زفاف القرن.. كيف جمع بيزوس وسانشيز نجوم الفن والمال والسلطة في مدينة البندقية؟

هذا الأسبوع، شهدت مدينة البندقية الإيطالية حدثًا فريدًا جمع بين الفخامة والغموض والجدل السياسي. ففي قلب المدينة العائمة، وتحت سقف ترسانة عسكرية من العصور الوسطى، احتفل الملياردير الأمريكي ومؤسس أمازون، جيف بيزوس، بزواجه من الإعلامية ومقدمة البرامج التلفزيونية السابقة لورين سانشيز. وقد وصفت وسائل الإعلام العالمية الحفل بأنه “زفاف القرن”.
-مدينة بأكملها تشهد أجواء الزفاف.
لم يكن الحدث مجرد احتفال خاص، بل مهرجانًا عالميًا، مغلقًا أمام الأثرياء والمشاهير. لثلاثة أيام، بدت البندقية مغلقة أمام الزوجين، وسط إجراءات أمنية مشددة شملت إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المسيرة، ومنع مرور الزوار عبر الممرات البحرية الخاصة، حيث تُستخدم اليخوت الفاخرة والقوارب التقليدية لنقل الضيوف.
وتشير التقارير إلى أن بيزوس استأجر نحو 30 من أجمل قوارب البندقية، بعضها ينتمي إلى مجموعة غوتشي، في حين تم استخدام الفنادق التاريخية مثل أمان – وهو نفس المكان الذي تزوج فيه جورج وأمل كلوني في عام 2014 – لاستضافة كبار الشخصيات.
– تكاليف تنافس ميزانيات الدول
وبحسب التقديرات الرسمية لرئيس منطقة فينيتو، فإن تكلفة حفل الزفاف بلغت ما بين 46.5 مليون دولار و55.6 مليون دولار، ما يجعله أغلى حفل زفاف خاص في العالم، متجاوزا حتى حفل زفاف الأمير هاري وميغان ماركل.
رغم الفخامة الباذخة، لم يختف الأثر الاجتماعي للحدث. فقد تبرع بيزوس بمليون يورو لمؤسسة كوريلا، وهي مؤسسة علمية مُخصصة لأبحاث النظام البيئي لبحيرة البندقية. ووفقًا لشبكة CNN، اعتبر البعض هذه الخطوة محاولةً لتهدئة الانتقادات المحلية لسيطرته على المدينة.
قائمة ضيوف تحت الحراسة… وبديل إيفانكا ترامب
أُبقيت الدعوات سريةً تمامًا، وطُلب من الضيوف توقيع اتفاقيات عدم إفصاح. مع ذلك، تشير العديد من التسريبات إلى حضور نجوم هوليوود ومستثمرين بارزين، مثل جورج كلوني، وألكسندر أرنو، وسلمى حايك، وكيم كارداشيان.
تلقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوة رسمية، لكنه رفضها بسبب “تضارب في المواعيد”، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال. وبدلًا من ذلك، حضرت ابنته إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر حفل الزفاف. وترددت تكهنات بأن حفل الزفاف كان محاولة من بيزوس لتوسيع نفوذه السياسي والإعلامي بعد سنوات من التوتر مع ترامب.
-سانشيز بين الموضة والفضاء
ارتدت العروس، لورين سانشيز، ثلاثة إطلالات مختلفة يوم زفافها. كان أبرزها الفستان الرئيسي يوم الحفل، والذي يُرجّح أنه من تصميم أوسكار دي لا رينتا، بعد أن تعاونت سابقًا مع المصمم في حفل ميت غالا الأخير.
وعلى الرغم من خلفيتها الإعلامية، أصبحت سانشيز شخصية بارزة في عالم الفضاء في السنوات الأخيرة، حيث شاركت في قيادة شركة بيزوس بلو أوريجين وتخطط لإجراء رحلة فضائية نسائية بنفسها العام المقبل.
“كورو”… أفخم يخت في قلب الحدث
رُصد يخت بيزوس الفاخر “كورو”، الذي تبلغ قيمته 500 مليون دولار، قبالة البحر الأدرياتيكي، إلى جانب يخت “لابيونا” المرافق له. وكان من المقرر أن يستضيف كلاهما العديد من حفلات الزفاف، ويقدما وجبات مميزة أعدها طهاة حائزون على نجمة ميشلان.
احتجاجات في البندقية… وابتسامة المليارديرات
ومنذ الإعلان عن الحدث، تعرض الزفاف لانتقادات شديدة من سكان المدينة والناشطين البيئيين، الذين وصفوه بأنه “مشهد نخبوي” يتجاهل الطابع التاريخي للمدينة، التي تعاني بالفعل من ثقل السياحة.
لكن منظمي حفل الزفاف دافعوا بشدة عن الترتيبات، زاعمين أنهم استخدموا 80% من الموردين المحليين واستعانوا بمساعدة مصممي حفل زفاف كلوني السابقين لانزا وبوتشينا لتحويل القناة الكبرى إلى ممشى احتفالات رائع، حسبما ذكرت شبكة سكاي نيوز.