورية.

وأكد البياضي في بيان أصدره أمس رفضه لمشروع قانون الحكومة بشأن الإيجارات القديمة بصيغته الحالية، وقال إنه جاء في وقت غير مناسب في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة.

وأضاف أن مشروع القانون الحكومي استند إلى بيانات تعود لعام ٢٠١٧، أي قبل أكثر من ثماني سنوات. وأشار إلى أن القانون جائر بحق المستأجرين، إذ يُلزمهم بإخلاء عقاراتهم بعد سبع سنوات، حتى في حال عدم وجود بدائل لهم ودون أي دعم حقيقي. كما أشار إلى أن القانون لا يُقدم أي فوائد حقيقية للمُلّاك، إذ يفتقر إلى آليات واضحة لمراقبة القيمة السوقية للإيجار.

انتقد النائب تقسيم قانون الإيجار القديم مصر إلى ثلاث فئات إيجارية: “ممتاز، ومتوسط، ومقبول”. واعتبره غير منطقي، إذ تجاهل الفروقات بين الشوارع، بل وأحيانًا بين العمارات في الشارع الواحد.

وأوضح النائب فريدي البياضي أن فلسفة القانون البديل الذي اقترحه ترتكز على ثلاثة مبادئ أساسية: تحرير الإيجارات تدريجيا بحيث تصل إلى مستويات السوق خلال سبع سنوات، وعدم تجاوز الإيجارات ثلث دخل المواطن، والتزام الدولة بدفع الفرق من صندوق الإسكان الاجتماعي أو من عائدات ضريبة الأملاك، والإخلاء وإنهاء الإيجار إلا لأسباب موضوعية أو بالاتفاق.

وأضاف أن التغييرات التي اقترحها تتمثل أساسًا في استمرار عقد الإيجار بدلًا من فرض الإخلاء بعد خمس أو سبع سنوات. كما اقترح زيادة الإيجار تدريجيًا سنويًا حتى يصل إلى قيمته السوقية بعد سبع سنوات. وستُقيّم لجان محايدة هذه الزيادة، ثم تُراجع كل عامين بناءً على معدل التضخم المُعلن رسميًا.

واقترح البياضي تشكيل لجان حصر محلية على مستوى المحافظة مهمتها تقييم كل وحدة إيجارية بشكل مستقل مع الأخذ في الاعتبار موقع العقار والشارع وحالة البناء وجودة البناء والمساحة ونوع الاستخدام (سكني أو تجاري أو إداري) ومستوى الطلب على الإيجار في المنطقة ذاتها والأسعار السائدة في السوق المحلي وتوفر المرافق والخدمات.

وأوضح أن التعديلات تنص أيضًا على تطبيق نفس القواعد التدريجية على الوحدات غير السكنية (المحلات التجارية، والعيادات الطبية، والمكاتب)، مع مراعاة خصائص النشاط التجاري والإداري لتجنب الإضرار بالمشاريع الصغيرة أو العاملين لحسابهم الخاص. وفي حالة الإخلاء، اقترح ضبط وتنظيم الأسباب التي تُمكّن المالك من الإخلاء. وتشمل هذه الأسباب، على وجه الخصوص، إغلاق الوحدة السكنية دون مبرر لأكثر من عام، وحيازة المستأجر لوحدة بديلة مناسبة في المنطقة نفسها أو منطقة مماثلة، والتدخل في العقار أو إتلافه، والتأجير من الباطن دون ترخيص، وتغيير النشاط المتفق عليه للوحدات غير السكنية، وعدم دفع الإيجار رغم التنبيهات.

أشار البياضي إلى أن للمستأجر حق الدفاع عن نفسه. وفي حال صدور أمر إخلاء، يحق له الطعن أمام المحكمة. وحتى لو قدم عذرًا وجيهًا كالمرض أو السفر أو أزمة اجتماعية، فسيتم تعليق الإخلاء حتى صدور حكم قضائي نهائي.

وأوضح أن التعديل ينص على مساهمة مؤقتة من المستأجر في تكاليف الصيانة اللازمة للعقار خلال الفترة الانتقالية. تبدأ النسبة من 80%، ثم تتناقص تدريجيًا حتى تنتهي بعد سبع سنوات. ويتحمل المؤجر كامل العبء بعد ذلك.

وفي حال عدم كفاية دخل المستأجر، اقترح البياضي إلزام الدولة بتقديم أحد حلين للمستأجر: مساعدة مالية شهرية تعادل الفرق بين الإيجار الذي يستطيع دفعه (ثلث دخله) والمبلغ المستحق للمالك؛ أو سكن بديل مناسب للإيجار أو التملك في نفس المنطقة أو منطقة مشابهة اجتماعياً مع وسائل الراحة الكافية، شريطة أن يكون السكن مشغولاً فعلياً قبل الإخلاء.

واختتم البياضي كلمته بالقول: “إن هدف القانون البديل الذي أقترحه هو الانفصال عن النظام القديم لقمع ملاك الأراضي، وتحرير الإيجارات تدريجيا وبشكل متواصل، وحماية المواطنين من الإخلاء، وضمان عائد مربح لملاك الأراضي على ممتلكاتهم، وضمان قيام الدولة بدورها في توفير الحماية والمساعدة”.

يناقش مجلس النواب في جلسته العامة غدًا مشروعي قانونين قدمتهما الحكومة. يتعلق الأول ببعض الأحكام المتعلقة بقانون الإيجارات وإعادة هيكلة العلاقة بين المؤجرين والمستأجرين. ويتعلق الثاني بتعديل بعض أحكام القانون رقم 4 لسنة 1996 بشأن تطبيق القانون المدني على العقارات التي انتهت عقود إيجارها أو على وشك الانتهاء دون أن يكون لأحد حق البقاء فيها. ويهدف المشروعان إلى تحقيق توازن بين طرفي عقد الإيجار.


شارك